عيديات الأصدقاء (2)

.. دولة عقيمة ونظام مفقود(ب) حدائق الموت  .. 

وصلت صديقتنا الصغيرة فاطمة وهي ترتجف وبعد أن قمت انا والأصدقاء الأعزاء بتهدئتها طلبنا منها أن تحكي لنا سبب الخوف المسيطر عليها 

وبعد أن هدأت اخبرتنا انها لن تذهب مرة أخرى إلى أي حديقة من الحدائق وطلبت من الأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي بعدم الذهاب أيضا لان إحدى الفتيات ماتت غرقا في إحدى الحدائق العامة بالعاصمة صنعاء .

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي.. لا حول ولا قوة الا بالله لقد سمعنا وتابعنا ماحصل لهذه الفتاة التي ذهبت إلى الحديقة كي تستمع باللعب والتنزه هناك لكنها لقيت حتفها غرقاً في إحدى بركات المياه وهذه من الأمور التي حذرنا منها سابقاً أن الكثير من الناس يموتون جراء عدم اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة في كل مكان ومنها الحدائق وقد تابعنا بعض الحوادث في بعض الحدائق نتيجة هذا الأمر.. 

قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. فعلا كلامكم صحيح وفي محله فنحن نواجه أخطار حقيقية في بلادنا جراء الاهمال لإجراءات السلامة والأمن إلى درجة مخيفة .

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. من المسئول عن إلزام كافة الجهات ومنها الحدائق العامة والخاصة والأماكن التي توجد فيها العاب الاطفال بضرورة اتخاذ هذه الإجراءات حفاظا على سلامة الناس وخاصة الأطفال الذين يذهبون إلى الحدائق للتمتع باللعب وهم غير مدركين بالأخطار التي يمكن أن تواجههم والتي قد تؤدي إلى الوفاة ..

 قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. اولا بشكل عام هناك جهة تسمى مصلحة الدفاع المدني هي المسئولة عن متابعة إجراءات الأمن والسلامة في كافة الأماكن والمنشأت والحدائق وبالنسبة للحدائق هناك أيضا إلى جانب مصلحة الدفاع المدني الإدارة العامة للحدائق التي يفترض أنها تتابع هذه الإجراءات ومدى الالتزام من قبل الحدائق بها لكنهما بعيد كل البعد عن ذلك والاهتمام من قبلهم فقط بمسألة الرسوم والجبايات. 

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة .. ياصديقنا الصحفي هذه البركة الموجودة في هذه الحديقة التي غرقت فيها الفتاة موجودة من زمان والأجهزة المعنية غائبة تماما ولم تقم بمعالجة المشكلة بأي شكل يحمي الناس واسقطوا واجبهم بوضع لافتة تحذير منها.

بينما المفترض أن يتم معالجة مشكلة هذه البركة أو البحيرة بشكل جذري ونهائي حتى لاتبقى هكذا تشكل خطر على الجميع .. 

قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كارثة أن تبتعد الأجهزة المختصة عن واجباتها بمجرد وضع لافتة وانتهى الأمر حتى أن هذه البحيرة عندما تفيض تخرج منها سيول تختلط بمياه المجاري وتصل إلى الأحياء المجاورة للحديقة وتغرقها كما حصل معنا حيث وصلت هذه المياه إلى منزلنا وعدد من المنازل قبل عام وكدنا أن نغرق وقد أتلفت اثاث المنزل ورغم النداءات لكن كل الأجهزة وضعت اذن من طين واذن من عجين وكان شيئا لم يكن. 

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. ياصديقنا الصحفي.. وهناك نقطة مهمة تتعلق بالحدائق العامة حيث أنها فعلا في حالة يرثى لها من كافة النواحي سواء من حيث النظافة أو الأشجار أو الألعاب التي توجد بها وعندما ندخل الحديقة نشعر اننا في مقلب قمامة  والاشجار ميتة والالعاب مهترئة ولو أن مسئولي الحدائق كان لديهم احساس واطلعوا على الحدائق في الكثير من الدول لقدموا استقالتهم لكنهم فعلا لايمتلكون اي احساس بقدر مايهمهم كم يتحصلون سواء لهم شخصيا أو جباية للدولة فقط لا غير..

قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. فعلا لو أن هؤلاء المسئولين تابعوا عبر الانترنت الحدائق في الدول الأخرى لاستحوا على أنفسهم وذهبوا غير مأسوف عليهم لكن فعلا لايوجد احساس بالمسئولية إطلاقا وهناك نقطة مهمة جدا نريد أن نضعها هنا بين يدي الجهات المختصة هل يعقل ان العاصمة صنعاء بحجمها لايوجد فيها سوى حديقة السبعين وحديقة الثورة ؟.

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. سمعنا ياصديقنا الصحفي أنه تم تحويل معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقا إلى حديقة سميت باسم حديقة ٢١ سبتمبر ولكن هذا المشروع ولد ميتا؟..

 قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. هذا المشروع ولد ميتا ولم نعد نسمع عنه ابدا حتى في الإعلام ولو من باب ذر الرماد على العيون ويفترض أيضاً يا اصدقائي الاعزاء أن يكون لدينا اقل شيء حديقة في كل جهة من العاصمة صنعاء للتخفيف على الناس من التكاليف والازدحام وغيرها .

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هل يمكن أن تسمعنا الجهات المختصة ويكون لدينا أكثر من عشر حدائق عامة كبيرة في العاصمة صنعاء على أقل تقدير وان يكون هناك اهتمام بوضع هذه الحدائق من حيث النظافة أو الأشجار أو الألعاب ونتمنى أيضا أن نسمع في اقرب وقت عن تنفيذ مشروع حديقة ٢١ سبتمبر وان يكون المشروع كبيرا بمستوى اسمها وتغيير كل مسئول فاشل وعاجز وفاسد حتى لاتبقى دولتنا عقيمة تعجز عن أن تجد مسئولين أكفاء لإدارة العمل بالشكل المطلوب  ونظامنا مفقود تحت أقدام الفاسدين وأصحاب الجبايات الذين لايهمهم إلا كمية الأموال التي يجبونها ولو على حساب أرواح الناس وممتلكاتهم مثل مسئولي الدفاع المدني والحدائق ..

قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. وانا اضم صوتي إلى صوتكم في مشروع الحدائق العامة وحديقة ٢١ سبتمبر والأهم الان هو فتح تحقيق في حادثة غرق الفتاة ومحاسبة المقصرين وأيضا معالجة مشكلة هذه البحيرة بشكل سليم وجذري حتى لاتتكرر هذه الحادثة .

قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. نأمل أن تكون الرسائل وصلت إلى من يهمه الأمر وان نرى حدائقنا متنزهات حقيقة ومتنفسات مثل بقية الحدائق في دول العالم وان لاتبقى عندنا حدائق الموت ؟؟.. 

وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير جميعاً..