
الحوثيون يتهمون غروندبرغ بـ"عدم الحياد" ويلوحون بمقاطعته
الرأي الثالث
اتهم الحوثيون في اليمن، يوم الجمعة، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بـ"عدم الحياد والانحياز" في مواقفه بشأن التطورات في البحر الأحمر ملوحين بوقف التواصل الرسمي معه ومع مكتبه، على خلفية ما وصفوه بـ"تجاهله العدوان الإسرائيلي على اليمن وقطاع غزة".
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، نُشر عبر وكالة أنباء "سبأ" في نسختها التابعة للجماعة، عقب يوم من دعوة غروندبرغ، عبر بيان، الحوثيين إلى وقف الهجمات البحرية، معرباً عن قلقه من تداعياتها.
وندد الحوثيون بما اعتبروه "انحياز" غروندبرغ في البيان المنسوب إليه بشأن الوضع في البحر الأحمر، معتبرين أن البيان "يعكس عدم حياديته".
وأضافت الجماعة أن بيان المبعوث الأممي "تجاهل بشكل كامل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر والمتمثلة في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم الذي لم يحرك ساكنا".
وأشارت إلى أن البيان الأممي "افتقر إلى التوازن والحياد، وكان يُفترض أن يُعرب عن القلق من العدوان الصهيوني المستمر على اليمن والذي يستهدف أعيانا مدنية، كما كان ينبغي أن يتضمن مطالبة الكيان الصهيوني بوقفها".
وفي تطور لافت، قال بيان الحوثيين إن "هذا الانحياز يجعل صنعاء تجد صعوبة في التعاطي مع مبعوث الأمين العام الذي يتطلب منصبه أن يقف على مسافة واحدة من كل أطراف النزاع لا أن ينحاز إلى طرف على حساب آخر".
كما اتهم البيان المبعوث الأممي "باستمرار التعاطي السلبي، بل والمنحاز إزاء قضية الشعب اليمني والعدوان الأميركي الصهيوني عليه".
ولوح بإمكانية تصعيد حكومة الحوثيين بـ"أكثر من مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه"، من دون توضيح ماهية هذا التصعيد.
والخميس، أعرب غروندبرغ عن "بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير من قبل أنصار الله (الحوثيين) في البحر الأحمر، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى غرق السفينة التجارية إيترنيتي سي في 8 يوليو (تموز)، وأسفر عن وقوع وفيات وإصابات".
عقب الهجوم، قالت مهمة "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي إن السفينة كان على متنها وقت الهجوم 22 بحاراً، 21 فيليبينياً ومواطن روسي، إلى جانب فريق أمن من ثلاثة أفراد (لم تحدد جنسياتهم)،
فيما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأنه حتى مساء الأربعاء، جرى إنقاذ ستة من دون توضيح مصير الباقين.
كما أعرب غروندبرغ عن "قلقه البالغ إزاء الهجوم السابق وما تلاه من غرق السفينة التجارية ماجيك سيز في 6 يوليو (تموز)"،
داعيا الحوثيين "إلى وقف الهجمات التي من شأنها تأجيج التوترات داخل اليمن ومحيطه".
في المقابل، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، التمسك بـ"استمرار حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن طالما استمر العدوان والحصار على غزة"، مشدداً على التعامل بـ"حزم مع المخالفين".