غياب الخطاب العربي التوعوي

 المستجدات التي تحدث على الساحة العربية، والتي تتصدرها الحرب الإرهابية الصهيونية على "غزة" اثبتت أن " الخطاب العربي ما يزال خطاب وجدان، يتأثر حسب واقع الثأرية والمؤثر ، ولم يرتقي الى مستوى خطاب العقل .."

يعبر هذا الخطاب عن أمال ومخاوف وانفعالات، ازاء الاحداث، ولم يتناول واقع الصراع العربي الصهيوني من الأحداث الجارية.

فغياب الخطاب العقلاني والموجه، ساعد على حالة التوهان في الخطاب العربي، وتعامله مع مجريات الأحداث حتى على مستوى القطر الواحد، فالانقسام كبير والتناقضات كثيرة على المستوى الرسمي والجماهيري.. هذا الانقسام لم يكن بهذا الحجم من قبل..

وحتى بعض الفضائيات العربية الأكثر تأثيراً والتي تقدم نفسها انها مع القضية، لكنها ومن خلال استضافات شخصيات للعدو، وتغطياتها لمجريات الحرب، بما يكرس حالة الأمر الواقع لهذا العدو والقبول به..

 كما استطاع العدو أيضاً من خلال "السوشيال ميديا" التي تتصدرها مواقع التواصل الإجتماعي، إحداث هذا الاختراق للجماهير العربية، وهو ما عجز عجز عنه في العقود الماضية..

 فلم يكن التطبيع على المستوى الرسمي وحسب، بل اعتمد على قدراته في التحكم بمنصات التواصل الإجتماعي وتاثيراته، في تكوين رأي موازي ومؤيد للتطبيع، ومتنازع مع واقعه العربي، ومتجاوز للجرائم التي يرتكبها العدو، وأيضاً لجوهر الصراع المتمثل بوجوده الغير مشروع، المتجاوز لكل المقومات المشروعة لهذا الكيان، في ظل غياب الخطاب العربي التوعوي الموحد...

** دبلوماسي وسياسي يمني