الواقع أكثر تعقيداً وغرائبية

 الأخبار المتداولة حول نية حماس مغادرة قطر الى دولة أخرى مثيرة للتأمل.

كانت قطر المكان الامثل لتحركات حماس في السنوات الماضية لأنها تتمتع بميزتين تناقض أحدهما الأخرى:
- خطاب داعم لفلسطين ومعاد لإسرائيل في الظاهر.
- وعلاقات دبلوماسية وسياسية عميقة مع اسرائيل في الباطن.
اذا غادرت حماس قطر فلن تستطيع الذهاب الا الى دولة لديها هاتين الميزتين المتناقضتين. وليس أمامها في هذه الحالة الا عُمان أو تركيا!

عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي تجرأت على استقبال نتنياهو وهو يمارس ابشع السياسات تجاه غزة، وفتحت مجالها الجوي للطيران الاسرائيلي، وتحتفظ بعلاقات دبلوماسية سرية عميقة مع اسرائيل.

لكنها في نفس الوقت تقدم خطابا شعبويا ودعائيا مساندا لفلسطين ومعاديا لإسرائيل.

تركيا من اكبر الداعمين لوجستيا وفنيا للجيش الاسرائيلي، لكنها صاحبة خطاب دعائي عنيف ضد السياسات الاسرائيلية.

قطر وتركيا وعمان لديها ميزة أخرى تجعلهما الوسيط الأمثل لتحركات حماس القادمة. هذه الميزة هي أنها تمتلك علاقات جيدة مع اسرائيل وايران في نفس الوقت.

ومستقبل حماس صار مرهونا كليا بصراعات القطبين الإقليميين.

هل هناك تناقض فيما يحصل ؟

الواقع أكثر تعقيداً وغرائبية.

اسماعيل هنية لديه ثلاث أخوات يحملن الجنسية الإسرائيلية. احداهن "صباح هنيه" حكمت عليها محكمة اسرائيلية بالسجن 20 سنة بتهمة دعم الارهاب، لكن الاخوات الثلاث ،حسب صحيفة تايمز أوف اسرائيل ، لديهن أولاد خدموا في جيش الدفاع الاسرائيلي!