
زيلينسكي يجدد دعوته إلى محادثات مع بوتين مع تعثّر جهود السلام
الرأي الثالث - وكالات
وصل وزير المالية ونائب المستشار الألماني لارس كلينغبايل إلى كييف، اليوم الاثنين، لإجراء محادثات مع الحكومة في أوكرانيا.
وقال الوزير، الذي يتزعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، عقب وصوله إلى كييف صباح اليوم: "بالتنسيق الوثيق مع المستشار، أسعى لمناقشة أفضل السبل لدعم ألمانيا لأوكرانيا في عملية سلام محتملة... الأمر يتعلق بأمن أوكرانيا، وكذلك بأمن أوروبا".
وأضاف كلينغبايل أن هناك حاجة إلى "ضمانات أمنية موثوقة لضمان سلام دائم لأوكرانيا"، وقال: "نحن ننسق بشكل وثيق على المستوى الدولي في هذا الشأن. ألمانيا ستفي بمسؤوليتها".
ويعتزم الوزير خلال الزيارة لقاء ممثلين عن الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني في كييف.
وتأتي الزيارة في وقت أكد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، أن لقاءً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيكون "الطريقة الأكثر فعالية لإحراز تقدم" في مسار إنهاء الحرب، في الوقت الذي احتفلت فيه بلاده بيوم الاستقلال وتبادلت أسرى حرب مع الجانب الروسي. وأعلن الجيش الأوكراني أن قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى شن غارات بطائرات مسيرة على مناطق روسية تسببت إحداها باندلاع حريق في محطة للطاقة النووية قرب مدينة كورسك.
وبعد جهود دبلوماسية حثيثة وضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسط في قمة بين نظيريه الروسي والأوكراني، بدت آفاق السلام متعثرة الجمعة، عندما استبعدت روسيا أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلينسكي.
غير أنّ زيلينسكي أكد أمس الأحد أنّ "محادثات بين الرؤساء هي الطريقة الأكثر فعالية لإحراز تقدّم"، مجدداً الدعوة لعقد قمة ثنائية مع بوتين.
وخلال احتفالات عيد الاستقلال التي حضرها المبعوث الأميركي كيث كيلوغ ومسؤولون غربيون آخرون، قال زيلينسكي "معاً، نحن الأوكرانيين وشركاءنا، نعمل على دفع روسيا نحو السلام. وهذا ممكن". ومنح المبعوث الأميركي وسام الاستحقاق الأوكراني خلال الاحتفال
تأييد كندي لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا
إلى ذلك، أبلغ رئيس الوزراء الكندي مارك كارني زيلينسكي، أمس الأحد، بأنه يؤيد مطالبة أوكرانيا بالحصول على ضمانات أمنية قوية باعتبار ذلك جزءاً من أي اتفاق سلام،
وقال إن كندا لا تستبعد إرسال قوات في مثل هذا الإطار. وانضم كارني، الذي يقوم بأول زيارة له إلى أوكرانيا منذ توليه منصبه في مارس/آذار، إلى زيلينسكي في احتفال الاستقلال.
وأيد كارني دعوات أوكرانيا للمشاركة الدولية المحتملة، وقال في مؤتمر صحافي مشترك: "في تقدير كندا، ليس من الواقعي أن يكون الضمان الأمني الوحيد هو قوة القوات المسلحة الأوكرانية... التي تحتاج إلى الدعم والتعزيز".
ووقع الزعيمان اتفاقاً بشأن الإنتاج المشترك لطائرات مسيّرة، وقال كارني إن أوكرانيا ستتلقى في الشهر المقبل أكثر من مليار دولار كندي من المساعدات العسكرية من حزمة تم الإعلان عنها سابقاً.
وفي وقت لاحق من أمس الأحد، التقى المبعوث الأميركي كيلوغ برئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفريدينكو، التي قالت إنهما ناقشا اتفاقية المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى قضية الضمانات الأمنية.
وخلال المؤتمر الصحافي مع كارني، سُئل زيلينسكي عن تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال ذكر أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منعت أوكرانيا على مدى أشهر من ضرب روسيا بصواريخ أتاكمز التي زودتها بها الولايات المتحدة،
وقال مصدر مطلع إنه على الرغم من عدم وجود تعليق رسمي بشأن الهجمات بعيدة المدى، إلا أن البنتاغون أنشأ عملية مراجعة لم تسمح حتى الآن بتوجيه ضربات بصواريخ أتاكمز في العمق الروسي.
ورداً على ذلك، قال زيلينسكي إن كييف استخدمت في الآونة الأخيرة أسلحتها بعيدة المدى المنتجة محلياً لضرب أهداف داخل روسيا. وأضاف: "في الآونة الأخيرة لم نناقش هذه المسألة مع الولايات المتحدة".
وفي موسكو، اتّهم وزير الخارجية سيرغي لافروف الدول الغربية بالسعي إلى "تعطيل" المفاوضات، مندّداً بموقف زيلينسكي الذي "يتعنّت ويضع شروطاً ويطالب باجتماع فوري بأي ثمن" مع بوتين.
وأشار لافروف إلى أن موضوع لقاء بوتين ونظيره الأوكراني لم يُناقش خلال القمة الروسية الأميركية التي عقدت في ألاسكا بين بوتين وترامب، مشيراً إلى أن الموضوع طُرح لاحقاً بشكل ارتجالي.
وقال لافروف في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية إن الرئيسين بوتين وترامب ناقشا خلال لقائهما في ألاسكا خطوات عملية وقضايا جدية تتعلق بالأمن،
مضيفاً أن الرئيس الروسي صرّح بوضوح بأن موسكو مستعدة لمواصلة المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا التي بدأت في مدينة إسطنبول التركية.
وكان ترامب قد أجرى محادثات في ألاسكا قبل أسبوع مع بوتين، لكنه لم يتمكن من إقناعه بعقد لقاء مباشر مع زيلينسكي. وقال ترامب إن "هناك قدراً هائلاً من الكراهية"، مضيفاً: "لكننا سنرى ما سيحدث. أعتقد أنه خلال أسبوعين سنعرف أي طريق سأسلكه"،
كما عبّر عن استيائه من الضربات الروسية الأخيرة التي طاولت أهدافاً في أوكرانيا، بينها مصنع أميركي في غرب البلاد، قائلاً: "أنا لست سعيداً بذلك، ولست سعيداً بكل ما يتعلق بهذه الحرب".
ميدانياً، قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، اليوم الاثنين، إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمّرت طائرتين مُسيّرتين كانتا في طريقهما إلى العاصمة الروسية، وأضاف في منشور على تطبيق تليغرام "خدمات الطوارئ تعمل في موقع سقوط الحطام".
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد القتلى والجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022 إلى نحو مليون و76 ألفاً و940 فرداً، من بينهم 870 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).
وبحسب البيان، دمّرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 11 ألفاً و130 دبابة، منها دبابة واحدة أمس الأحد، و23 ألفاً و175 مركبة قتالية مدرعة، و31 ألفاً 964 نظام مدفعية، و1472 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1211 من أنظمة الدفاع الجوي.
وأضاف البيان أنه جرى أيضاً تدمير 422 طائرة حربية، و340 مروحية، و53 ألفاً و347 طائرة مسيّرة، و3 آلاف و598 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و59 ألفاً و672 من المركبات وخزانات الوقود، و3 آلاف و948 من وحدات المعدات الخاصة.
(فرانس برس، قنا، رويترز، أسوشييتد برس)