
سورية والأردن وأميركا تعلن خريطة طريق لتجاوز أحداث السويداء
الرأي الثالث - وكالات
وقّع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الخاص إلى سورية توماس برّاك في دمشق، اليوم الثلاثاء، على خريطة طريق لحل الأزمة في السويداء واستقرار الجنوب السوري، وذلك عقب اجتماع ثلاثي عقدوه في العاصمة السورية.
وأكد المسؤولون الثلاثة في مؤتمر صحافي مشترك، ضرورة تجاوز أحداث السويداء الأخيرة عبر خريطة طريق مشتركة، تقوم على محاسبة المعتدين، وضمان تدفق المساعدات، وتعويض المتضررين، وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، مع التشديد على وحدة سورية وأمنها واستقرارها.
وقال الشيباني إن "محافظة السويداء شهدت أحداثاً أليمة تركت أثرها في قلب كل بيت سوري، فالألم السوري واحد"،
مضيفاً: "كما علمتنا التجارب، لا علاج للجراح إلا بعودتنا نحن السوريين لنجلس معاً، ونضمد جراحنا بأيدينا، ونفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك".
وأوضح أن الحكومة السورية وضعت خريطة طريق واضحة للعمل، بدعم أردني وأميركي، تقوم على محاسبة المعتدين بالتنسيق مع المنظومة الأممية، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، وتعويض المتضررين، وإعادة الخدمات الأساسية، ونشر قوات محلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة.
وتشمل الخطة أيضاً كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين، وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء "بجميع مكوناتهم".
من جانبه، شدد الصفدي على أن "وحدة سورية وأمنها واستقرارها ركيزة أساسية من أمن المنطقة واستقرارها"، مؤكداً أن "الأحداث التي شهدتها السويداء مأساوية ولا بد من تجاوزها".
واعتبر أن "أمن جنوب سورية امتداد لأمن الأردن"، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ومطالباً بوقفها.
وكشف الوزير الأردني عن أن "خطة سورية أردنية أميركية" جرى التوصل إليها لتجاوز أحداث السويداء، تحت سقف وحدة سورية واستقرارها، لافتاً إلى أن إسرائيل "الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سورية"،
ومشدداً على أن رفض تقسيم البلاد "ليس موقف الأردن وحده، بل موقف عربي ودولي".
أما المبعوث الأميركي برّاك، فأكد أن واشنطن "ملتزمة مساعدة الحكومة السورية، وتدعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار"، موضحاً أن بلاده تعاونت مع دمشق وعمّان للتوصل إلى خريطة طريق بشأن السويداء.
وأضاف أن "الاستقرار في سورية يجري بالتعاون والتنسيق بين أبناء الوطن، وهذا يتحقق ببناء الثقة والأمل والتسامح"،
مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر في مايو/ أيار الماضي رفع العقوبات عن سورية، "ونحن نريد مساعدتها لتستغل مواردها الخاصة لإعادة البناء اعتماداً على ذاتها".
وكان وزير الخارجية الأردني وصل صباح اليوم إلى دمشق للقاء نظيره السوري والمبعوث الأميركي، في زيارة قالت وزارة الخارجية الأردنية إنها تأتي "استكمالاً للمباحثات التي استضافتها عمّان أخيراً لتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، وحل الأزمة هناك.
والتقى المسؤولون الثلاثة الأحد الماضي في الدوحة على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر.
كما كانت العاصمة الأردنية قد استضافت في 12 أغسطس/ آب الماضي اجتماعاً سورياً أردنياً أميركياً مشتركاً لبحث الأوضاع في سورية وسبل دعم إعادة بنائها بما يضمن وحدتها وسيادتها واستقرارها ويلبي طموحات شعبها ويحفظ حقوق جميع السوريين.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان في ذلك الوقت، إن "الاجتماع أكد أن محافظة السويداء بكل مجتمعاتها المحلية جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، محمية ومحفوظة حقوق أبنائها في مسيرة إعادة بناء سورية الجديدة نحو مستقبل منجز آمن لكل مواطني الدولة السورية، وبما يضمن تمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل بلادهم".
ومنذ 19 يوليو/ تموز الماضي، تشهد محافظة السويداء وقفاً لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.
وأعلنت الحكومة السورية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار في السويداء، أحدثها مستمر منذ 19 يوليو/ تموز الماضي،
فيما أعلنت وزارة العدل، نهاية الشهر ذاته، تشكيل لجنة تحقيق في تلك الأحداث التي شهدت اعتداءات وانتهاكات، على أن تسلم تقريرها خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ تشكيلها.