شروط رص صفوف اليمانيون وتحرير اليمن من قبضة المجوهاشمي
الاستعمار الأجنبي المجوهشمي الذي حكم اليمن الشمالي حكم استعماري جبروتي كهنوتي لأكثر من ألف عام، دمر خلالها اليمن سياسيًا وحضاريًا وتاريخيًا واقتصاديًا.
تمكن خلالها المستعمر الأجنبي المجوهشمي من إفراغ الذاكرة اليمنية من محتواها الحضاري الذي تشهد له الآثار القديمة الماثلة للعيان اليوم.
كرس المستعمر الأجنبي المجوهشمي الجهل والتخلف والخرافات الاستعمارية في ذاكرة الإنسان اليمني، وحول طاقة الشعب اليمني من الإنتاج الحضاري وصناعة التاريخ إلى قتل بعضهم البعض لتحقيق هيمنة الاستعماري على كل شبر في اليمن، وفرض العبودية والإلغاء والتهميش والحرمان من كل الحقوق والواجبات على أبناء الشعب اليمني بقوة البأس اليماني ضد بعضه، حتى وصل عدد الضحايا من أبناء اليمن إلى أكثر من مئة مليون يماني خلال أطول فترة استعمارية في تاريخ الأمم والشعوب العالمية، والمقابر القديمة شاهد عيان على بشاعة ذلك الإجرام.
المستعمر الأجنبي المجوهشميون حول حياة اليمن واليمنيين إلى جحيم، وأعاد مكانة اليمن إلى الوراء 180 درجة في جميع المجالات، حتى وصل بحال اليمن واليمنيين إلى أسفل سافلين في سلم درج الحضارة بين كل دول العالم، بعد أن كان اليمن متربعًا على رأس الهرم الحضاري على كل الدول بشهادة بقايا الحضارات اليمنية السبئية والمعينية والحميرية والأوسانية والكندية وغيرها الكثير.
وبرغم ذلك التاريخ الإجرامي، تعامل اليمنيون بعفو الكريم عن الحقير الذليل، وعفوا أبناء العرق الأجنبي المستعمر المجوهشمي عن كل الجرائم عندما تمكن الشعب اليمني من القضاء على نظامهم الاستعماري في ثورة الشعب اليمني، ثورة 26 سبتمبر 1962 ميلادي، وعاشوا في أوساط اليمنيين بكامل الحقوق والمواطنة.
وفي يوم 21 سبتمبر 2014، تفاجأ الشعب اليمني بعودة ذلك الجنس الأجنبي المجوهشمي نفسه لحكم اليمن في صنعاء بنفس النهج الاستعماري القديم ومسمياته نصًا وروحًا.
انقلبوا على كل شركاء النضال المشترك، وداسوا على جثث الشهداء ومبادئ وأهداف النضال المشترك.
وقادوا الجهلة والمراهقين والأطفال والمغرر بهم لشن الحرب على أبناء اليمن بهدف السيطرة الكاملة على الساحة اليمنية في الشمال والجنوب، وفرض نظامهم الاستعماري على أبناء اليمن جميعًا بنفس النهج الاستعماري ونفس الهدف في تملك اليمن والتفرد بالحكم والثروة والسلطة في كل مناصبه، وإلغاء وتهميش وحرمان أبناء اليمن من كل الحقوق والواجبات.
وتسبب المستعمر الأجنبي المجوهشمي من خلال تلك الحرب إلى التدخل الخارجي في الحرب من شهر مارس عام 2015 وحتى عام 2022 بقيادة التحالف السعودي، دمروا خلالها الحجر والشجر وقتلوا البشر. كل هذا لأن الاستعمار المجوهشمي رفض التراجع عن خطوته الاستعمارية، ورفض إقامة نظام عصري حديث ديمقراطي يتسع لأبناء اليمن جميعًا.
وجروا اليمن إلى حروب مع العالم خدمة لمشروعهم الاستعماري المجوسي الفارسي على حساب الدم اليمني والمنجزات التي تدمرها الطائرات الأمريكية والبريطانية اليوم.
هذا الوضع الاستعماري المجوهشمي الإجرامي يفرض على اليمنيين استغلال الضربات الخارجية لقوة المستعمر الأجنبي المجوهشمي، وتوحيد صفوف اليمنيين لتحرير اليمن من قبضة الاستعمار الأجنبي المجوهشمي.
هذه الخطوة تحتاج من اليمنيين جميعًا وضع تاريخ المؤامرات اليمنية اليمنية التي سهلت عودة الاستعمار الأجنبي المجوهشمي من جديد نصب أعينهم، والتخلي عن ذلك الأسلوب التآمري والإقصائي التفردي، وتشكيل حكومة واحدة وطنية تضع كل المكونات اليمنية الطبيعية في حسبانها في شراكة الحكم، ويقدم الجميع الضمانات الخارجية بأن تبقى تلك الشراكة فترة انتقالية لا تقل عن خمس سنوات، بحيث أن تبقى تلك التركيبة والشراكة بعد النصر والدخول إلى صنعاء لا تتغير بعد دخول صنعاء حتى تنتهي فترتها المحددة وتعقبها الانتخابات العامة.
بدون هذا لا يمكن اقتلاع الاستعمار الأجنبي المجوهشمي وتحرير اليمن، لأن القوى اليمنية التي على رأس الطرف المناهض للاستعمار الأجنبي المجوهشمي هي نفس الشخصيات التي كانت حاكمة قبل عودة المستعمر الأجنبي المجوهشمي، والتي فشلت في إدارة اليمن 52 عامًا، وجعلت الفساد والتفرد بالحكم والظلم وإلغاء وتهميش شرائح المجتمع اليمني الأخرى، وتسببت في ضياع ثورة الشعب اليمني، ثورة 26 سبتمبر و شهدائها، ولم تخطُ خطوة واحدة حتى اليوم في الاعتذار للشعب اليمني وإصلاح غلطهم بإنصاف الجميع، أقل شيء في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع كل ألوان طيف المجتمع اليمني في شرعية شراكتها. بدون هذا ما في نصر، لأن الصراع والشكوك والاقتتال الذي كان بين القوى اليمنية الحاكمة أمس لا زال موجودًا، وكل منهم لن يكون صادقًا في مواجهة المستعمر الأجنبي المجوهشمي ليس رأفة بالمستعمر أو خوفًا منه، بل خوفًا من زج بعضهم البعض في أتون الحرب مع المستعمر وضياع قوة طرف يمني منهم يمكن للطرف اليمني الآخر استغلال نفاذا قوته الاستحواذ على الحكم عند الوصول إلى صنعاء وإلغاء الآخر. هذا من جانب، ومن الجانب الآخر 70% من أبناء الشعب اليمني لا يشاركون في حرب التحرير نصرة للحاكمين السابقين إذا لم يتوبوا ويبطلوا الملعنة ويضعوا جميع المكونات الطبيعية اليمنية في شراكة التشكيل الحكومي اليوم بكل إنصاف.
* اللواء الشيخ مجاهد حيدر