ما موقف إيران وأذرعها من صفقة ترمب بشأن غزة؟
أعلنت جماعة الحوثي، أمس الثلاثاء، أنها ستعاود استهداف شركات النفط الأميركية الكبرى، باستثناء إكسون موبيل وشيفرون، في تصعيد جديد يحذر مراقبون من مغبته على الشأن اليمني في ظل مأساة إنسانية هي الأسوأ على مستوى العالم.
ونقلت الوكالة عن مصادر حوثية، أن الحوثيين أدرجوا 13 شركة أميركية، و 9 أشخاص، وسفينتين، على قائمة عقوبات الخاصة بهم، متوعدين باستهدافها في البحر الأحمر.
وفي حال تنفيذ الميليشيات لتهديدها، ستكون المرة الأولى، منذ الإعلان عن اتفاق سابق بين الولايات المتحدة والجماعة المدعومة من إيران تعهدوا فيه بعدم مهاجمة السفن المرتبطة بالولايات المتحدة التي تبحر في البحر الأحمر وخليج عدن، مقابل وقف البنتاغون ضربات جوية استهدفت معاقل الجماعة وتحصيناتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال البلاد.
خلط الأوراق
يعتبر الباحث السياسي اليمني ثابت الأحمدي أن قرار الحوثي هو إعلان حرب جديدة بإيعاز من إيران صرح به الحوثيون ولكل طرف ما يجد فيه بغيته.
ويرى أن إيران تسعى لخلط الأوراق مجدداً في المنطقة مع وجود مساع حثيثة قوية ومتسارعة لوضع حد نهائي للقضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية التي تزايد إيران عليها من وقت مبكر.
وهذا الحسم لأكبر مأساة إنسانية سيضاعف من رصيد المملكة العربية السعودية سياسياً وسيكشف بالمقابل حقيقة المزايدات الإيرانية الشعاراتية التي ظلت ترفعها لعقود بشأن فلسطين.
وقال مركز العمليات الإنسانية في صنعاء، الذي يعمل كحلقة وصل بين الحوثيين وأصل النقل البحري، إن الجماعة أدرجت 13 شركة أميركية وتتسع لشخصين وسفينتين على قائمة رسمية، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
الهروب إلى البحر
في الشأن الداخلي الحوثي يؤكد أن الجماعة بهذا الإعلان يختلقون لهم منفذ طوارئ من استحقاقات داخلية تنتظرهم طال أمدها كما هي عادتهم في الهروب من السلام والاستحقاق الداخلي وخلق قضايا وهمية يعتاشون عليها كما يعتاشون على قضية غزة منذ 7 أكتوبر ولا يزالون حتى اليوم.
أما في المغزى الإيراني، فطهران واقعة، وفق الأحمدي، "في أكثر من مأزق وبالتالي تزيد من إشعال حرائقها في المنطقة عبر وكلائها لتحسين شروط التفاوض في أكثر من ملف، منها: الأموال المجمدة، الملف النووي، والعزلة السياسية التي يحاول الجمهوريون، تحديداً، في أميركا فرضها عليها كدولة مارقة مصدّرة للإرهاب والفوضى".
يضيف "لا ننسى هنا ونحن نتحدث عن إيران وهذه السلوكيات الدولية أن تكون هناك دول حاضرة في هذا الملف مثل روسيا والصين".
وتحت وطأة ضربات أميركية جوية، أعلنت الجماعة الحوثية، في مايو (أيار) الماضي، أنها بدأت هدنة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تنص على عدم استهداف السفن التابعة للولايات المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن.
توفيق الشنواح
صحافي يمني