حالة ترقّب في عدن: تصاعد خطاب الانفصال وتشديد الإجراءات الأمنية
الرأي الثالث - وكالات
تصاعد حديث الانفصال في جنوب اليمن، بعد أيام من سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظتي حضرموت والمهرة، وسط ترقّب موقف السعودية من التطورات المتسارعة، بعدما عمدت قوات "الانتقالي" إلى بسط نفوذها على المحافظتين، ما عزّز قبضتها على مناطق جنوبية وشرقية واسعة
بالتوازي مع إعادة تفعيل مطلب الانفصال، رغم شراكة المجلس في مجلس القيادة الرئاسي.
وبرز، اليوم الثلاثاء، إعلان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، خلال لقاء مع قيادات المجلس في عدن، أن المرحلة المقبلة "ستكون مرحلة عمل مكثف لبناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة"
مثمناً ما أسماه "الدعم الكبير الذي قدمه الأشقاء في التحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات، وما اضطلعوا به من جهود سياسية وعسكرية وإنسانية ساهمت في تثبيت الأمن والاستقرار، وتأكيدهم الدائم احترام إرادة شعوب المنطقة وخياراتها المستقبلية".
وأكد الزبيدي أن "هذا الدعم سيظل حاضراً في ذاكرة أبناء الجنوب، باعتباره شراكة استراتيجية قائمة على المصير المشترك"
معرباً عن "تطلعه إلى مزيد من التعاون والتنسيق بما يخدم الأمن الإقليمي، ويعزز فرص السلام والاستقرار، ويدعم الجهود المبذولة لبناء دولة الجنوب العربي".
بالتوازي مع ذلك، واصل أنصار المجلس الانتقالي، لليوم الثالث على التوالي، اعتصامهم المفتوح في العاصمة المؤقتة عدن، للمطالبة بما يسمّونه "الاستقلال"
فيما تسود أجواء متوترة المدينة، مع تشديد وانتشار عسكري على المداخل وفي محيطها، وسط حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تطور المواجهة.
وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، علي هيثم غريب، في كلمة له أمام المعتصمين في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في عدن: "قريباً سنطوي صفحة الاحتلال اليمني في الجنوب العربي"،
معاهداً "أسر الشهداء أن الدولة القادمة هي دولة صنعها أبناؤهم وآباؤهم، وسنحافظ عليها بأعيننا"، مضيفاً: "سنستمر حتى تسمعوا صوت استعادة الدولة والإعلان عنها".
من جهته، قال الصحافي صلاح الشعيبي، خلال وجوده في ساحة الاعتصام ، إن "هناك حاضنة شعبية لدى المجلس الانتقالي، الحامل القضية الجنوبية، التي هي اليوم في أوجّ قوتها، خاصة بعد السيطرة على جميع المحافظات الجنوبية"،
مضيفاً: "الرسائل التي نوجّهها إلى دول العالم والإقليم، هي الوقوف مع شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستقلال دولته، واستعادة الدولة الجنوبية التي باتت قاب قوسين أو أدنى".
وفي سياق قريب، قال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية في المكلا، أول من أمس، إنه تم رفع أعلام الجنوب على مباني قيادة ووحدات المنطقة، بتوجيه من قائد المنطقة العسكرية الثانية، قائد لواء حضرموت، اللواء الركن طالب سعيد بارجاش.
ووصف المركز هذه الخطوة بـ"التاريخية"، قائلاً إنها تأتي "إيذاناً ببدء التمهيد لإعلان دولة الجنوب العربي".