Logo

تفاقم أزمة الكهرباء تصعق المواطنين

 تعرّضت منظومة الكهرباء في العديد من الدول العربية للإطفاء الكامل أو انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة وأعطال فنية بالمحطات.

يأتي ذلك وسط اتهامات لحكومات تلك الدول بالإخفاق في معالجة الأزمة. وشهد كل من العراق ولبنان إطفاءً كاملاً، إذ أرجعت بغداد ذلك إلى أعطال فنية في حين تحقّق بيروت في شبهة تخريب متعمد.

وفي اليمن تفاقمت الأزمة مع خروج محطة مأرب الغازية من الخدمة، وفي مصر اتخذت الحكومة إجراءات تقشفية، أما سورية والسودان فيعانيان من تداعيات سنوات الحرب.

حيث تستمر أزمة الكهرباء بالتفاقم في معظم المدن اليمنية، مخلفةً احتجاجات وسخطاً واسعاً في ظل فشل ذريع للحكومة المعترف بها دولياً في تحسين خدمة التيار الكهربائي وتبديد العتمة التي تخيم على عاصمتها المؤقتة عدن والعديد من المدن آخرها محافظة مأرب التي تشهد منذ أيام خروج المحطة الغازية عن الخدمة بسبب إضراب العمال. 

 تدهور وضعية الكهرباء في مدن كبرى تشهد توترات متواصلة بسبب ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي كما هو حاصل في عدن ومعظم المحافظات الشرقية النفطية مثل حضرموت التي تشهد غلياناً شعبياً متواصلاً منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي 2025، بسبب أزمة الكهرباء.

تعطل محطة مأرب الغازية

تشهد مدينة مأرب شرقي صنعاء أحدث مستجدات هذه الأزمة بعد خروج المحطة الغازية عن الخدمة تزامناً مع استمرار إضراب العمال احتجاجاً على عدم صرف الموازنة المخصصة للعام 2024،

 إذ سبق ذلك تدهور كبير في وضعية الكهرباء في المحافظة النفطية التي من المفترض أن تكون خارج نطاق أزمات الطاقة الكهربائية بسبب احتضانها لأكبر مشروع لتوليد الكهرباء بالغاز في اليمن. 

في السياق، يؤكد الكاتب الصحافي والناشط الاجتماعي خالد سعيد، أنّ الانقطاعات المتكررة أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان، بخاصة على النازحين كونهم يمثلون النسبة الأكبر من سكان المحافظة، وغالبيتهم تعيش في مواقع نزوح معرضة بشكل كبير لمخاطر تقلبات الطقس وارتفاع درجة الحرارة.
 
وتسعى الجهات العامة المحلية منذ أيام لاحتواء مشكلة إضراب عمال المحطة الغازية الذين يتمسكون بمطالبهم، مع استمرار المفاوضات الجارية مع السلطات المعنية، 

فيما تؤكد اللجنة النقابية لعمال المحطة أنها ستعمل على إعادة تشغيل المحطة بشكل مؤقت تقديراً لمعاناة السكان في ظل موجة حر شديدة وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يومياً، مع استمرار الإضراب الشامل حتى تحقيق مطالبها.

 ويعد الخروج الحالي للمحطة عن الخدمة الثالث خلال الشهرين الماضيين حيث تتعرض المحطة باستمرار لأعطال فنية تخرجها عن الخدمة لأيام، 

إذ يرجع خبراء وفنيون سبب ذلك لعدم إجراء الصيانة العمرية للمحطة، ولعملها بتوربين واحد فقط لا تتجاوز قدرته 90 ميغاواط من أصل ثلاثة "توربينات" غازية بقدرة إجمالية تصل إلى 341 ميغاواط.

وبالرغم من إعلان الجهات المختصة نهاية العام 2024، عن إضافة "توربين" جديد للعمل في المحطة الغازية بعد القيام بصيانته لتغطية العجز في الكهرباء، 

إلا أن ذلك لم يترك أي أثر ملموس في تحسن خدمة الكهرباء في مأرب التي تعتمد على المحطة الغازية لتوليد الكهرباء منذ العام 2021. 

وفي عدن جنوبي اليمن، وصلت أحدث برمجة ساعات انقطاع التيار الكهرباء إلى نحو 10 ساعات مقابل ساعتي إضاءة، مع ارتفاع شكاوى المواطنين وسخطهم من تردي التيار الكهربائي وعدم قدرة الحكومة التي تتفاخر أخيراً بتحسين سعر صرف العملة المحلية؛ على تحسين الكهرباء وزيادة ساعات الإضاءة مقابل ساعات الانقطاع.