اتصالات إقليمية ودولية لاحتواء التوتر في الشرق الأوسط
الرأي الثالث - وكالات
في أعقاب تواصل الاتصالات بين المسؤولين المصريين والأميركيين على مستويات عدة، تلقّى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، اتصالاً من نظيره الأميركي، جو بايدن، «تناولا خلاله التطورات الإقليمية، والتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط»، وفقاً لبيان الرئاسة، الذي أشار إلى أن الرئيسين استعرضا «مستجدات الجهود المشتركة المصرية - الأميركية - القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة،
وأكدا عزمهما على الاستمرار في تلك الجهود لخفض التصعيد واستعادة السلم والأمن الإقليميين».
ومن جهته، جدّد السيسي «الرؤية المصرية حول خطورة التداعيات المترتبة على استمرار الحرب في قطاع غزة وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، أخْذاً في الاعتبار أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يُعتبر النواة الرئيسية لإعادة الهدوء والاستقرار في الإقليم».
وفي السياق، أفادت مصادر مطّلعة على الاتصالات الجارية، بأن هذه الأخيرة «ناقشت الخيارات المطروحة راهناً، إلى جانب التعديلات التي أُدخلت على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، أملاً في وقف التصعيد المرتقب في المنطقة».
وبحسب المصادر، فقد «تناولت الاتصالات التي شملت مسؤولين أردنيين وقطريين خلال يوم أمس، فرص جهود التهدئة خلال الأيام المقبلة، والسعي لدخول صفقة التبادل حيز التنفيذ خلال وقت قصير»،
لافتة إلى أن «واشنطن لم تقدّم أي إثباتات على قدرتها على إحداث عملية اختراق حقيقية، مع استمرار تكرار الوعود نفسها والعودة إلى ما جرى التوافق عليه سلفاً».
من جهته، نقل مسؤول مصري شارك في اجتماعات مع مسؤولي استخبارات عرب في اليومين الماضيين، «تحذيرات مصرية واضحة إلى المسؤولين الأميركيين من أن أي خطوة إسرائيلية باستهداف مواقع في لبنان أو إيران، توصف بأنها استباقية، من شأنها أن تشعل فتيل الحرب في المنطقة».
ووسط تأكيد المسؤولين المصريين أن «احتواء التصعيد لا يزال ممكناً»، فإن المناقشات التي جرت مع وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، في القاهرة، أمس، «تضمنت شرح المخاوف المصرية من أن حالة الاستنفار السائدة في الوقت الراهن ستكون تداعياتها كارثية، ما لم يكن هناك توجه نحو مزيد من ضبط النفس لدى مختلف الأطراف».
ورغم بدء وضع المسؤولين المصريين سيناريو فصل الوضع في غزة عن الجبهة الشمالية لإسرائيل، تعتقد القاهرة بأن «السعودية يجب أن تمارس دوراً أكبر على نحو مباشر مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى تهدئة، وسط مخاوف من الاستغلال الإسرائيلي للانشغال الأميركي بالانتخابات، بما يعرقل إحراز تقدّم على الصعيد التفاوضي».