اتصالات الساعات الماضية حسمت نقاطاً عالقة بين "حماس" والاحتلال
الرأي الثالث - وكالات
أكد مصدر مصري مطلع على الوساطة التي تقودها القاهرة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، حدوث ما وصفها بـ"تطورات" في المفاوضات غير المباشرة الجارية في الوقت الراهن بشأن الورقة الجديدة المطروحة، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصفقة تبادل أسرى.
وقال المصدر، إنّ "الساعات الماضية شهدت نشاطاً مكثفاً على صعيد الاتصالات بين المسؤولين المصريين وقيادة حركة حماس من جهة، والمسؤولين في حكومة الاحتلال من جهة أخرى، حيث جرى حسم بعض النقاط الخلافية".
وأشار المصدر، إلى أنّ "الجهود لا تزال متواصلة لحسم القضية الرئيسية المتعلقة بإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، والتي لا يزال هناك تباين بشأنها في وقت تتمسك الحكومة الإسرائيلية بشن عملية عسكرية موسعة في مدينة رفح الفلسطينية".
وشدد المصدر على أنّ "الاتصالات خلال الساعات الماضية، مع طرفي الأزمة، أسفرت عن التوصل لصياغات مرضية في ما يتعلّق بمسألة الانسحاب التدريجي من غزة، وعودة النازحين إلى مناطق شمال القطاع".
وكشف المصدر عن "طرح عدة بدائل في الوقت الحالي أمام الحكومة الإسرائيلية، يمكن من خلالها تهدئة المخاوف المتعلقة بقوات حماس جنوبي قطاع غزة ورفح، وكذلك تضمن للجانب الإسرائيلي تأمين المنطقة الحدودية بما يمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع".
من جانبه، أكد مصدر قيادي في حركة حماس أنّ الحركة "متمسّكة بموقفها الخاص بوقف إطلاق النار".
موضحاً أنه "حتى لو كانت الورقة الحالية تحمل تراجعاً ولو شكلياً من جانب الاحتلال بشأن بعض القضايا الخلافية، إلا أنّ المبدأ الرئيسي المتمثل في إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لم يتم التوصل لاتفاق بشأنه" مشدداً على أنّ "عدم حسم هذا الأمر لن يقود لاتفاق".
وقال القيادي بالحركة، مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه، إنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال، القبول باتفاق لا ينهي الحرب أو يسمح بمواصلة الاحتلال في سفك الدماء الفلسطينية".
إلى ذلك قالت حركة حماس مساء اليوم الخميس، إنها سترسل قريباً وفدها إلى مصر من أجل إجراء مزيد من محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
موضحة في بيان أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل بشأن مفاوضات وقف العدوان على شعبنا".
وبحسب البيان، فقد "ثمّن رئيس الحركة الدور الذي تقوم به مصر، وأكد على الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار".
مضيفاً أنّ هنية أكد للمسؤول المصري "قدوم وفد الحركة للمفاوضات إلى مصر في أقرب وقت لاستكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان".
وفي بيان منفصل، قالت حركة حماس إنّ هنية، أجرى، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، حيث "بحثا آخر تطورات المفاوضات بشأن وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
وثمّن هنية الدور الذي تقوم به قطر في الوساطة، وأكد على "الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخراً"، وفق البيان، الذي أشار إلى أنّ الطرفين اتفقا على استكمال المباحثات الجارية "بهدف إنضاج اتفاق بوساطة قطر ومصر بما يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان عليه".
وغادر وفد حركة حماس العاصمة المصرية، الاثنين، بعد اجتماع أجراه مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، للتشاور مع قيادات الحركة حول مقترح الهدنة الجديد في قطاع غزة، على أن يعود في وقت قريب لتقديم رد الحركة النهائي.
وبخصوص التلويح بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح، جنوبي قطاع غزة، قال مصدر فلسطيني إنّ "نتنياهو يريد إطالة الحرب، وهو موافق على وقف جزئي لها. وتلويحه باجتياح رفح هو للضغط على المقاومة".
مشدداً على أنّ "مفاجآت كثيرة ستواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إذا عزم على اجتياح رفح".
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أمس الأربعاء، إنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به للتوصل إلى هدنة في غزة. وجاءت تعليقات سيجورنيه بعد أن أطلعه مسؤولون مصريون في القاهرة على وضع المفاوضات.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي، عقب اجتماعه مع نظيره المصري سامح شكري "جئنا لتنسيق جهودنا من أجل التوصل إلى هدنة في غزة والرسائل التي وجهتها فرنسا وشركاؤها العرب في المنطقة هي أن تتراجع إسرائيل عن شن الهجوم في رفح".
ورفض سيجورنيه الكشف عن مدى تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أنه يأمل في إدراج الرهائن الثلاث الفرنسيين الإسرائيليين على قائمة من سيتم الإفراج عنهم في حالة التوصل إلى هدنة في غزة.
يُذكَر أنّ مصادر فلسطينية مُطّلعة كشفت "وجود تطور واضح في الورقة الأخيرة للاتفاق المقترح، من حيث تراجع الجانب الإسرائيلي عن شروطه في ملف الانسحاب وعودة النازحين".
وأوضحت المصادر أنّ "القضية الأهم لحركة حماس، والتي لم تُحسَم في الورقة، هي مسألة وقف إطلاق النار والنص عليها بصورة صريحة".
وأكّدت، في الوقت ذاته، أن "الورقة شكّلت أساساً جدياً للمفاوضات، التي يمكن أن تقود قريباً إلى اتفاق شامل".