Logo

في قمة السبع.. ترامب في مواجهة الآخرين وسط فوضى العالم

 تحت عنوان “في قمة مجموعة السبع… دونالد ترامب في مواجهة الآخرين وسط فوضى العالم”، توقفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عند القمة السنوية الخمسين لمجموعة السبع، التي انطلقت يوم الأحد المنصرم في كاناناسكيس، عند سفوح جبال روكي في مقاطعة ألبرتا الكندية.
 
وأشارت الصحيفة إلى الهدف الأساسي المُعلن لهذه القمة، والمتمثل في تجنّب تكرار ما حدث في قمة عام 2018 التي استضافتها كندا، عندما غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة غاضبًا، ورفض التوقيع على البيان الختامي،

 مهددًا بفرض رسوم جمركية على شركائه، وواصفًا رئيس الوزراء الكندي حينها، جاستن ترودو، بأنه “ضعيف وغير نزيه للغاية”.

غير أنّ المناخ الذي يجتمع فيه قادة أكبر سبع اقتصادات غربية (الولايات المتحدة، كندا، اليابان، ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا)، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، أكثر “سُمّية” من ذي قبل، على حد تعبير الصحيفة، 

مشيرة إلى الحربين الدائرتين في محيط دول المجموعة: الحرب الروسية في أوكرانيا، ومنذ يوم الجمعة، المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.

وتلفت “لوموند” إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية لم تعد تهديدًا محتملاً، بل أصبحت واقعًا جاريًا، يتم التفاوض حوله.

وقد وجد المنظمون وسيلة فعالة لتجاوز إشكالية البيان الختامي: لن يكون هناك بيان ختامي على الإطلاق.

أما خليفة جاستن ترودو، مارك كارني، فتقول الصحيفة إنه وجد نفسه في وضع غير مسبوق، إذ يستضيف رئيسًا أمريكيًا لا يكفّ عن اعتبار كندا “الولاية الـ51” للولايات المتحدة. وقد اضطر كارني إلى التشديد على أن كندا “ليست للبيع”.

وترى الصحيفة أن الجميع بات يدرك اليوم أن ولاية ترامب الثانية أكثر هجومية من الأولى، وأن الانقسامات داخل ما كان يُعرف بـ”العائلة الغربية” أصبحت علنية وواضحة. 

وتضيف أن الجهود الأوروبية تنصبّ حاليًا على تفادي قطيعة مفاجئة مع واشنطن، بدلًا من محاولة إخفاء الانقسام، وأن القمة الناجحة في هذا السياق هي تلك التي تخلو من الدراما والمواجهات الحادة، بحيث يصبح “الحدّ من الأضرار” هدفًا قائمًا بذاته.

وفي ظل هذا المناخ المتوتر، تعتبر الصحيفة الفرنسية أن على الأوروبيين إظهار جبهة موحدة. فرغم أن قضية الرسوم الجمركية، التي تُربك التجارة العالمية، ستهيمن على النقاشات، إلا أنه ينبغي تركها للمفاوضات الثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. 

وتعتقد الصحيفة أن تقاربًا ممكنًا قد يتحقق في بعض الملفات التي اختارتها الرئاسة الكندية لتُناقش بشكل منفصل، مثل أمن الطاقة، المعادن الحيوية، والتقنيات الناشئة.

أما في ما تبقى من الملفات، فتقول الصحيفة إن الأوروبيين واليابانيين يواجهون رئيسًا أمريكيًا عاد إلى البيت الأبيض وهو يزعم قدرته على إحلال السلام في أوكرانيا وغزة، وإقناع إيران بالتخلي عن السلاح النووي، دون أن ينجح في أي من تلك الملفات. 

وبالتالي، سيكون عليهم التمسك بمواقفهم الثابتة، خصوصًا حيال أوكرانيا، ومحاولة الاستفادة من مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إحدى جلسات القمة لإقناع ترامب مجددًا بموقفهم تجاه روسيا.
 
وتذكّر الصحيفة بأن ترامب يطرح باستمرار فكرة إعادة روسيا إلى مجموعة السبع، وهو أمر غير وارد إطلاقًا، تمامًا كما هو الحال مع اقتراحه، يوم الأحد، بشأن وساطة روسية لحل النزاع بين إسرائيل وإيران.

وفي ما يتعلق بهذا الصراع الجديد المتصاعد، والذي قد يفرض نفسه على جدول أعمال القمة بسبب مخاطره التصعيدية وتداعياته على أسواق الطاقة، 

ترى “لوموند” أن الحصول على توضيحات من ترامب بشأن إستراتيجيته سيكون، في حد ذاته، إنجازًا- إن كانت لديه إستراتيجية أصلًا، تختم الصحيفة افتتاحيتها.