
غوايدو يعلن انضمام عسكريين لحركته وفنزويلا تدين "محاولة انقلاب" في البلاد
الراي الثالث - فرنس برس
أعلن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو الثلاثاء تلقيه دعم مجموعة "جنود شجعان" للاطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، فيما توعدت الحكومة باحباط ما وصفته بالمحاولة الانقلابية.
وأكد غوايدو أنه "لا عودة" عن مساعيه للاطاحة بمادورو.
وكتب على تويتر "لقد حان الوقت! ولايات البلاد ال24 سارت على هذا الطريق ولا عودة عنه، المستقبل لنا. الشعب والقوات المسلحة متحدون لإنهاء اغتصاب السلطة".
وخرج المئات من أنصار غوايدو وهم يلوحون بالعلم الفنزويلي، إلى طريق سريع بالقرب من قاعدة عسكرية في كراكاس، فردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. فقام عندها عدد من المتظاهرين بالقاء الحجارة على قوات الأمن.
وقالت الحكومة إنها "تحبط" محاولة انقلابية لمجموعة من الجنود "الخونة".
وأكد مادورو ان قادة الجيش الفنزويلي طمأنوه ل"ولائهم الكامل".
وكتب على تويتر "اعصاب من حديد! لقد تحدثت مع قادة جميع مناطق الدفاع ومناطق العمليات، الذين أعربوا عن ولائهم الكامل للشعب والدستور والوطن"، مضيفا "ادعو إلى التعبئة الشعبية القصوى لضمان انتصار السلام. وسننتصر".
بدوره، حذر قائد الجيش من "حمام دم" في البلاد.
وصرح الجنرال فلاديمير بادرينو، الذي يتولى كذلك منصب وزير الدفاع، في كلمة للقيادة العسكرية العليا أكد فيها دعمه لمادورو، أنه يحمل المعارضة "مسؤولية اي عمل عنف أو سفك دماء".
وبعد نشر شريط فيديو مسجل في قاعدة عسكرية جوية في كراكاس تظهر فيه مجموعة رجال يرتدون بزات عسكرية، قال غوايدو المدعوم من الولايات المتحدة "استجاب اليوم جنود شجعان ووطنيون لندائنا".
وانضم المئات تدريجيا الى المجموعة على جسر على الطريق السريع قرب القاعدة، ولوح العديد منهم بالاعلام الفنزويلية.
وكتب ايفان دوكي رئيس كولومبيا - التي لجأ إليها أكثر من مليون فنزويلي- في تغريدة على تويتر "نوجه دعوة إلى جنود فنزويلا وشعبها ليقفوا مع الجانب الصحيح من التاريخ ويرفضوا الديكتاتورية واغتصاب السلطة" من قبل الرئيس نيكولاس مادورو.
كما طلبت كولومبيا اجتماعا عاجلا لمجموعة ليما حول فنزويلا، وهي مجموعة من دول اميركا اللاتينية إضافة إلى كندا تركز على فنزويلا.
- "فترة حاسمة" -
وظهر في الفيديو إلى جانب غوايدو معارض آخر هو ليوبولدو لوبيز الذي أعلن أنه جرى "تحريره" من قبل عسكريين موالين لغوايدو بينما كان في الإقامة الجبرية.
ونشر لوبيز على تويتر صورة لرجال بالزي العسكري قال انها التقطت في قاعدة كارلوتا العسكرية شرق كراكاس.
وكتب تحت الصورة "فنزويلا: بدأت الفترة الحاسمة، عملية الحرية، لإنهاء اغتصاب السلطة".
وتصاعدت التوترات في فنزويلا هذا العام بعد أن أعلن غوايدو، رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، في 23 كانون الثاني/يناير نفسه رئيسا بالوكالة بموجب الدستور. وقال انه أعيد انتخاب مادورو عن طريق التزوير العام الماضي.
وسارعت الولايات المتحدة وعدد من كبرى دول أميركا اللاتينية ومن بينها البرازيل والبيرو وتشيلي إلى دعم غوايدو، تبعتها بعد ذلك عدة دول من الاتحاد الأوروبي.
الا ان مادورو، الذي تولى السلطة من هوغو شافيز في 2013 ودخلت البلاد في عهده كارثة اقتصادية، يحظى بدعم روسيا والصين، أكبر دولتين مقرضتين لفنزويلا.
وزادت واشنطن ضغوطها الاقتصادية وفرضت عقوبات استهدفت نظام مادورو وخفضت مبيعات النفط الفنزويلي الذي يعتبر مصدر الدخل الرئيسي للبلاد.
وحذرت من أية محاولة لاعتقال غوايدو الذي بقي حرا يتجول في البلاد ويعقد التجمعات.
من جهتها، دعت مدريد إلى تجنّب "حمام دمّ" في فنزويلا. وصرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل سيلا أمام الصحافة "ندعم عملية دبلوماسية سلمية وطلبت "الدعوة إلى انتخابات فورا".
ودعت بريطانيا، التي اعترفت بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، إلى "حل سلمي" للأزمة.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي "الشعب الفنزويلي يستحق مستقبلا أفضل، فقد عانى بما فيه الكفاية، ونظام مادورو يجب أن ينتهي".
وأشادت البرازيل بدعم الجنود لغوايدو، وأعربت عن أملها في انتقال ديموقراطي للسلطة.
وصرح وزير خارجية البر ازيل ايرنستو اراوجو للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس "إن التحرك العسكري الذي يعترف بدستورية الرئيس خوان غوايدو أمر ايجابي".
أما روسيا فقد اتهمت غوايدو بنشر العنف ودعت إلى المحادثات مؤكدة على أهمية تجنب سفك الدماء.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن "المعارضة المتشددة في فنزويلا لجأت مرة أخرى إلى طرق المواجهة القاسية" متهمة معارضي مادورو ب"تغذية العنف".
وأضافت الوزارة "من المهم تجنب الاضطرابات وسفك الدماء" داعية إلى المحادثات بين الجانبين.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده تدعم "حرية" الشعب الفنزويلي في حين جدد البيت الابيض التأكيد ان "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
وكتب ترامب على تويتر أن "الولايات المتحدة تقف مع شعب فنزويلا وحريته" مشيرا إلى أنه يتابع الوضع "من كثب".
كما نفت الادارة الاميركية أن تكون هناك "محاولة انقلاب".
ودعا مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون وزير الدفاع الفنزويلي الى الالتحاق بالمعارضة.
وفي المقابل، دان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "المحاولة الانقلابية".
وكتب على تويتر "كبلد تصدى للانقلابات واختبر العواقب السلبية الناجمة عن الانقلابات ندين المحاولة الانقلابية في فنزويلا".
من جهته، دعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش "كل الاطراف في فنزويلا الى تجنب اللجوء الى العنف" وطالبهم ب"اتخاذ كل الاجراءات الفورية لاعادة الهدوء".