
في 1700 موقع بأميركا.. ملايين الأمريكيين يتظاهرون ضد ترامب وإدارته
الرأي الثالث - وكالات
شهد أكثر من 1700 مدينة وموقع في جميع الولايات الخمسين بالولايات المتحدة الأميركية، تظاهرات ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب، وصفه المنظمون بأنه "أكبر يوم احتجاج في تاريخ الولايات المتحدة الحديث".
ورفع المتظاهرون لافتات لإعلان رفضهم توسيع الرئيس دونالد ترامب لسلطاته، وأطلقوا على هذه الفعالية "يوم لا للملوك"، وهي المظاهرة الثانية ضمن هذه الفعاليات، إذ عقدت الأولى في يونيو/حزيران الماضي.
وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم الأحد، إن التظاهرات خرجت في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بأعداد هائلة فاقت الـ 7 ملايين متظاهر، أعربوا عن غضبهم من ترامب وسياسته "الاستبدادية".
وتوقع المنظمون نزول ملايين الأمريكيين إلى الشوارع تحت شعار "نو كينجز"؛ أي "لا للملوك".
وقال المنظمون إن ما يقرب من 7 ملايين شخص شاركوا في تظاهرات سلمية في حوالى 2700 مدينة وبلدية، أي مئات المواقع الإضافية عما كان عليه الاحتجاج السابق في يونيو/حزيران.
وفي العاصمة واشنطن، تجمعت تظاهرات في عدة بقاع مختلفة وتحركت المسيرات نحو مبنى الكونغرس، إضافة إلى تظاهرات في ولايتي فيرجينيا وماريلاند المجاورتين، داعين إلى وقف ما وصفوه بالاستبداد، والمطالبة برعاية صحية لجميع المواطنين.
كما وجهوا انتقادات إلى مسؤولي مقاطعة دي سي الذين أكدوا أنهم يمارسون سياسة استبدادية ضد المهاجرين، داعين إلى وقف تعاونهم مع الإدارة.
ومنذ أشهر فرض ترامب سلطته الفيدرالية على شرطة المدينة، وأمر بنشر الحرس الوطني داخل المقاطعة، مما أدى إلى تعاون إدارة المدينة والشرطة مع سلطة إنفاذ قوانين الهجرة، في واقع جديد يُفرض لأول مرة منذ عقود.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "لا للفاشية"، و"دولتنا صغيرة لتموت الآن"، و"قاوم"، ورددوا شعارات "لا ترامب، لا فاشية في الولايات المتحدة"، و"قاوموا الاستبداد"، و"أنشروا ملفات جيفري إبستين".
كما رفعوا صورًا تطالب بمحاكمة ترامب ومسؤولين في حكومته، ودعوا لحماية المهاجرين.
واستمرت المظاهرات في عدد من المناطق على مدار اليوم للتعبير عن الاستياء مما اعتبره المحتجون تجاوزات استبدادية ضد الحريات، وضد الإغلاقات الحكومية، والسياسات العدوانية في مجالات الهجرة والحقوق المدنية والتعليم.
وأفادت شبكة سي أن أن الإخبارية باحتجاز امرأة في ساوث كارولينا بعد أن وجهت سلاحاً نحو المحتجين وهي تقود سيارتها.
وقال الموقع الإلكتروني للحركة إن إدارة ترامب "ترسل عملاء ملثمين" في شوارع الولايات المتحدة، وترهب المجتمعات وتعتقل الأشخاص دون أمر قضائي.
وقالت سوزي، إحدى المتظاهرات البالغة من العمر 52 عامًا، لـ"العربي الجديد"، إنها حرصت على المشاركة مع الآلاف ضد سياسة الإدارة الحالية، للوقوف مع الحقوق والحريات والدستور، والمطالبة بحق المواطنين في رعاية صحية وبرامج حماية للمهاجرين والفقراء، ووصفت أصحاب السلطة بأنهم "استبداديون ضد الحريات".
بينما أشارت كيني زيلزنيم، المرشحة لعضوية مجلس الشيوخ في الولاية، إلى أنها تشارك في هذه التظاهرات احتجاجًا على ما وصفته بـ"الكابوس" في الولايات المتحدة،
مضيفة أن إدارة الرئيس ترامب "تدمر الحكومة الأميركية، وأن الأمر سيكون مؤلمًا جدًا لواشنطن العاصمة"، مؤكدة أنه "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي"، وأن الرئيس يجب أن يمثل جميع المواطنين وليس فئة معينة.
واستلهم المتظاهرون شعار "لا للملوك" من رفض الثورة الأميركية للحكم الملكي البريطاني، محذرين من أن سياسات الرئيس الحالي "ضد القانون والحريات وتؤثر على المجتمع"، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه ترامب توسيع سلطاته.
ودعا الديمقراطيون على مدار الأيام الماضية المواطنين إلى المشاركة في هذه الاحتجاجات، وقالت نائبة حاكم ولاية مينيسوتا، بيغي فلاناغان، في فيديو سابق للاحتجاج: "أميركا لا تصنع ملوكًا".
وشارك في المظاهرات، بحسب المنظمين، مجموعات محلية ووطنية وتقدمية معروفة مثل "موف أون" و"إيند إنفزبل"،
وقالوا إنهم تلقوا دعمًا شعبيًا من عدد كبير من المشاهير، بينهم الممثل روبرت دي نيرو، الذي قال في فيديو لتحفيز المواطنين على المشاركة: "ننتفض مرة أخرى، هذه المرة رافعين أصواتنا سلميا لنعلن: لا للملوك".
وأشار المنظمون إلى أن المظاهرات السابقة ساهمت في زيادة أعداد المشاركين.
من جانبه، أشار الدكتور جيريمي بريسمان، أستاذ العلوم السياسية والمدير المشارك لائتلاف "إحصاء الحشود"، وهو مشروع مشترك بين كلية كينيدي بجامعة هارفارد وجامعة كونيتيكت، إلى أن القوة التي يظهرها الرئيس ترامب في ولايته الثانية ربما تكون قد حفزت المواطنين على المشاركة بشكل أكبر.
وقال، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "يوم لا للملوك في يونيو/ حزيران الماضي كان أحد أكبر أيام الاحتجاج في تاريخ الولايات المتحدة"،
مضيفًا أن التحليل أظهر أن فعاليات الاحتجاج الآن تمتد إلى نطاق أوسع في عدد من المقاطعات، بما فيها تلك التي صوّتت فيها الأغلبية للجمهوريين، وهو ما لم يحدث في الولاية الأولى للرئيس ترامب.