المزايدون بإسم الوطن

لم تعد التضحيات من أجل الوطن وبناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق العدالة والحرية والتنوع والعيش الكريم هدفاً كما كان الجميع يحلم بذلك.

لم نرَ من كل تلك التضحيات إلا ضياع الدولة والهامش الديمقراطي وتمزق الوطن وحياة الفقر والجوع والمرض وانقطاع الرواتب وتدمير البنية التحتية وكل ما هو جميل.

أي حرية وعزة وكرامة واستقلال تتحدثوا عنها والإنسان لا يجد قوت يومه، ولا يتقاضى راتبه ولا يرى الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وحتى أبسط الخدمات التي تساعده على البقاء.

كم أصبح عدد بؤساء اليمن وفقراءه الذين سيقوا إلى الموت طيلة تسعة أعوام؟

ما نراه من تبجيل الموتى و تخليد الشهداء ليس من أجلهم،  فهم ما عادوا هنا بيننا ليروا ذلك، بل من أجل إقناع بؤساء جدد كي يضحوا من أجل تحقيق أهداف مكون وتوسيع سيطرة جماعة معينة.

اليمنيون بدلاً من أن يتضامنوا تناحروا وتذابحوا، بسبب فكرة وُلدَت في خيال جماعات مستبدة تتسابق على السلطة لتضع اليمن ومقدراتها تحت تصرفها.

الحرب عمياء، لأنها ترى بعيون الضغينة. طيران يقصف من سماء المدن، يُقتلُ الأبرياء، مواجهات دامية على مدى تسع سنوات أكلت الأخضر واليابس، شردت، يتمت، قتلت وشوهت ولم يفيقوا أو يشبعوا من الدماء والأموال التي نهبوها والثروات التي كونوها.

ألا يستحق هذا الشعب أن يفكر الجميع بعقلانية ويعودوا لرشدهم ويلملموا جراحهم ويجنحوا للسلام ويفكروا في بناء دولة نظام وقانون تستوعب الجميع.

* دبلوماسي وسياسي يمني