Logo

طز في الحياد حين تكون الضحية شعبا!

 قولوا ما تقولون، انقشوا ما شئتم من الأعذار على جدران الخذلان، واصنعوا لأنفسكم هالات من “النية الطيبة” و"الدوافع الإنسانية"، لكن الحقيقة تظل عارية ككلمة "طز" في وجه النفاق: أنتم وقفتم مع المليشيات الحوثية، وذاك جُرم لا تُغفره المساحيق ولا التسامح الكاذب.
نعم ، كيف يتصالح العقل مع صورة من يصفقون للموت وهو يتجول في صنعاء؟
 كيف نثق بمن غمس ريشة كتابته في حبر طائفي، ثم جاء يتحدث عن السلام وكأن الدماء التي سُفكت على أيدي الحوثيين  مجرد سائل قابل للتدوير؟! 
والشاهد إن حين يتساوى القاتل والضحية في خطاب البعض، يُصبح التاريخ نفسه في ورطة.
على إن الحوثيين.. ليس مجرد حركة سياسية ذات مطالب… بل هو كارثة صوتها يشبه النحيب الجماعي للأسرى والمخطوفين والمعدمين، وهو انقضاض على روح الجمهورية، ونهشٌ للهوية اليمنية بمنشار إيراني. 
ومع هذا، لا يزال بيننا من يبرر، ويقول: "لكنهم أجبروا على حمل السلاح!"، وكأن حمل السلاح ضد الدولة صار بطولة، وضد المليشيات خيانة!
بمعنى أدق ليس الحياد فضيلة حين يكون الصمت طوق نجاة للجلاد. وما أكثرهم، أولئك الذين صعدوا المنصات الحقوقية والإنسانية وهم يخفون في جيوبهم رصاصا لفظيا موجها للشرعية وحدها، وكأن الحوثي  مجرد شبح لطيف مر من هنا!
ويا لفرح المليشيا، وهي ترى مثقفين وصحفيين وناشطين وسياسيين يعيدون تدوير روايتها ويبيعونها في أسواق العهر الأخلاقي تحت شعار “توازن الخطاب”! 
نعم ما أوقح أن يتحول هؤلاء إلى "مزيل آثار الجريمة"، يحولون المذبحة إلى “موقف”، والخيانة إلى “اجتهاد”.
أما أولئك الذين هاجروا، فصاروا يغنون لحرية السويد ويحضون من هناك على "الواقعية السياسية" في التعامل مع من دمروا الحديدة، واختطفوا صعدة، وأهلكوا عمران، نقول لهم: طز فيكم أيضا.
نعم ، لا سلام مع مَن لا يزال يزرع الألغام في حواشينا، ولا مصافحة لمن يرفع شعار الصرخة على أنقاض وطن كان اسمه اليمن.
ومن الآخر لن نغفر، لا الآن ولا غدا. بل لن نقايض الحقيقة بالتفاهمات. ولن نُجمل القبح بعبارات مراوغة. فإما أن تكونوا مع اليمن، أو تكونوا حفرةً سوداء في دفتر خياته!