
أبطال من الظل: فرق صاعدة كتبت التاريخ في الليغا
لم يقتصر الصعود إلى الدرجة الأولى من الدوري الإسباني على مجرد معركة البقاء وتفادي الهبوط مجدداً، كما قد يعتقد البعض.
فالتاريخ الكروي لـ"الليغا" يخبرنا أن هناك فرقاً صاعدة حديثاً لم تكتف فقط بخوض موسم شرفي أو الاكتفاء بجمع النقاط لضمان البقاء، بل تحولت سريعاً إلى قصص ملهمة ومفاجآت مدوية.
هذه الأندية التي دخلت البطولة في وضعية "الوافد الجديد"، كسرت كل التوقعات وقدمت مواسم استثنائية لا تزال خالدة في ذاكرة الجماهير والإعلام الرياضي.
فبينما تعاني أغلب الفرق الصاعدة عادةً من فارق الإمكانات المادية والبشرية مقارنة بالكبار، نجحت بعض هذه الأندية في قلب المعادلة، وبدلاً من أن تكون الحلقة الأضعف، فرضت نفسها منافساً شرساً على المراكز المتقدمة، بل إن بعضها وصل إلى المنافسات الأوروبية بعد موسم أول لا يُصدق.
وتحوّل صعودها من الدرجة الثانية إلى قصة نجاح تُروى، عنوانها الطموح والإصرار، وروح المغامرة التي لا تعرف المستحيل.
وصنعت هذه اللحظات الفارق، وأكدت أن كرة القدم لا تخضع دوماً للمنطق أو الحسابات المسبقة، بل تمنح الفرصة للقصص المفاجئة التي تزين تاريخ المسابقة.
وسلط تقرير لصحيفة آس الإسبانية الضوء على أبرز إنجازات الأندية الصاعدة حديثاً إلى دوري النخبة الإسباني، والتي فاجأت الجميع في موسمها الأول، لتكتب أسماءها بحروف ذهبية في ذاكرة "الليغا".
ديبورتيفو لاكورونيا 1941-1942
في النسخة الحادية عشرة من "الليغا"، أنهى "الديبور" الموسم في المركز الرابع وهو وافد جديد إلى الدرجة الأولى. في تلك الحقبة، كانت البطولة تُلعب بمشاركة 14 فريقاً فقط.
ورغم ذلك، فإن الفريق الأبيض والأزرق يستحق أن يكون حاضراً في هذه القائمة، بفضل موقعه الجيد على سلم الترتيب.
ريال بلد الوليد 1962-1963
تمكن "البوثيلانوس" من اقتحام الدرجة الأولى بقوة، بعدما احتلوا المركز الرابع في بطولة ضمت 16 فريقاً. وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل الأهداف الغزيرة لهداف النادي التاريخي، إيميليو مورويون، الذي سجل 20 هدفاً، وأنهى الموسم في المركز الثاني بترتيب الهدافين.
إشبيلية 1969-1970
عاد إشبيلية إلى الدرجة الأولى دون أي تردد أو خوف، ليُنهي البطولة في المركز الثالث. وبهذا التألق، ضمن الفريق المشاركة في كأس المعارض الأوروبية بالموسم التالي، لكن مشاركته لم تكن موفقة، إذ أُقصي من الدور الأول.
ديبورتيفو كاستيون 1972-1973
رفض "أوريلوتس" الاكتفاء بالبقاء في الدوري، وذهبوا لأبعد من ذلك. ففي ثالث نسخة من "الليغا" بمشاركة 18 فريقاً، أنهى كاستيون الموسم في المركز الخامس، وكان على بُعد خطوة فقط من خوض غمار المنافسات الأوروبية.
ذلك الموسم كان الأبرز في تاريخ النادي، إذ جمع بين أحد أفضل المراكز في الدوري والوصول إلى نهائي كأس الملك.
هيركوليس 1974-1975
كرر فريق "هيركولانوس" إنجاز كاستيون قبل موسمين، فأنهوا الدوري في المركز الخامس. الغريب أنهم تعادلوا في النقاط مع صاحب المركز الرابع ريال سوسييداد، الذي حصد بطاقة التأهل الأوروبية.
الفارق كان أربعة أهداف فقط، فصلت هيركوليس عن اللعب في بطولة الاتحاد الأوروبي.
سبورتينغ خيخون 1977-1978
كان سبورتينغ خيخون ثالث فريق صاعد حديثاً، ينهي الدوري في المركز الخامس خلال عقد السبعينيات. لكن على عكس كاستيون وهيركوليس، نجح خيخون في التأهل إلى بطولة الاتحاد الأوروبي.
السبب أن برشلونة، وصيف الدوري وقتها، ضمن بطاقة المشاركة في كأس الكؤوس الأوروبية بعد فوزه بكأس الملك، ما منح المركز الخامس بطاقة مؤهلة للاتحاد الأوروبي.
ريال بيتيس 1979-1980 و1994-1995
لم ينتهِ عقد السبعينيات دون أن يظهر فريق آخر صاعد حديثاً بمركز خامس مميز. هذه المرة، كان ريال بيتيس هو صاحب الإنجاز، بعدما أنهى الموسم بفارق نقطتين فقط عن برشلونة، الذي كان يشغل آخر المراكز المؤهلة لأوروبا.
وعاد الفريق الأندلسي ليصدم الجميع مرة أخرى. إذ قدم ريال بيتيس أفضل موسم لفريق صاعد حديثاً في تاريخ "الليغا"، حيث أنهى البطولة في المركز الثالث من أصل 20 فريقاً.
وبهذا التألق، ضمن التأهل إلى بطولة الاتحاد الأوروبي، وابتعد بتسع نقاط فقط عن ريال مدريد المتوَّج باللقب. ويرجع جزء كبير من هذا النجاح إلى الأداء المذهل للحارس "خارو"، الذي أنهى الموسم كأقل الحراس استقبالاً للأهداف في الدوري.
ريال مايوركا 1997-1998
حقق مايوركا بدوره ظهوراً باهراً بعد صعوده، إذ أنهى الدوري في المركز الخامس. ولم يتوقف إنجازه عند ذلك، بل وصل أيضاً إلى نهائي كأس الملك في الموسم نفسه، قبل أن يخسر أمام برشلونة.
ورغم الخسارة، فإن الفريق حصل على بطاقة اللعب في كأس الكؤوس الأوروبية، بحكم أن برشلونة تأهل إلى دوري الأبطال بطلاً لليغا. لكن الحظ لم يحالف "البيرميّونيس"، إذ خسروا النهائي الأوروبي أمام لاتسيو.
ريال بيتيس 2001-2002
مع بداية الألفية الجديدة، واصل بيتيس كتابة تاريخه أفضل الفرق في المواسم الأولى بعد الصعود. في هذه المرة، احتل المركز السادس في الدوري وضَمِن بطاقة المشاركة في بطولة الاتحاد الأوروبي.
الفريق أيضاً تميز بصلابته الدفاعية، إذ أنهى الموسم وهو ثاني أقوى دفاع في البطولة.
سيلتا فيغو 2005-2006
كان "السيلستيس" مفاجأة تلك النسخة من "الليغا"، بعدما أنهوا البطولة في المركز السادس، كذلك تقاسموا مع فالنسيا لقب أقوى خط دفاع في المسابقة. وبهذا الإنجاز، حصل الفريق على بطاقة المشاركة في بطولة الاتحاد الأوروبي في الموسم التالي.