Logo

بلاطجة ولصوص وفاسدين

وزير المالية في إحدى الحكومات السابقة أبلغ الرئيس ان احد رؤساء المصالح الحكومية الإيرادية يستلم يوميا عشرة آلاف دولار عدا ونقدا نصيبه من الغنيمة فكان رد ذلك الرئيس بالحرف الواحد " ماهكذا كلنا نشتي نمسك هذه المصلحة "  ..

وقد قال ذلك الوزير بأن كبار مسئولي الدولة والحكومة كانت تصلهم حصتهم من تلك المبالغ وأولهم الرئيس .. 

وبعدها بفترة تم تعيين رئيس المصلحة  ذلك وزيرا للمالية ومعه احد السماسرة مديرا لمكتبه والذي كان يقوم بتوزيع الحصص من الغنائم على كبار المسؤولين في الدولة والحكومة من تلك الجبايات  .. 

طبعا هذه الحكاية توسعت في هذه الأيام حيث ان عدد من مدراء ورؤساء الأجهزة الحكومية والمصالح تحولت إلى جهات جباية يقومون بنفس ذلك الدور وتم تعيينهم فيها مقابل استلام حصص كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وتوزيعها عليهم كل بحسب موقعه  ..

وكلما زادت فروع الجبايات زادت الحصة وهو مايتجلى في مانشاهده في الشارع من زيادة الجيوب الإيرادية وفرضها على الناس بالقوة ومن يرفض يكون مصيره الإهانة والحبس وغيرها من العقوبات .. 

هذه الحكومة ابتكرت طريفة للتعيين في المناصب للجهات الإيرادية بطريقة المزاد من سيدفع أكثر ويبتكر طرق جديدة للجباية سبحظى بالمنصب اضافة الى ان البعض من هؤلاء الذين تم تعيينهم ابتكروا طرق للوصول إلى الرؤوس المؤثرة في الدولة .. 

ربما الشيطان لم يفكر فيها فكانت الحظوة لهم حتى لو فاحت روائح فسادهم فقد حصنوا أنفسهم للبقاء في  مناصبهم ولو على حساب الشعب والوطن .. 

صار لدينا في البلد ثلاثة أنواع من اللصوص .. النوع الاول بلاطجة صغار في الشوارع للجباية بقوة الصميل مقابل مبالغ بسيطة يقتطعونها من الإيرادات .. 

النوع الثاني لصوص أكبر منهم يقومون بحمايتهم واستلام الأموال من البلاطجة وحصتهم أكثر قليلا من النوع الاول .. 

اما النوع الثالث فهم الفاسدون الكبار الذين يتكفلون بحماية النوعين الاول والثاني وتكون لهم الحصة الأكبر أو نصيب الأسد كما يقال  ..

وليس من المستبعد تعيين هؤلاء البلاطجة واللصوص والفاسدين في مناصب أعلى تقديرا لدورهم في نهب المواطن وتحقيق أرقام فلكية من الجبايات   .. 

شعبنا اليمني يعيش بين بلاطجة صغار ولصوص كبار وهوامير فساد أكبر من الجميع .. 

متى سيتخلص الوطن والمواطن اليمني المظلوم من هؤلاء البلاطجة واللصوص والفاسدين وينعم بدولة عادلة تحقق له الأمن والعيش الكريم ؟ ..