رسالة للقبائل اليمنية المسلحة

 يا أحرار، القبائل والمدن، اسمعوا بقلوب واعية وعقول هذه الحقايق، واستوعبوا لعبة الحرب ألمقبله ، التي تُحاك خيوطها، بدهاء. إن من يغفل عن هذه الحقائق، سيُكون ضحيه لها، بنفس الطريقه التي أُزهقت أرواح الأوائل، الذي استغل المجوهاشميون نضالاتهم وتضحياتهم وغدروا بدمائهم وصنعوا به نظامًا ملكيًا خاص بسلالتهم الغريبة، متجاوزين بذلك تطلعات الشعب. في إقامة نظام عصري حديث يتسع لابنا اليمن جميع ويرتكز على العدل والمساواه،

يجي ان تعرفوا ان إخوانكم اليمانيون، في الطرف الثاني صامدون، يقفون الان على أهبة الاستعداد للموت دفاعًا عن حريتكم وكرامتكم وتحرير وطنكم اليمني، شأنهم شأن كل أحرار اليمن، في مواجهة هذا الاستعمار الأجنبي المجوهاشمي . واقتلاع جذور هذا النظام الاستعماري الذي لم يكتفِ باستعمار اليمن وتدميره وقتل ملايين اليمنيين خلال الحقبة الاستعمارية الأولى التي امتدت لأكثر من ألف عام.

بل عاد هذا المستعمر الأجنبي المجوهاشمي ليفرض سيطرته من جديد على اليمن، مستعبدًا أبناءه بنفس النهج الاستعماري البائد، متسترًا بخرافة "الولاية" التي تتنافى مع دين الله القويم. وبنفس الأساليب القديمة، يعتمد على الحروب الدائمة التي لا تجلب لليمن إلا الخراب والدمار، وشواهد ذلك ماثلة للعيان في حروب متواصلة على مدى أحد عشر عامًا.

عندما نتأمل هذه الحقبة الزمنية، نجدها تطابق الفترة التي عاد فيها الحكم الاستعماري المجوهاشمي. هذا هو نهجهم الذي لا يستقيم إلا بإشعال الحروب وإزهاق أرواح اليمنيين وتدمير مقدرات الوطن. حروب يُشعلونها تحت مسميات زائفة وكاذبة، كشفت الأيام زيفها. فالحرب التي بدأت عام 2015 واستمرت حتى عام 2022، لم تكن إلا نتيجة لرفض المجوسي الحوثي ومن لف لفه من المجوهاشميين إقامة نظام يتسع لجميع اليمنيين، نظام يقوم على العدل والمساواة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ "كأسنان المشط".

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شن المجوهاشميون الحرب ودخلوا عدن بهدف فرض نظامهم الاستعماري على كل شبر من أرض اليمن واستعباد أبنائه والتفرد بالسلطة والثروة، وكذبوا على الناس مدعين أن الحرب دفاع عن الوطن ضد عدوان خارجي يقوده التحالف السعودي.

ولكن سرعان ما اتضحت الحقائق، أن السعودية وغيرها دخلوا الحرب استجابتآ لنداء اليمنيين لمساندتهم دفاعًا عن أنفسهم أولًا، لأنهم يدركون تمام الإدراك ما ستؤول إليه الأمور بعد سيطرة إيران على اليمن، من مهاجمة للدول العربية واستعمارها إيرانيًا على حساب الدم اليمني، مستخفين بتضحيات اليمنيين في مواجهة المنطقة بأسرها.

واليوم، فإن الحرب اليمنية من أجل التحرير تسير في طريقها الصحيح، حرب هدفها تحرير اليمن واليمنيين جميعًا من كابوس الاستعمار الأجنبي المجوهاشمي الذي كشف عن حقيقته الاستعمارية بنفسه، حيث استأثر بالسلطة والثروة لأبناء جلدته، وتعمد تضليل البسطاء والمراهقين والسارقين، وشحنهم بأكاذيب خرافة الولاية، وهاجم بهم شركاءه وأقصاهم من أي حق في السلطة والثروة، ونشر الرعب والقمع وفجر البيوت وقتل النساء والأطفال بهدف بث الذعر وفرض نظامه الاستعماري على تراب اليمن واستعباد الجميع بالقوة.

ومن يظلم الناس بهذه الطريقة البشعة، لا يمكن أن نصدق أكاذيبه في نصرة غزة، لأن الصادق في نصرة الحق يبدأ بنصرة العدل والمساواة في اليمن قبل أن يتشدق بشعارات زائفة خارج حدوده، خدمة لأجندات خارجية إيرانيه تهدف إلى ترويج أفكار استعمارية.

إن ما يفعله الحوثي باسم غزة ليس إلا تدميرًا لليمن أولًا، لأن القبة الحديدية للعدو الإسرائيلي تتصدى لصواريخه قبل أن تصل إلى أهدافها المزعومة. وحتى لو اخترقت بعضها، فإن أقصى ما تحدثه هو كسر نافذة في منزل أو تحطيم زجاج سيارة، بينما يقابل ذلك قصف لمنجزات اليمن السيادية، مطارات وموانئ وخزانات وقود، وقتل للمواطنين الأبرياء.

هل اليمن واليمنيون رخيصون إلى هذه الدرجة التي تسمح بتدمير الوطن مقابل نافذة في يافا أو طاسة في عسقلان؟ لسنا رخيصين، بل المستعمر الأجنبي المجوهاشمي هو الرخيص الذي استرخص دماء اليمن وجعل اليمنيين يقتتلون فيما بينهم على مدى أحد عشر عامًا، وأعطى بذلك مبررًا للتدخل الخارجي لتدمير اليمن. تخيلوا حجم الضحايا والدمار الذي حل باليمن خلال هذه السنوات الطويلة، وكل ذلك بسبب المستعمرين المجوهاشميين.

لقد ساقوا الأبطال إلى الموت حتى وصلوا صنعاء، ثم استولوا على النظام لأنفسهم، وساقوا الطيبين إلى مهاوي الردى من قتل مصيره جهنم، لأن من نصر ظالمًا متعديًا فمصيره جهنم. واليوم، من لا يستطيع مساعدة إخوانه اليمنيين في حرب تحرير اليمن من الاستعمار الأجنبي المجوهاشمي، فليعتزل في بيته، ولا يناصر نظام الظلم والاستعمار والعبودية. يا جهنم، استقبلي هؤلاء!

ما بكم أيها القوم، أما زالت قلوبكم صماء؟ بل إنكم الآن أحوج ما تكونوا إلى المغفرة من الله والوطن، ولن تتحقق لكم هذه المغفرة إلا بقتل جنس الكفرة المجوهاشميين الذين يتسترون بالدين وكل أعمالهم إجرام لا يصدر إلا عن كافر فاجر. اللهم إني أشهد أني قد بلغت الصواب، وأوصلت الحقيقة إلى الجميع.

وأرجو من الجميع نسخ هذا وتعميمه على أوسع نطاق، ففي ذلك أجر عظيم وحفظ لحياة من له أهل وأطفال ينتظرون عودته ورعايته لهم. وشكرآ ....

اخوكم اللواء الشيخ مجاهد حيدر