
الألغام تقتل وتجرح 147 مدنياً في 8 أشهر بمحافظة الحديدة
الرأي الثالث - متابعات
أفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بأنّ الألغام المزروعة في محافظة الحديدة غربي اليمن تسبّبت في مقتل وإصابة 147 مدنياً، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
وبيّنت الشبكة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أنّ 64 مدنياً لقوا حتفهم فيما أُصيب 83 آخرون من جرّاء انفجار ألغام، بالإضافة إلى تضرّر 68 مركبة يملكها المواطنون في مناطق متفرقة من المحافظة.
وأشارت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقريرها الذي أتى تحت عنوان "ألغام بلا خرائط"، إلى أنّ الحوثيين زرعوا الألغام بطريقة واسعة، سواء في المنشآت العامة والخاصة أو المنازل أو الأسواق أو الشوارع الرئيسية والفرعية أو المزارع، من دون أيّ تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، الأمر الذي أدّى إلى سقوط ضحايا من النساء والأطفال.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في مختلف المناطق، وإدانة الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحقّ المدنيين، في مقدّمِها جريمة زرع الألغام عشوائياً، مع ما تمثّله من تهديد مستمر لحياة اليمنيين.
في سياق متصل، تناول "مشروع مسام لنزع الألغام - اليمن"، في أكثر من تدوينة نشرها أمس الثلاثاء، الإصابات بين النساء، موضحاً أنّهنّ "يمثّلنَ ما لا يقلّ عن 28% من ضحايا الألغام الأرضية"،
مع العلم أنّ حالات عديدة تقع من دون أن يُصار إلى التبليغ عنها، و"الخشية من الوصم" من بين الأسباب.
وأضاف المشروع أنّه بالنسبة إلى الناجيات "تُعَدّ الإصابات الجسدية فقط جزءاً من المعاناة"، ولا سيّما أنّ غالباً ما يتبع ذلك "الرفض والعزل". وشدّد المشروع: "في حين أنّ تطهير الأرض أمر بالغ الأهمية، فإنّ الأمر كذلك بالنسبة إلى معالجة الوصم".
وأكّد "مشروع مسام" الذي يهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المنفجرة، في تدوينة ثانية في الإطار نفسه، أنّ "الناجيات من الألغام الأرضية لا يُعدنَ بناء أجسادهنّ فحسب، بل يُكافحنَ من أجل تقبّلهنّ في مجتمعاتهنّ" بعد الإصابات التي طاولتهنّ.
وأكد أنّ "الصدمة النفسية هنا قد تكون مؤلمة بقدر الإصابة الجسدية نفسها".
وفي بيان صحافي أصدره "مشروع مسام لنزع الألغام - اليمن" أوّل من أمس الاثنين، أفاد بأنّه تمكّن من إزالة مجموعة من المتفجّرات التي جرفتها السيول بإحدى المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً من محافظة صعدة، شمالي البلاد.
وأوضح المشروع أنّ فريق مسح تابعاً له "نجح في نزع عدد من المواد غير المنفجرة جرفتها السيول الأخيرة في منطقة الأجاشر التابعة لمديرية كتاف بمحافظة صعدة".
وأوضح قائد فريق المسح التابع لـ"مشروع مسام" حسين العقيلي، أنّ فريقه تمكّن من نزع 21 لغماً مضاداً للآليات وعبوة ناسفة واحدة، عند مصبّ وادي العطفين في مديرية كتاف والبقع بمحافظة صعدة، كانت قد جرفتها السيول من مواقعها الأصلية.
وأضاف العقيلي أنّ هذه المتفجّرات كانت "تُمثّل تهديداً مباشراً لأرواح السكان المحليين في المنطقة وممتلكاتهم، الأمر الذي استدعى نزعها وتجنيب المدنيين مخاطرها القاتلة".
تجدر الإشارة إلى أنّ بيانات وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تفيد بأنّ الألغام والذخائر غير المنفجرة تسبّبت، بين عامَي 2014 و2024، في مقتل 4501 مدني وإصابة 5083 آخرين بجروح.