Logo

حملة اختطاف تستهدف سكاناً في إب لرفضهم مشاريع حوثية

شنّ الحوثيون خلال اليومين الماضيين حملة اختطافات واسعة استهدفت المدنيين في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، على خلفية رفضهم إقامة «كسارات خرسانية» تابعة لمستثمرين محسوبين على الجماعة، في تصعيد جديد يعكس تنامي نزعة الجماعة لفرض مشاريعها الاقتصادية بالقوة.

 وذكرت مصادر محلية أن قوة عسكرية حوثية داهمت ست قرى في مديرية ذي السفال جنوبي إب، وهي قرى الخرافة، والظرافة، وقريش، وحجفات، والحوري، والجشاعة، في حملة هدفها ترهيب السكان، والضغط عليهم للسماح ببناء منشآت استثمارية خاصة تعود بالنفع على قيادات الجماعة.

وأضافت المصادر أن عناصر الجماعة اختطفوا نحو 17 شخصاً من أبناء تلك القرى، على خلفية احتجاجهم السلمي ضد إقامة المشروع، مؤكدة أن عمليات الاختطاف جاءت عقب رفض الأهالي منح الجماعة إذناً لإقامة المشروع داخل أراضيهم الزراعية، والسكنية.

وصول معدات حوثية ثقيلة لإحدى القرى في إب اليمنية (فيسبوك)

وصول معدات حوثية ثقيلة لإحدى القرى في إب اليمنية (فيسبوك)

 واتهمت المصادر قيادات حوثية في إب بتجاهل المخاطر الصحية والبيئية المترتبة على إنشاء هذه الكسارات وسط التجمعات السكنية، والمزارع، مشيرة إلى أن الجماعة تواصل منح تصاريح مجانية لأتباعها لإقامة استثمارات خاصة في مختلف المديريات، في وقت يعاني فيه ملايين اليمنيين أوضاعاً إنسانية واقتصادية كارثية.

وأفاد عدد من السكان في مديرية ذي السفال بأن مشروع إنشاء كسارة خرسانية في منطقتهم سيشكّل خطراً على صحتهم، وسلامة أسرهم، وعلى الثروة الزراعية والحيوانية التي يعتمدون عليها في معيشتهم.

عبث مستمر

وأوضح السكان أنهم سبق أن وجّهوا نداءات استغاثة للجهات الحقوقية، والمنظمات الدولية للتدخل، ووقف ما وصفوه بـ«مخطط حوثي مستمر للعبث بأوديتهم وقراهم وأراضيهم الزراعية».

ولفتوا إلى أن الحوثيين فشلوا سابقاً في تنفيذ مشروع مشابه في منطقة «دمنة نخلان» بمديرية السياني المجاورة، بعد احتجاجات شعبية واسعة، إلا أنهم عادوا مجدداً لمحاولة فرض المشروع في قرى ذي السفال، هذه المرة لصالح مستثمر موالٍ للجماعة يدعى طاهر الرصاص من محافظة عمران، ويحظى بدعم مباشر من القيادي الحوثي علي بن علي النوعة، المعيّن وكيلاً للمحافظة.

وأكد السكان أن إقامة مثل هذه المشاريع في مناطق زراعية وسكنية تمثل تهديداً مباشراً للبيئة، ولحياة المواطنين، نظراً لما تسببه من أضرار صحية خطيرة، وتلوث للهواء، والمياه الجوفية، إلى جانب الأثر المدمر على المزارع، والثروة الحيوانية.

احتجاجات مماثلة

وفي تطور متصل، شهدت مديرية المخادر شمالي إب مظاهرة احتجاجية نفذها أهالي قرية المنقودة للمطالبة بإزالة مصنع وكسارة خرسانة تتبع مجموعة من الشركاء الحوثيين القادمين من خارج المحافظة.

وقال المحتجون إن استمرار تشغيل المصنع تسبب في تشققات بمنازلهم، وأدى إلى إصابة عدد من السكان بأمراض تنفسية وصدرية، فضلاً عن تلف واسع في محاصيلهم الزراعية بسبب الغبار، والاهتزازات الناتجة عن عمل الكسارة. وطالب الأهالي بنقل المشروع إلى منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية، والمزارع.

اتهامات للحوثيين بمنح تصاريح للأتباع لتأسيس استثمارات خاصة (إكس)

اتهامات للحوثيين بمنح تصاريح للأتباع لتأسيس استثمارات خاصة (إكس)

 وخلال الأشهر الماضية، قدم مسلحون من محافظة عمران تابعين لمليشيا الحوثي، بعد أن تمكن المستثمر الحوثي "طاهر الرصاص"، من الحصول على ترخيص من قبل مليشيا الحوثي، بإنشاء "الكسارة"، دون علم أبناء المنطقة، الذين أكدوا رفضهم القاطع لإنشاء المشروع.

وعقب محاولات المليشيا إقامة المشروع، أكد الأهالي، رفضهم المطلق لمثل هذا المشروع، مهما كانت حجم الضغوطات.

وبحسب شهود عيان، فقد تم سحب الكسارة وإدخالها خلال الأشهر الماضية، إلى حوش جامعة إب في ظل تشكيك الأهالي بنوايا القيادات الحوثية وتعهداتها بمحاولة إعادتها مجددا إلى منطقتهم، وهو ما كشفته المساعي الأخيرة لقيادات المليشيا في محافظتي إب وعمران.

وتواصل الجماعة الحوثية منذ أواخر العام الماضي الضغط على سكان القرى في مديرية ذي السفال، ومديريات أخرى بإب، لفرض مشاريع استثمارية خاصة بمتنفذيها، رغم ما تشكله من مخاطر بيئية وصحية جسيمة على المواطنين.

وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي بين مسلحين من أبناء المنطقة وعناصر حوثية حاولت شق طريق جديد لإقامة مشروع كسارة أحجار، قبل أن يتمكن الأهالي من طرد الجرافات الحوثية، وتعهدهم بمنع تنفيذ أي مشروع يضر بصحتهم، أو يهدد أراضيهم الزراعية، مهما كانت الضغوط، والتهديدات.