رؤساء المناسبات ويمن الشاشات المتعددة

 تعجبك وكالة سبأ الرسمية بنسختيها العليمية في عدن والمشاطية في صنعاء. فمع كل مناسبة دينية أو وطنية تحرص الوكالة على رفد نسختيها بمضمون واحد مع تغيير في الأسماء، طالما وأن مناسبة كعيد الفطر ستستلزم شاشات متعددة لرأسين يجمعهما الصلع وتفرقهما نوعية الورد الذي اختير للمناسبة. 

وبين "معاشيق" و"النهدين" لغة جسد يبدو واضح الملامح في كل تفاصيله إلا في الوجه.

نقرأ في نسخة عدن ما يلي: "وجه فخامة الرئيس رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي خطابا هاما لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وذلك بمناسبة حلول عيد الفطر".

كما نقرأ في نسخة صنعاء ما يلي: "وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط خطاباً مهماً لكافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة عيد الفطر المبارك". 

فـ"الفخامة" موجودة عند المشاط كما هي موجودة عند العليمي، و"الشعب اليمني في الداخل والخارج" موجود هو أيضا في خطاب كل منهما، حتى لو كان ذلك مجرد إكليشة.

وبالتالي فإن ما سيقوله العليمي في خطابه عن المشاط وجماعته سيقوله المشاط في خطابه عن العليمي وتحالفه.

فمناسبة عيد الفطر بالنسبة للعليمي تأتي "بالتزامن مع مرور عامين على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي"، كما أنها بحسب وكالة سبأ نسخة عدن تأتي بالتزامن مع "الذكرى التاسعة لتحرير مدينة عدن من قبضة المليشيات الحوثية الارهابية"، فاغتنمها العليمي "لتقديم حصاد رئاسي عام حول مستوى الإنجاز خلال العامين الماضيين".

 متطرقا إلى "مجمل التطورات التي شهدها اليمن منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي كثمرة واعدة للتوافق الوطني الشامل المنبثق عن مشاورات الرياض التي رعاها مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

لم ينس العليمي بطبيعة الحال استعراض "الإجراءات والتغييرات الضرورية ضمن مؤسسات الدولة منذ اللحظة الأولى لتشكيل المجلس، وفي المقدمة العمل من الداخل ورفع كفاءة العاصمة المؤقتة عدن باعتبارها المركز القانوني والسياسي والاقتصادي للجمهورية اليمنية".

أما المشاط فإنه ليعز عليه "أن تأتي هذه المناسبة ونحن في وضع استثنائي حيث يتعرض إخواننا في غزة وفلسطين لأبشع جرائم الإبادة الجماعية بالقتل والتجويع من قبل العدو الإسرائيلي المجرم وبمشاركة أمريكية".

 متقدما "بالشكرِ والثناءِ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ الذي وفقه الله لهذه المواقف الشامخة وتحركه الشامل وخروجَه الواسعَ بالمسيراتِ الأسبوعيةِ والفعالياتِ المتنوعةِ التي لم تنقطعْ نُصرةً وتأييداً لفلسطينَ والتي تعبِّرُ عن الهُــوِيَّةِ الإيمانيةِ وأصالةِ الشعبِ اليمنيِّ وتفاعُلِهِ مع قضايا الأُمَّــةِ"،

وداعيا "كافةَ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ إلى استمرارِ الخروجِ الأسبوعيِّ في العاصمةِ صنعاءَ وبقيةِ المحافظاتِ؛ لما له من تأثيرٍ كبيرٍ على الأعداءِ وإفشالِ مؤامراتِهم ومخطّطاتِهم".

بقي فقط أن يشيد "بالجهود الكبيرة التي بذلها البنك المركزي اليمني بصنعاء خلال الفترة الماضية والتي كان لها أثر واضح في استقرار أسعار الصرف، والتصدي للحرب الاقتصادية التي تقودها أمريكا وبريطانيا...".

 مؤكدا "أهمية ما قام به البنك المركزي في مواجهة الحرب الاقتصادية الهادفة إلى إفقار الشعب اليمني وتعميق معاناته وتدمير اقتصاده، والذي نرى آثار سياساتها تلك واقعاً مأساوياً يعيشه المواطنون في المناطق اليمنية وما صاحبه من انهيار للعملة وإضعاف قدرتها الشرائية وتجويع المواطنين نتيجة لذلك".

وباستثناء صيغة تشكيل الكلمات عند وكالة سبأ بنسخة صنعاء، وذلك حتى يعرف المشاط الفاعل من المفعول، لا يعدو "الخطابان الهامان" عن كون كل منهما شاشة لليمن واليمن المضاد، أو ليمنين أحدهما "معاشيق" والآخر "النهدين".