
قصف وتوغلات إسرائيلية على بلدات في القنيطرة السورية
الرأي الثالث - وكالات
شهدت محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، تصاعداً في التحركات العسكرية الإسرائيلية، حيث اقتحمت قوة إسرائيلية مؤلفة من سبع آليات عسكرية قرية مجدوليا ليل الأربعاء-الخميس.
ولم تقتصر عمليات الاقتحام على مجدوليا، فقبلها بساعات، شهدت بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي اقتحاماً واسعاً لدورية إسرائيلية ضمت نحو 50 جندياً.
وحاصرت خلالها القوات المتوغلة الحارة الجنوبية بالكامل، ونشرت قناصة على أسطح المنازل، وقامت بتفتيش منازل عدة بحجة "البحث عن أسلحة"، ما أثار قلق واستياء الأهالي الذين وصفوا العملية بانتهاك صارخ لحرمة منازلهم، وسيادة أرضهم.
وكان محيط قرية كودنة قد تعرض لقصف إسرائيلي مكثف بعد ظهر أمس الأربعاء، إذ سقطت ثلاث قذائف على الأقل وفق مصادر محلية.
و تشهد بعض المناطق حركة نزوح خوفاً من امتداد المواجهات، حيث يعيش الأهالي في القنيطرة تحت وطأة الخوف الدائم من الاقتحامات الليلية المفاجئة والقصف العشوائي، وسط غياب أي آليات حماية دولية".
ويختزل المشهد في القنيطرة مأساة المناطق الحدودية السورية، حيث تفرض قوات الاحتلال واقعاً أمنياً هشاً تحت حجج مكافحة "خلايا مسلحة"، ويدفع المدنيون ثمن ذلك.
كما تتزامن الاقتحامات البرية مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمراقبة من الطائرات المسيرة، ما يشير إلى استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لفرض سيطرة أوسع، بينما تبقى القرى السورية وحدها في مواجهة الآلة العسكرية لجيش الاحتلال، في ظل بيانات إدانة محلية ودولية، ومن دون أي فعل حقيقي يردع العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وكانت مناطق عدة من ريف محافظة درعا الغربي قد تعرضت، مساء الثلاثاء، لاستهدافات بالمدفعية والطيران الحربي الإسرائيلي، وسط حركة نزوح للأهالي باتجاه القرى الواقعة شمالي محافظة درعا وغربيها.
وجاء القصف الإسرائيلي على درعا بعد أن ادعت وسائل إعلام عبرية إطلاق صاروخين من جنوب سورية باتجاه هضبة الجولان السورية المحتلة، وسقوطهما في منطقة مفتوحة.
ورغم هذه المزاعم، تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب الشهيد محمد الضيف" العملية في بيان نشرته قناتها على تليغرام.
وقال المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية السورية، وفق ما نقلته وكالة "سانا"، إنه "لم يتم حتى اللحظة التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي"،
موضحاً أن "هناك أطرافاً عديدة (لم تحددها) تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة".
وشهدت منطقة "حوض اليرموك" في ريف درعا الغربي، مساء الثلاثاء، قصفاً إسرائيلياً مكثفاً استهدف مناطق حدودية، برره الاحتلال بأنه رد على إطلاق صاروخين باتجاه مرتفعات الجولان المحتلة.
وطاولت الغارات الجوية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، "كلا من الفوج 175 في محيط مدينة إزرع، ومحيط تل المال شمالي درعا، وتل الشعار في محيط القنيطرة".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ طائراته "ضربت أسلحة تابعة للنظام السوري في منطقة جنوب سورية"،
مشيرا إلى أنّ "النظام السوري مسؤول عن الوضع الراهن في سورية وسيستمر في تحمّل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية في الانطلاق من أراضيه".
وحمّل وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية عن إطلاق القذيفتين، قائلاً إن الشرع "مسؤول مباشرة عن كل تهديد وإطلاق نار باتجاه إسرائيل"،
مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي "سيرد على أي تهديد وإطلاق نار باتجاه إسرائيل من سورية، بكل حزم".
وعاود الاحتلال أمس الأربعاء قصف سورية، إذ استهدفت مسيّرة إسرائيلية قاعدة دفاع جوي ومستودعاً للصواريخ في منطقة ربيعة غرب مدينة حماة، ما أدى إلى حصول انفجارات قوية .
كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ." عن سكان في المنطقة أنهم سمعوا أصوات انفجارات دون سماع أصوات طائرات في سماء المنطقة.
في موازاة ذلك، أجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توم براك، أمس الأربعاء، جولة في هضبة الجولان المحتلة برفقة وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس ومسؤولين كبار.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن إسرائيل عرضت على براك "التهديدات الأمنية التي تشكلها سورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع".