كيف كنا وكيف أصبحنا اليوم؟

الشعب اليوم لا يطالب من (السيد عبد الملك) بعد دخوله صنعاء إلا بما كان يطالب به هو قبل دخوله صنعاء، والذي حدده في خطابه الموجه للشعب، وأكدعلى أهميته وأنه في مصلحة الشعب بكل مكوناته وطوائفه، وحذر القوى السياسية من مخالفته، بل واعتبر مخالفته مؤامرة على الشعب، وهو تنفيذ المرحلة التأسيسية ومقررات (مؤتمر الحوار الوطني)، بما في ذلك مقررات فريق بناء الدولة والقضية الجنوبية والمتضمن بناء "دولة مدنية اتحادية".

فمن هو الذي أصبح الآن متآمراً على الشعب، ويعمل ضد مصلحته الذي حددها خطابه بتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني وبناء دولة مدنية اتحادية؟

ماعدا مما بدا؟ ألا يعد ما نحن عليه اليوم مؤامرة على الشعب وضد مصلحة الشعب؟

أنني -ومن خلال معرفتي بالواقع ومعايشتي لكل المراحل- أؤكد أنه لا حل في اليمن ولا مخرج لليمنيين إلا بنفس ما تضمنه خطاب (الSيد عبد الملك)، وكنا متفقين عليه ونطالب بتحقيقه، وهو تنفيذ مقررات "مؤتمر الحوار" بما في ذلك مقررات فريق بناء الدولة، ورؤية (الأنSار ) التي قدمها الدكتور الشهيد(أحمد شرف الدين) رحمه الله، المتضمن بناء دولة مدنية اتحادية لا تتبنى الخطاب الديني في مواجهة الشعب، وبالتفاهم الداخلي بما يفضي إلى تحقيق بناء الدولة المدنية دولة شراكة ترعى الحقوق والحريات للجميع وتكون على مسافة واحدة من الجميع، ولن نخرج من هذ النفق المظلم إلا بتحقيق ذلك لو نجلس نتصارع مائة عام. أو نصل إلى تكساس.

كما أؤكد أن على اليمنيين أن لا ينتظرون حلا من أي جهة؛ لأن كل دولة لها حساباتها ومصالحها الخاصة، واليمن يمثل بالنسبة لتلك الدول ساحة صراع لتصفية الحسابات ، بما في ذلك دول الإقليم، فأمريكا والغرب لديهما الرغبة في أن يبقى الصراع في اليمن مفتوحا؛ لابتزاز دول الخليج وبيع الأسلحة وإشعال المنطقة بالصراعات والحروب؛ لتأمن إسرائيل، ومع روسياوايران على النفوذ في المنطقة.

 وكذلك بالنسبه لدول الإقليم  وإن بشكل مختلف قد تكون فيما بينها المجمع عليه أن الكل يجعل من اليمن ساحة صراع ..

* رئيس المكتب السياسي السابق للحوثيين