
الحوثيون يُعلنون عن هجمات واسعة... وإسرائيل تتصدّى لصاروخ
الرأي الثالث
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، وجرى إطلاق صفارات الإنذار في مناطق متعددة من إسرائيل خلال الليل، وأقرّت الجماعة الحوثية لاحقاً بالعملية التي قالت إنها تمت بصاروخ انشطاري فرط صوتي، ضمن عدة هجمات أخرى، وأعرب أحد قيادييها عن الاعتزاز بمقتل زملاء له على يد إسرائيل.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، عدداً من المواقع والمباني التي تُسيطر عليها الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف (شمال شرق)، وأدَّت إلى سقوط أكثر من 46 قتيلاً وإصابة 165 آخرين -حسب إعلام الجماعة- وأضرار مادية كبيرة.
وقالت الجماعة الحوثية، على لسان الناطق العسكري باسمها، يحيى سريع، إنها نفّذت عملية عسكرية واسعة على إسرائيل، تمثلت في قصف أهداف حساسة في قطاع حيفا بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة.
إصرار على التصعيد
وزعم القيادي الحوثي أن هذا الهجوم يأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وردّاً على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التجويع في قطاع غزة، وفي إطار الرد على الهجمات الإسرائيلية على مواقع الجماعة، متوعداً بالاستمرار في تنفيذ هذه الهجمات حتى وقف الحرب في غزة وإنهاء الحصار.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أطلقت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن بشكل متكرر صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل، مؤكدة أن هذه الخطوة للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
الجماعة الحوثية تتعهد باستمرار الهجوم على إسرائيل (أ.ف.ب)
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ، ليل الجمعة وصباح السبت، عقب إطلاق التحذيرات إثر صاروخ أُطلق من اليمن، فيما فُعّلت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من الوسط.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، أن صفارات الإنذار أُطلقت عند الساعة الرابعة إلا 13 دقيقة فجراً، في مناطق واسعة في الوسط، بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكداً أن منظومات الدفاع الجوي تمكّنت من اعتراضه وإسقاطه دون تسجيل أي إصابات أو أضرار.
وأشارت الهيئة إلى أن ملايين الأشخاص اضطروا إلى الهروب للملاجئ ليلاً بعد إطلاق صفارات الإنذار.
تقليل من حجم الاختراق
رئيس الحكومة الحوثية المكلف يُعلن عن اعتزازه بسقوط زملائه قتلى بالغارات الإسرائيلية
وتعهّد القيادي الحوثي محمد مفتاح، الذي كلّفه زعيم الجماعة برئاسة حكومتها غير المعترف بها، بعد مقتل رئيسها السابق، بمواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
وخلال لقائه أنصار الجماعة، الجمعة، أعرب مفتاح عن سعادته بسقوط قتلى من القيادات والشخصيات الحكومية، في أعقاب مقتل سلفه أحمد غالب الرهوي و9 وزراء آخرين في غارة إسرائيلية أواخر أغسطس (آب) الماضي. وزعم أن مقتل قيادات من الجماعة يُعد «شرفاً عظيماً»، إذ عدّهم شهداء قدّموا قيادةً وحكومة كاملة نصرةً لفلسطين.
وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد تحدّث، الثلاثاء الماضي، عن شن جماعته خلال الأسبوعين الماضيين 38 عملية ضد إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة، من بينها استهداف مطاري رامون وبن غوريون، واستهداف سفينتين تجاريتين تابعتين لتل أبيب في أقصى شمال البحر الأحمر.
وفي خطاب آخر بعد ذلك بيومين، نفى أن يُمثل استهداف رئيس حكومته إنجازاً عسكرياً أو أمنياً لإسرائيل، بل يُعد تعبيراً عن إفلاسها ومضاعفة رصيدها الإجرامي، حسب وصفه.
واعترفت الجماعة الحوثية نهاية أغسطس الماضي، بمقتل أحمد غالب الرهوي، رئيس حكومتها المسماة بحكومة «التغيير والبناء» غير المعترف بها، بعد يومين من غارات إسرائيلية استهدفت منزلاً كانت تجتمع فيه جنوب العاصمة صنعاء.
ولم يمضِ على تعيين الرهوي وتشكيل حكومته سوى عام واحد، بعد أن قضت الجماعة عاماً كاملاً تناقش آلية اختيارها وبرنامج عملها ضمن ادعاءاتها لمكافحة الفساد والإصلاح الإداري.