
ترامب يقول في خطاب للرئيس الصيني إنه يسعى "لعلاقة بناءة"
الرأي الثالث-رويترز
سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مد جسور التفاهم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة قال فيها إنه يتطلع للعمل معه على لتطوير العلاقات لكن لم يتحدث الرئيسان بشكل مباشر منذ تولي ترامب السلطة.
وقال البيت الأبيض في بيان يوم الأربعاء إن ترامب شكر شي في الخطاب على الرسالة التي أرسلها له لتهنئته على تنصيبه كما تمنى للشعب الصيني عاما مزدهرا بمناسبة حلول السنة الصينية الجديدة (سنة الديك).
وجاء في البيان أن "الرئيس ترامب أوضح انه يتطلع للعمل مع الرئيس شي على تطوير علاقات بناءة تفيد الولايات المتحدة والصين على حد سواء."
وقالت الصين يوم الخميس إنها تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية "نقدر بشدة تهنئة الرئيس ترامب للرئيس شي جين بينغ وشعب الصين بالأعياد."
ورد لو على سؤال عما إذا كان إجراء ترامب لاتصالات مباشرة مع العديد من زعماء العالم ليس من بينهم شي يمثل تجاهلا قائلا "مثل هذه الملاحظات لا معنى لها."
وأكد لو أن الصين والولايات المتحدة حافظتا على اتصال وثيق منذ تولى ترامب منصبه وأن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد.
وقال لو "الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة بما يتوافق مع مفاهيم عدم المواجهة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لتعزيز التعاون واحتواء الخلافات وتشجيع تحسن أكبر في العلاقات الصينية الأمريكية على أسس سليمة ومستقرة."
ولم يتحدث ترامب وشي بشكل مباشر منذ تولي ترامب السلطة يوم 20 يناير كانون الثاني لكنهما تحدثا بعد فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت مصادر دبلوماسية في بكين إن الصين كانت تشعر بالقلق من أن يتعرض شي للإهانة في حال أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب ولم يجر الاتصال على ما يرام وتسربت تفاصيله لوسائل الإعلام الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي توترت علاقة الولايات المتحدة بأستراليا حليفتها المقربة بعد أن نشرت صحيفة واشنطن بوست تفاصيل اتصال هاتفي لاذع بين ترامب ورئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول.
وقال مصدر مقرب من أسلوب التفكير الصيني بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة "هذا آخر شيء يمكن أن ترغب الصين فيه... سيكون ذلك محرجا جدا للرئيس شي وللشعب الصيني الذي يقدر مفهوم الكرامة."
وقال دبلوماسي غربي بارز إن الصين من المستبعد أن تتسرع في السعي لإجراء مثل هذا الاتصال.
وأضاف "هذه الأمور يتعين أن تتم بشكل محكوم للغاية في الصين والصين لا يمكنها أن تضمن ذلك مع ترامب الذي يصعب التنبؤ بتصرفاته."
وتابع "كما أن ترامب يبدو منشغلا بقضايا أخرى في الوقت الراهن فلا يولي اهتماما كبيرا بالصين."
* الاهتمام ينصب على تايوان واليوان
قال الدبلوماسي إن هناك عددا من القضايا الشائكة التي تخشى الصين أن يخرج فيها خطاب ترامب عن النص مشيرا على وجه الخصوص إلى مسألة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي وكذلك القضايا التجارية.
وأغضب ترامب الصين في ديسمبر كانون الأول بتلقيه اتصالا هاتفيا من تساي إينج وين رئيسة تايوان. وتعتبر الصين تايوان إقليما تابعا لها لا يحق له إقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة أخرى.
وهدد ترامب كذلك بفرض تعريفات جمركية على الواردات من الصين متهما بكين بتقويم عملتها اليوان بأقل من قيمتها وسرقة فرص العمل الأمريكية.
وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون في جلسة تأكيد ترشيحه بمجلس الشيوخ إنه يتعين عدم السماح للصين بحرية الدخول إلى جزر بنتها في مياه بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها. وتعهد البيت الأبيض كذلك بالدفاع عن "المياه الدولية" في الممر المائي الاستراتيجي.
وقالت الصين مرارا إنها تربطها علاقات سلسة بفريق ترامب. وقالت وزارة الخارجية في بكين الأسبوع الماضي إن البلدين "على اتصال" مستمر.
ويقود هذه الاتصالات يانغ جيه تشي عضو مجلس الدولة وأكبر دبلوماسي في الصين الذي يفوق منصبه منصب وزير الخارجية.
وقال المصدر المطلع على أسلوب تفكير الصين إن إدارة ترامب كانت "واضحة تماما" بشأن موقف الصين من تايوان. ولم يذكر ترامب تايوان بعد منذ أن تولى السلطة.
وتساءلت وسائل إعلام حكومية صينية عما إذا كان لدى ترامب سياسة من الأصل فيما يتعلق بالصين.
وأشارت صحيفة جلوبال تايمز التي تنشرها صحيفة الشعب اليومية الرسمية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم إلى أن ترامب لم يواجه الصين على الفور كما كان متوقعا لأنه أدرك أن إغضاب بكين قد يرتد أثره عليه بشكل سيء.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "لقد أدرك على الأرجح أن اتخاذ إجراء عنيف حقيقي ضد الصين قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل المعقدة التي تخرج حتى عن نطاق سيطرته."
وقال وانغ يي وي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رنمين المرموقة في بكين إن الخطاب يشير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة أرادت أن تشير إلى الأهمية التي توليها للعلاقات الأمريكية الصينية دون أن تخاطر بالمواجهة في قضايا بعينها.
وأضاف "ترامب وجه العديد من الرسائل التي حيرت العالم مثل ما يتعلق ببحر الصين الجنوبي وسياسة (صين واحدة) فإذا اتصل بالرئيس شي هل سيسأله عما يقصده؟.. إنه يريد تجنب ذلك ولهذا السبب يرسل خطابا كخطوة أولى.