
دفع دولي للتوصل إلى اتفاق غزة في الدوحة قبل لقاء نتنياهو وترامب
الرأي الثالث - وكالات
أفادت مصادر مطلعة على مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أن الاجتماعات بين الوفود المعنية ستبدأ اليوم الأحد في الدوحة، وسط أجواء توصف بـ"الجدية"، ودفع دولي حثيث نحو التوصل إلى اتفاق قبل اجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، المقرر عقده في السادسة والنصف من مساء غد الاثنين بتوقيت واشنطن.
وقالت المصادر أن جميع الأطراف أبدت استعدادها للتوصل إلى اتفاق نهائي في أسرع وقت ممكن، في ظل إصرار واضح من الإدارة الأميركية على إقرار اتفاق شامل قبل لقاء ترامب نتنياهو، إشارة على تقدم ملموس في المسار السياسي للتهدئة.
وكشفت أن الوفد الأمني المصري وصل إلى الدوحة أمس السبت، للمشاركة في الاجتماعات التي تضم إلى جانبه وفودًا من الولايات المتحدة، وقطر، وإسرائيل، وبشكل غير مباشر حركة حماس.
ورجّحت المصادر أن يتم التوقيع النهائي على الاتفاق في القاهرة، إذا ما جرى التوافق على جميع البنود المطروحة خلال جلسات الدوحة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية والدولية حالة من الترقب الحذر، بعد أسابيع من تعثر المفاوضات بسبب الخلافات حول الترتيبات الأمنية والضمانات السياسية لما بعد وقف إطلاق النار.
وتشير المعطيات إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت الجولة الحالية ستفضي إلى اتفاق يضع حداً للحرب المستمرة في غزة منذ أشهر.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن أمس السبت، أن التعديلات التي قدمتها حركة حماس بخصوص مقترح وقف إطلاق النار "غير مقبولة" من الجانب الإسرائيلي.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو أنه "بعد تقييم شامل للوضع، أوعز رئيس الوزراء بقبول الدعوة لإجراء محادثات مكثفة لإعادة الأسرى بناء على المقترح الأخير".
تزامنا، صدّق الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي، فجر الأحد، على خطة لتوسيع توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك مناطق بشمالي القطاع، رغم معارضة وزيري الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والمالية، بتسلئيل سموتريتش.
وبالتوازي، دفع الكابينت بمخطط حكومي لإقامة "مدن خيام" في رفح لتجميع جميع سكان القطاع فيها.
يتابع أهالي قطاع غزة مجريات وتفاصيل المساعي الجارية لإتمام اتفاقية الهدنة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وسط آمال بانتهاء الحرب ووقف شلال الدم والدمار المتواصل منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ولم يعد الأهالي في غزة يعدّون الأيام والليالي الصعبة، بل يحصون الساعات الثقيلة التي تمضي دون أن يناموا، ومع كل نبأ عن قرب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ينبض الشارع بقلوب مُعلقة بين الرجاء والخوف.
ويتناقل الناس الأحاديث في الشوارع والمفترقات العامة والأسواق وخيام ومراكز النزوح وبين الأزقة حول تفاصيل صفقة التبادل، والأنباء المتسارعة حولها، فيما تخفق القلوب خوفاً من أن تنهار الجهود، كما في المرات السابقة.
وتتعلق آمال الفلسطينيين في قطاع غزة بالهدنة وانتهاء الحرب التي تسببت في تدمير معظم المباني السكنية والمرافق العامة والتجارية، إلى جانب تسببها في استشهاد وفقدان وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء،
فيما تعيش مختلف الشرائح المجتمعية ظروفاً معيشية قاسية تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة الأساسية.
ويتأمل أهالي القطاع أن يتم إنجاز الاتفاق لتحسين ظروفهم المعيشية، خاصة في ظل تغول شبح المجاعة، وخلو الأسواق من المواد الغذائية الأساسية، والمستشفيات من الأدوية، إلى جانب حالة الغلاء الجنوني في الأسعار، في ظل نقص السيولة وتضاعف نسب (تكييش) أموالهم، جراء إغلاق البنوك، إلى 43% من المبالغ المُراد صرفها.