بين رداع ومحاضرة الحوثي.. رسالة يمنية إلى عبدالملك الحوثي

بالله عليك يا عبدالملك الحوثي، ترتكب جماعتك مجزرة دامية في رداع وتفجر بيوت الناس على رؤوس أصحابها، ثم تخرج أنت في محاضرتك الرمضانية الثامنة لتتحدث عن " الملائكة ".

وتقول لنا إن الملائكة في خلقهم وتكوينهم يختلفون عن البشر وإنهم ليسوا كالجن أيضاً ؟ يا رجل لم نكن لنعلم مثل هذه المعلومة القيّمة لولا لطفك علينا!
 
إلى متى تكذبون يا عبدالملك الحوثي؟ أنت تكذب على الله وعلى خلق الله، ووزارة داخليتك تكذب على البلاد وتحاول تبرير فعلة أمنييها القذرة في رداع بأنه كان خطأ فردياً باستخدام " متفجرات " لا تمتلكها القوات إلا بتصاريح خاصة ورسمية!
 
وهل تقصد أنكم أنتم الملائكة؟ هل بلغك أن ملائكتك ارتكبوا مذبحة فظيعة في رداع؟ كيف تواجه صرخات النساء وآلام الناس في رداع بمحاضرة تافهة لا تمت لواقعنا المخزي والمزري بصلة؟
 
ثم تقول يا عبدالملك الحوثي إن "الملائكة امتثلوا لأمر الله دون تردد ودون تساؤل بعد أن جعل آدم خليفة في الأرض، وإن تساؤلات الملائكة انتهت". 

طيب، نحن لسنا ملائكة، ولنا أن نسألك إذا لم تمانع: هل وصلك بيان وزارة الداخلية؟ ذاك البيان الذي لا يكتبه طفل في الخامسة عشرة من عمره، هل قرأته؟ 

قالت الداخلية إن ما حدث كان "خطأ" وكأنه كان حادث سير مثلاً، فكيف ينبغي إصلاح هذا الخطأ؟

 أليس على أقل تقدير بإقالة عمكم المصون عبدالكريم الحوثي وزير الداخلية؟ 

أم أن عبدالكريم الحوثي سيصرخ في وجهك ويقول لك "احترم عمك يا ولد"؟!
 
هل بلغك أن الناس تحت الأنقاض بينما أنت في مكان مكيَّف تلقي محاضرتك أمام كاميرا حديثة؟

 يا رجل، حتى نتنياهو الصهيوني بعد ارتكاب مجزرة في قطاع #غزة يظهر ليتحدث عما حدث في مؤتمر صحفي، إما أن يبرر ويدّعي النصر، أو أن يقر بخطئه! أي مرحلة من القبح وصلتم إليها أيها #السيد_القائد؟
 
رجال الأمن الذين مهمتهم حماية الناس وأمنهم في بيوتهم وشوارعهم، أصبحوا هم أعداء الناس ، وأنتم من ارتكبتم هذه الجريمة بحق قطاع الأمن والداخلية كله، ثم تظهر في محاضرة لتقول للناس إن الله "منذ خلق الأرض أعدها وهيّأها للإنسان"، أي إنسان تقصد؟

 هل تقصد نفسك وجماعتك التي سطت على الأرض والبلاد والعباد؟ لا نشك في ذلك يا حضرة عَلَم الهدى الوحيد.
 
ثم تقول إن "الله اختار أن يجعل الإنسان هو المستخلف للأرض لأنه سبحانه أعلم بأن الإنسان هو فعلاً الأنسب لهذه المهمة". 

من الواضح أنك تقصد نفسك وحدك هنا، نعم، وأنك كنت الأنسب الذي أوكل إليك الله مهمة خلافته منفرداً كإله معظَّم للعبيد. طيب، قبل المحاضرة ألم تفكر أن تلقيها لنفسك أمام المرآة؟ 

لابد أنك ستتردد في الظهور أمام الناس، هذا إذا كان لديك مثقال ذرة من دم، ثم ستقول لنفسك إنه بات من الضروري أن تقوم لـ " تلفلف " نفسك وجهالك بعيداً عن صنعاء والدولة، لأنه إلى هنا ويكفي، يكفي والله...

** النقار