Logo

خلاف على إمامة مسجد ينتهي بجريمة قتل في محافظة تعز

 يبدو أن حوادث القتل لم تقتصر على ما تخلفه جبهات القتال في اليمن لتنتقل إلى المساجد أقدس الأماكن لدى المسلمين وبين أئمتها الذين عادة ما يحثون الناس على نبذ العنف وتحريم القتل وسفك الدماء.

وفي واقعة مثيرة شهدتها محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، تطور خلاف بين رجلين سببه تسابقهما على إمامة المصلين إلى قتل أحدهما الآخر داخل مسجد في منطقة الكلائبة ضمن مديرية المعافر.

ووفقاً لشهود عيان، فإن الحادثة وقعت "قبيل صلاة ظهر أمس السبت، حين احتدم النقاش بينهما على من الأحق بالإمامة"، ولم تكشف هوية القاتل بصورة رسمية حتى الآن.

وبحسب الروايات المتداولة بين الأهالي، فإن النقاش تحول إلى شجار لفظي وعراك استخدمت فيه أدوات حادة قبل أن ينتهي برصاصة في رأس المجني عليه ميار عبدالله عبده، وتركه ينزف حتى الموت. 

فيما تقول روايات أخرى إن الحادثة سبقتها خلافات عائلية بينهما.

ونقل جثمان الضحية إلى مستشفى المعافر العام، ودفن مساء أمس بحضور عدد كبير من أهالي المنطقة الذين توافدوا لحضور جنازته.

ولم تتلقَّ "اندبندنت عربية" رداً رسمياً من شرطة المنطقة، لكن مصادر متطابقة أفادت بأن "قوات شرطة مديرية المعافر تمكنت من اعتقال الجاني خلال ساعتين من وقوع الحادثة".
 
الواقعة التي قوبلت باستهجان مجتمعي ورسمي واسع، أعلن إثرها محافظ تعز نبيل شمسان في بيان رسمي عن تشكيل لجنة تحقيق عليا برئاسة وكيل المحافظة لتقصي ظروف الحادثة ودراسة آليات الوقاية من تكرار مثل هذه الجرائم، 

وشدد على أن "الدين لا يدافع عنه بالسلاح بل بالعلم والحكمة". كما استنكر علماء الدين ورواد المجتمع المدني والناشطون في تعز الواقعة.

ونددت جمعية العلماء المسلمين في المحافظة بالحادثة ووصفتها بـ"الخيانة للقيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح والحكمة"، داعية في بيانها إلى "ضرورة تفعيل دور الدعاة والمعلمين في ترسيخ ثقافة الحوار ونبذ العنف". 

 فيما طالب رئيس مجلس إدارة مسجد يفرس الكلائبة خلال تصريح إلى وسائل إعلام محلية بـ"إنشاء لجان محلية للمراجعة الدينية والاجتماعية لاختيار الأئمة بعيداً من الخلافات الشخصية وفق معايير علمية وشرعية لا تترك للعواطف أو الغيرة".
 
وتعكس الواقعة وفق تعبير يمنيين كثر حالاً من التناقض لمكانة الجوامع وأئمتها الذين يقع عليهم الدور في نشر قيم الحكمة والتسامح ونبذ الخلافات التي أنهكت البلد وفاقمت من مشكلاته الإنسانية الدامية.

وتشهد المحافظة التابعة لسيطرة الحكومة الشرعية تفشياً للجرائم وتزايدت حالات العنف الأسري والاجتماعي، وهي وفق وصف متخصصين من إفرازات الحرب الدامية التي تعيشها البلاد .

توفيق الشنواح 
صحافي يمني