Logo

الإمارات: نرفض زجّنا بتطورات اليمن ونحرص على أمن السعودية

 الرأي الثالث - متابعات

أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن "أسفها الشديد" لما ورد في بيان المملكة العربية السعودية، وما تضمنه مما قالت إنه "مغالطات جوهرية حول دور دولة الإمارات في الأحداث الجارية في اليمن"، مؤكدة حرصها الدائم على أمن واستقرار السعودية.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، رفضها رفضًا قاطعًا الزجّ باسمها في التوتر الحاصل بين الأطراف اليمنية، واستهجنت الادعاءات التي وردت بشأن القيام بالضغط أو توجيه أي طرف يمني للقيام بعمليات عسكرية تمسّ أمن المملكة العربية السعودية أو تستهدف حدودها.

وشدد البيان على حرص أبوظبي الدائم على أمن واستقرار الرياض، واحترامها الكامل لسيادتها وأمنها الوطني، ورفضها لأي أعمال من شأنها تهديد أمن المملكة أو أمن الإقليم، 

مؤكداً أن "العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين تشكل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وأن دولة الإمارات تحرص دوماً على التنسيق الكامل مع الأشقاء في المملكة".

وأوضحت دولة الإمارات أن موقفها منذ بداية الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة تمثل في العمل على احتواء الموقف، ودعم مسارات التهدئة، والدفع نحو التوصل إلى تفاهمات تسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المدنيين، وذلك بالتنسيق مع السعودية.
 
وفي ما يتعلق بما تضمنه البيان الصادر عن المتحدث العسكري باسم قوات التحالف بشأن العملية العسكرية في ميناء المكلا، أكدت وزارة الخارجية في دولة الإمارات رفضها التام للمزاعم المتعلقة بتأجيج الصراع اليمني، 

مشيرة إلى أن البيان المشار إليه صدر دون التشاور مع الدول الأعضاء في التحالف.

وأكدت الوزارة أن الشحنة المشار إليها لم تتضمن أي أسلحة، وأن العربات التي تم إنزالها لم تكن مخصصة لأي طرف يمني، بل شُحنت لاستخدامها من القوات الإماراتية العاملة في اليمن،

 مؤكدة أن "الادعاءات المتداولة بهذا الشأن لا تعكس حقيقة طبيعة الشحنة أو الغرض منها". ولفتت الوزارة إلى أنه كان هناك تنسيق عالي المستوى بشأن هذه العربات بين دولة الإمارات والسعودية، واتفاق على أن المركبات لن تخرج من الميناء، إلا أن دولة الإمارات تفاجأت باستهدافها في ميناء المكلا.
 
وشددت وزارة الخارجية على أن "الوجود الإماراتي في اليمن جاء بدعوة من الحكومة الشرعية اليمنية وضمن التحالف العربي بقيادة السعودية، بهدف دعم استعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب، مع الالتزام الكامل باحترام سيادة اليمن"،

 مشيرة إلى أن دولة الإمارات قدّمت تضحيات جسام منذ انطلاق عمليات التحالف، وساندت الشعب اليمني الشقيق في مختلف المراحل.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه التطورات تثير تساؤلات مشروعة حول مسار التعامل معها وتداعياتها، في مرحلة تتطلب أعلى درجات التنسيق وضبط النفس والحكمة، مع مراعاة التحديات الأمنية القائمة والتهديدات المرتبطة بالجماعات الإرهابية، وذلك في إطار الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز فرص التهدئة والاستقرار.

وأكدت وزارة الخارجية أن التعامل مع التطورات الأخيرة يجب أن يتم بمسؤولية وبما يمنع التصعيد، وعلى أساس الوقائع الموثوقة والتنسيق القائم بين الأطراف المعنية، بما يحفظ الأمن والاستقرار ويصون المصالح المشتركة، ويسهم في دعم مسار الحل السياسي وإنهاء الأزمة في اليمن.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعربت المملكة العربية السعودية عن أسفها لما وصفته بـ"الخطوات التصعيدية" التي قامت بها دولة الإمارات في المحافظات الشرقية من اليمن، محذّرة من أن أي تهديد لأمنها الوطني يُعد "خطاً أحمر" ستتعامل معه بكل الإجراءات اللازمة. 

وأشار بيان لوزارة الخارجية السعودية، إلى جهود سابقة بذلتها الرياض بالتعاون مع أبوظبي لاحتواء التصعيد الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، قبل أن تتطور الأوضاع ميدانياً خلال الأيام الماضية.

وبحسب البيان، فإن المملكة ترى أن قيام الإمارات بالضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ عمليات عسكرية قرب الحدود الجنوبية للمملكة "يشكل تهديداً مباشراً للأمن الوطني السعودي، ولأمن واستقرار اليمن والمنطقة" 

مضيفة أن هذه الخطوات "لا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن".

وأكدت الخارجية السعودية تمسك المملكة بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وحكومته،

 مشددة على أن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تتم "عبر طاولة الحوار ضمن حل سياسي شامل"، وبمشاركة جميع الأطراف اليمنية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي. 

كما دعت المملكة دولة الإمارات إلى الاستجابة لطلب الحكومة اليمنية بخروج قواتها العسكرية من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، ووقف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف داخل اليمن،

 مع تأكيد أهمية "تغليب الحكمة والحفاظ على العلاقات الأخوية بين دول مجلس التعاون الخليجي".

وكانت وكالة الأنباء السعودية "واس" قد أفادت بأن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن نفذ غارة جوية محدودة، صباح اليوم الثلاثاء، استهدفت دعماً عسكرياً أجنبياً بميناء المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن. 

ونقلت الوكالة عن التحالف أنه استهدف سفينتين تحملان أسلحة قادمتين من ميناء الفجيرة الإماراتي دخلتا ميناء المكلا دون الحصول على تصاريح، لافتاً إلى أنّ السفينتين القادمتين من ميناء الفجيرة عطلتا أنظمة التتبع وأفرغتا شحنة كبيرة من الأسلحة والمركبات. 

ونقلت "واس"عن التحالف القول إنه "لا وجود لإصابات بشرية أو أضرار جانبية جراء عملية الاستهداف بميناء المكلا"، مشيراً إلى أنه "لا توجد أضرار في البنية التحتية أو المرافق بميناء المكلا جراء عملية الاستهداف".