
تصعيد الإبادة في غزة على وقع مبادرة أميركية ملغومة لإبرام اتفاق
الرأي الثالث - وكالات
بينما طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبادرة جديدة للوصول إلى اتفاق شامل في قطاع غزة تقوم على تسليم الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات في يوم واحد، تصاعدت وتيرة التصعيد الإسرائيلي الميداني بشكل غير مسبوق في مدينة غزة حيث يتركز العدوان منذ أسابيع بهدف احتلال المدينة وتدميرها.
وكثف الاحتلال الإسرائيلي من عمليات النسف والتدمير للبيوت والمربعات السكنية في مدينة غزة عبر تدميره لعمارة سكنية جديدة بعد أن أخليت من السكان، بالإضافة إلى البرجين السكنيين المدمرين قبل يومين.
ورغم الطرح الأميركي الأخير بشأن الوصول إلى اتفاق إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال ينتهج التصعيد العسكري أسلوباً للضغط على سكان غزة والفصائل الفلسطينية لإجبارها على القبول بالمقترح دون أي تفكير.
وتشهد أحياء الشيخ رضوان ومنطقة النفق وأبو إسكندر في المناطق الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية من مدينة غزة عمليات نسف مستمرة سواء عبر قصف البيوت أو تفخيخها بالروبوتات المتفجرة.
في المقابل لم تتوقف عمليات التدمير التي تطاول أحياء الصبرة والزيتون والتفاح والدرج في المناطق الشرقية لمدينة غزة، حيث تشهد هذه المناطق عمليات استهداف وقصف على مدار الساعة خلال اليومين الماضيين.
وبات المشهد الميداني بالنسبة لسكان مدينة غزة صعباً للغاية في ظل صعوبة الحركة والتنقل لا سيما مع عدم وجود مناطق فارغة في الوسط أو الجنوب خلافاً للمزاعم الإسرائيلية التي تدعي وجود مناطق آمنة في منطقة المواصي.
ونشر الرئيس الأميركي عبر حسابه في تروث سوشيال تغريدة قال فيها: "الجميع يريد عودة الرهائن إلى منازلهم. الجميع يريد انتهاء هذه الحرب! قبل الإسرائيليون بشروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس أيضًا.
لقد حذّرت حماس من العواقب في حال عدم القبول. هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر!".
ولم يتأخر رد حركة حماس على مبادرة ترامب وتصريحاته حيث أصدرت الحركة بياناً سريعاً قالت فيه إنها تلقت عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضافت الحركة في بيانها أنها: "ترحب بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا"، مؤكدة أنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فورا،
مع ضمانة التزام العدو بشكل معلن وصريح بما سيتم الاتفاق عليه حتى لا تتكرر التجارب السابقة بالوصول إلى اتفاقات ويرفضها أو ينقلب عليها.
لكن الرد الإسرائيلي جاء اليوم الاثنين، على لسان وزير الأمن إسرائيل كاتس الذي أطلق تهديداً قال إنه يوجه تحذيرا نهائيا "للقتلة حماس"، مستكملاً: "أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا فسيتم تدمير غزة وسيتم القضاء عليكم".
ويتعرض القطاع وتحديداً مدينة غزة لموجة عنيفة من القصف التي تطاول الأبراج والعمارات السكنية على وقع زيادة التهديدات الإسرائيلي باحتلال المدينة ضمن ما يعرف بخطة "عربات جدعون 2" التي أقرها المجلس الوزاري المصغر.