قتلى وعشرات المصابين خلال تظاهرات تخلّلتها اشتباكات في اللاذقية
الرأي الثالث - وكالات
قتل ثلاثة أشخاص، بينهم عنصر أمني، وأصيب العشرات، اليوم الأحد، خلال تظاهرات تخلّلتها اشتباكات وإطلاق نار وأعمال شغب في اللاذقية غربي سورية.
وخرج العشرات في تظاهرات بعدد من مدن الساحل السوري، الأحد، احتجاجاً على تفجير مسجد في حي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية بمدينة حمص وسط البلاد، أدى إلى سقوط ثمانية قتلى، وللمطالبة بإطلاق سراح موقوفين كانت السلطات قد اعتقلتهم بتهمة ارتكاب انتهاكات خلال حكم نظام بشار الأسد المخلوع.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في محافظة اللاذقية نور الدين بريمو إنّ مسلحين ملثمين أطلقوا النار على متظاهرين عند دوار الأزهري وسط مدينة اللاذقية ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصر أمن،
كما أصيب نحو 60 شخصاً بينهم عناصر أمن خلال أعمال شغب تخللت هذه التظاهرات.
وشهدت مدينة اللاذقية ظهر اليوم مناوشات وأعمال شغب واسعة بين متظاهرين خرجوا تلبية لدعوة رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى غزال غزال، وبين موالين للحكومة السورية تجمّعوا عند دوار الزراعة.
كما شهدت مدينة جبلة جنوبي اللاذقية أعمال شغب واعتداءات على متظاهرين عند دوار المستشفى عند مدخل المدينة، في حين تدخلت القوى الأمنية لاحتواء الموقف ووقف التصعيد.
وقال علي عباس وهو أحد المتظاهرين في المدينة إنهم اختاروا ضاحية المدينة منعاً لأي احتكاك مع مؤيدي السلطة، لكنهم فوجئوا بالهجوم عليهم بالعصي والحجارة وبالأسلحة البيضاء،
مضيفاً أن المتظاهرين رفعوا شعارات سلمية في وقفتهم، لكن الأمن فرّقهم بالقوة بعد التوتر الذي حصل.
في المقابل، ذكر المواطن عبد العزيز الأحمد أنّ الأهالي في مدينة جبلة استيقظوا اليوم على عبارات وصفها بـ"المخزية" على جدران مدارس جبلة، منها "الأسد أو نحرق البلد"، "فيدرالية بقيادة النمر"، وهو لقب المدعو سهيل الحسن، أحد ضباط النظام السابق،
إضافة إلى عبارة "سرايا الجواد"، كما شهدت قرى وبلدات في ريف اللاذقية تظاهرات رفعت شعارات تطالب باللامركزية، أبرزها في مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، وبلدة المزيرعة وغيرها من دون أن تسجل أي حوادث أمنية تذكر.
وفي مدينة طرطوس، تجمّع العشرات من المتظاهرين عند دوار السعدي، طالبوا بالإفراج عن المعتقلين واللامركزية، واستنكروا التفجير في حي وادي الذهب في مدينة حمص ذي الغالبية من السوريين العلويين.
وذكرت قناة الإخبارية السورية أنّ عنصرين من الأمن أصيبا إثر إلقاء قنبلة يدوية من مجهولين على قسم العنازة في ريف بانياس.
من جانبه، أشار قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، إلى إصابة عدد من عناصر الأمن في مدينتي اللاذقية وجبلة بعد تعرّضهم للاعتداء من قبل وصفهم بـ"العناصر الإرهابية التابعة لفلول النظام البائد"،
مضيفاً أنّ سيارات تتبع للمهام الخاصة والشرطة تعرضت للتكسير.
وتابع: "رصدنا خلال الاحتجاجات على دوار الأزهري في مدينة اللاذقية ودوار المستشفى الوطني في مدينة جبلة وجود عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يسمى "سرايا درع الساحل" و"سرايا الجواد"، المسؤولتين عن عمليات تصفية ميدانية وتفجير عبوات ناسفة على أوتوستراد إم 1".
ولاحقاً عاد الهدوء إلى مناطق الساحل مع وصول تعزيزات أمنية وانتشار عسكري ولا سيّما في مراكز المدن مثل اللاذقية وطرطوس.
وذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان نقلته "الإخبارية" السورية، أنّ "مجموعات من الجيش السوري مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات دخلت مراكز مدن اللاذقية وطرطوس بعد تصاعد عمليات الاستهداف من مجموعات خارجة عن القانون ضد الأهالي وقوى الأمن".
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان، أنّ عناصر الأمن المكلّفة بتأمين الاحتجاجات اليوم الأحد تعرّضت لاعتداءات مباشرة في مدينة اللاذقية، إضافة إلى حوادث استهداف في ريف طرطوس نفذتها "مجموعات مرتبطة بفلول النظام السابق"
وقالت الوزارة إنّ "التعبير عن الرأي حق مكفول لجميع أبناء الشعب السوري ضمن الأطر السلمية، وقد جرى توجيه العناصر الأمنية لتأمين الاحتجاجات وحماية المشاركين فيها"
وأضافت أنّ بعض التحركات خرجت عن طابعها السلمي، ما أدى إلى الاعتداء على عناصر الأمن.
وفي وقت سابق، أوضحت محافظة اللاذقية أنّ قوى الأمن أمّنت مواقع الوقفات الاحتجاجية اليوم الأحد، مع تكثيف الدوريات الأمنية ونشر الفرق المختصة لضمان سلامة المشاركين، بما يعكس "التزام الوزارة بحق التعبير السلمي والحفاظ على الأمن".
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، وفق بيان لوزارة الداخلية عبر فيسبوك: "أقدم مسلحون خلال الاحتجاجات التي دعا إليها غزال غزال في دوار الأزهري بمدينة اللاذقية على إطلاق النار في الهواء، فيما قامت عناصر الأمن الداخلي باحتواء الموقف".
ودعا وجهاء منطقة القرداحة في ريف اللاذقية، ولجان السلم الأهلي في المحافظة، في بيان مصور اليوم الأحد، إلى "عدم استغلال أرواح الناس لأجندات استخباراتية تريد المتاجرة بدماء أبناء الطائفة العلوية".
وجاء في البيان "تدعو هذه الأطراف إلى اعتصامات مغلفة بمطالب تتلبس ثوب الحق، إلا أنها تحمل في طياتها وجهاً طائفياً تقسيميّاً مقيتاً، وتظهر شعبنا بمظهر الداعي إلى الانقسام والتفرقة، وتعرض أمننا وأمن أهلنا إلى مخاطر لا نريد الانجرار وراءها".
ووصف البيان هذه الدعوات بـ"المشبوهة"، لافتاً إلى "لمس انفراجات، بدءاً من إطلاق سراح الموقوفين، وعودة انخراط أبناء الطائفة العلوية في وظائفهم، وتسوية شؤون العسكريين وإعطائهم حقوقهم"، داعياً الأهالي إلى "الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة".