Logo

قيادة الشرعية عاجزة أمام "الانتقالي"... وتراهن على موقف الرياض

الرأي الثالث - متابعات

تتزايد الانتقادات لحالة العجز السائدة لدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في مواجهة تصعيد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الحكومة، عيدروس الزبيدي، في ظل مواصلة الأخير تحركاته للسيطرة على المؤسسات والقرار الحكومي في عدن

 مع استمرار الوزارات إعلان دعمها خطوات "الانتقالي" الأخيرة، سواء على المستوى الميداني العسكري والأمني، أو على المستوى السياسي، 

من خلال حث الزبيدي على إعلان إقامة دولة الجنوب العربي. وجاءت إعلانات دعم "الانتقالي"، التي امتدت لتشمل حتى وزراء من خارج حصة "الانتقالي" في الحكومة، بعد سيطرة الأخير على محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد أوائل الشهر الحالي.

عجز العليمي بوجه "الانتقالي"

وقالت مصادر في الشرعية اليمنية موجودة في الرياض والقاهرة،  إن لا قدرة لقيادة الشرعية على التحكّم بمسار الأزمة أو التأثير فيها. 

وبحسب المصادر، فإن العليمي في حالة من الضعف تجعله عاجزاً عن مواجهة الزبيدي بما يملكه الأخير من ثقل عسكري وسياسي. 

وأضافت أن جلّ ما يعوّل عليه العليمي اليوم هو الرفض السعودي لما يجري في حال تحوّل هذا الرفض إلى واقع ملموس في كبح جماح "الانتقالي" وخطواته الأخيرة، 

لعل ذلك ينقذ ما تبقّى من سلطات العليمي أو حكومته، على اعتبار أن الموقف السعودي قد يغيّر المعادلة أو يوازنها.
 
وتابعت المصادر: "غير ذلك فقد أصبح من الصعب مواجهة "الانتقالي"، خصوصاً في ظل ضبابية المواقف الإقليمية والدولية حيال ما يجري، لا سيما أنه لم تتبلور رؤية واضحة، 

سواء لدى قيادة الشرعية أو السعودية والدول المؤثرة والراعية للعملية السياسية في اليمن حيال التطورات،

 في حين توجد رؤية واضحة يعمل عليها "الانتقالي" ومن يقف خلفه، تجعله يسرّع من خطواته، بما يربك محاولات الأطراف الأخرى لبلورة رؤية لمواجهته أو وقف الخطوات المتسارعة والمتصاعدة".

فرض الأمر الواقع

وفي عدن، واصلت وزارات ومسؤولون في الحكومة إعلان تأييدهم الخطوات والإجراءات التصاعدية التي يقوم بها المجلس الانتقالي ورئيسه عيدروس الزبيدي، في السيطرة على الأرض والتوجّه نحو إعلان "دولة الجنوب العربي". 

فإلى جانب الوزارات التابعة لـ"الانتقالي" في الحكومة، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي، عبر الوزير واعد باذيب (من حصة الحزب الاشتراكي اليمني في الحكومة)، إلى جانب وزارات الإدارة المحلية، والعدل، 

وكذلك الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، ووزارة الأوقاف والإرشاد عبر نواب الوزارة، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الصحة العامة والسكان، عبر الوكلاء المساعدين للوزارات، 

فضلاً عن الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني، والصندوق الاجتماعي للتنمية بكل فروعه، وهيئات النقل البري والبحري والجوي، 

إضافة إلى الهيئة العليا للأدوية، وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، تأييدهم خطوات "الانتقالي" والزبيدي في إعلان قيام "دولة الجنوب العربي". 

وأكدت تلك الوزارات في بياناتها استقرار العمل فيها ووقوفها الكامل خلف الزبيدي في كل ما يتخذه من خطوات لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة، كما أكدت استعدادها التام لما يتطلب منها ذلك على كل المستويات، 

فيما دعت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان دول التحالف العربي والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى "احترام إرادة شعب الجنوب باستعادة دولته".
 
كذلك أعلنت قيادات السلطات المحلية في عدن وأرخبيل سقطرى تأييد خطوات المجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية بقيادة الزبيدي في خطوات إعلان "دولة الجنوب العربي". 

وتتزامن هذه الإعلانات مع إنزال صور رشاد العليمي وعلم اليمن من الوزارات والإدارات في الجنوب، ورفع صور الزبيدي. 

مع العلم أنه في أعقاب الإعلانات صرّح مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية لوكالة "سبأ"، أول من أمس الأحد، أن العليمي وجّه الحكومة والسلطات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية بحق أي تجاوزات تمس وحدة القرار، 

أو تحاول فرض أي سياسات خارج الأطر الدستورية، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، والعمل بكل الوسائل على حماية المركز القانوني للدولة، ووحدة مؤسساتها، وضمان عدم الإضرار بمصالح المواطنين.

وقال المصدر إن التوجيهات الرئاسية تقضي بالالتزام الصارم من جانب جميع المسؤولين التنفيذيين في الحكومة، والعمل وفق قرارات مجلس القيادة الرئاسي، والبرنامج الحكومي، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، 

وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض. وأضاف أن القيادة السياسية الشرعية المعترف بها وطنياً، وإقليمياً، ودولياً، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، هي الجهة الوحيدة المخولة بتحديد المواقف السياسية العليا للدولة،

 وبالتالي فإن استغلال السلطة، واستخدام الصفة الوظيفية، أو المنصب الرسمي لتحقيق مكاسب سياسية، يعد خرقاً جسيماً للدستور والقانون، وواجبات الوظيفة العامة، وإضراراً بالمركز القانوني للدولة، ووحدة السلطة التنفيذية، ومساساً بالسلم الأهلي، والتوافق الوطني القائم، ما يستوجب المساءلة القانونية اللازمة، ومعاقبة مرتكبيها. 

وتابع المصدر: "يدعو رئيس مجلس القيادة الرئاسي الشركاء في مكون المجلس الانتقالي إلى تغليب الحكمة، ولغة الحوار، وتجنيب الشعب اليمني، والمصالح العليا للبلاد، والأمن الإقليمي والدولي، تهديدات غير مسبوقة، وعدم التفريط بالمكاسب المحقّقة خلال السنوات الماضية بدعم من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وفي المقدمة مكاسب القضية الجنوبية العادلة.

في سياق متصل، نقلت السفارة البريطانية عن السفيرة عبدة شريف، عقب لقاء جمعها برئيس الحكومة سالم بن بريك، أول من أمس الأحد، أن "الحكومة تركز على الخدمات والأمن لليمنيين. رغم السياق الصعب، هدفنا المشترك هو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً". 

وأكدت أهمية وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه. كذلك قالت السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم كمون إنها التقت نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، وبحثا مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن، خصوصاً في حضرموت والمهرة، 

مؤكدةً "دعم فرنسا لوحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة"، ودعوتها إلى التهدئة والحوار، والتزامها الثابت بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه.

فارس الجلال