
سلسلة غارات إسرائيلية ليلية على جنوب لبنان
الرأي الثالث - وكالات
شنّ الطيران الحربي والمسيّر التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر ومساء اليوم الخميس، سلسلة غارات استهدفت عدداً من المناطق في الجنوب اللبناني وأطراف بلدة شمسطار شرقي لبنان بحسب ما أعلنت " الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية،
ما أدى إلى سقوط شهيد و7 مصابين. ونفّذت قوات الاحتلال، مساء اليوم، عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة على أطراف بلدة الخيام في جنوب لبنان.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان أدت إلى سقوط شهيد في شمسطار، وإصابة ستة مواطنين بجروح في أنصار قضاء النبطية وواحد في بنعفول قضاء صيدا.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان اليوم، أنه هاجم بنى تحتية لحزب الله "كانت تقع تحت الأرض والتي استخدمت لتخزين وسائل قتالية في منطقتَيْ البقاع وجنوب لبنان"،
مدعياً أن حزب الله يواصل محاولات إعادة إعمار بنى تحتية في أنحاء لبنان "بما يشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات". كما ذكر في بيان آخر أنه نفذ غارات على بنى تحتية لحزب الله في منطقة مزرعة سيناي في جنوب لبنان استخدمت في محاولات إعادة إعماره.
وذكر أنه استهدف مقلعاً استخدمه حزب الله لإنتاج الأسمنت بهدف إعادة بناء وإعمار منشآت وبنى تحتية دمرها سابقاً.
وأضاف أنه قصف هدف تابع لجمعية "أخضر بلا حدود"، ادعى أن حزب الله استخدمها لإخفاء أعمال تهدف لإعادة إعمار بنى تحتية تابعة له في جنوب لبنان.
وتم تسجيل أكثر من 15 غارة جوية خلال دقيقة واحدة فقط.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي استخدام صواريخ GBU في الغارات على جنوب لبنان. وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن الغارات استهدفت مصنعاً للأسمنت يستخدمه “حزب الله” لتأهيل بنيته التحتية.
في الأثناء، ندد الرئيس اللبناني، جوزاف عون، بالاعتداءات الإسرائيلية، معتبراً أن "العدوان الإسرائيلي المتكرّر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة".
وقال بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية إن "هذا السلوك التصعيدي يُشكّل خرقًا جسيمًا للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية لعام 2024، ويؤكد أن إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي، ما يفرض موقفاً دولياً يضع حداً لهذه الانتهاكات المدانة".
ورغم سريان وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل خرقه بشنّ ضربات مركزة توقع شهداء ومصابين، بزعم استهداف عناصر من حزب الله وبنى عسكرية تابعة له. وغالباً ما تطاول الضربات دراجات نارية أو سيارات خلال تنقلها، خصوصاً في جنوب البلاد.
ولم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينه وبين لبنان الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ولا تزال قواته تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وتشنّ بشكل شبه يومي غارات في جنوب لبنان.
كما لا تزال قواته تتمركز في خمس نقاط في الجنوب.
والأحد الماضي، طلب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام من وزير خارجيته يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في منطقة المصيلح، جنوبي لبنان، ما يشكّل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية.
وأدت الغارات الإسرائيلية على المصيلح، السبت الماضي، إلى سقوط شهيد من الجنسية السورية، وإصابة سبعة أشخاص بجروح، أحدهم من الجنسية السورية وستة لبنانيين من بينهم سيدتان، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية، ينصّ على تراجع “حزب الله” من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
وإضافة إلى الغارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق.