Logo

الجيش السوداني يضيق الخناق على الدعم السريع في كردفان

الرأي الثالث -  وكالات

كثّف الجيش السوداني والقوات المساندة له من الهجمات على مواقع سيطرة قوات الدعم السريع في إقليم كردفان جنوب وسط البلاد،

 فيما قال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن "أي حل، أو مبادرة، لا تتضمن تفكيك المليشيا المتمردة الإرهابية، وتجريدها من السلاح هي "أمر مرفوض تماماً"، في إشارة الى "قوات الدعم السريع".

ونشر الجيش السوداني عدداً كبيراً من قواته في ولايات الإقليم الثلاث، شمال وغرب وجنوب كردفان، محرزاً تقدماً جديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية المتحالفة مع الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان.

 ونشر عدد من جنود الجيش مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس واليوم، معلنين سيطرتهم على منطقتي كرتالا ودلامي وطرد قوات الدعم السريع والحركة الشعبية 

 إلى جانب السيطرة على بلدتي "التبسة" و"الدامرة" في الإقليم نفسه، متوعدين بالتقدم أكثر في جنوب كردفان.

وتمكن الجيش من دخول بلدات كانت تسيطرة عليها الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان، وسط تحشيد عسكري للحركة والدعم السريع في الولاية نفسها لصد هجمات الجيش المتواصلة،

 فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش في مدينة بابنوسة الخالية من السكان بولاية غرب كردفان، وتبادل الطرفان قصفاً مدفعياً منذ الصباح.

وقالت مصادر عسكرية إن الجيش يتحرك ضمن عملياته في كردفان لاستعادة مدينة النهود، عاصمة ولاية غرب كردفان، التي سيطرت عليها الدعم السريع في 3 مايو/أيار الماضي.

 وتعد مدينة النهود منطقة استراتيجية ومركزاً لربط عدد من أقاليم السودان مثل كردفان ودارفور والولاية الشمالية، ويمنع وجودها في المدينة طرق الجيش للتوغل إلى إقليم دارفور، كما يهدد وجود الدعم السريع في المدينة مناطق الجيش في ولايتي شمال وغرب كردفان.
 
إلى ذلك، حشدت الحركة الشعبية المتحالفة مع الدعم السريع عدداً من قواتها، متوعدة بالانتقام لهجوم اتهمت الجيش بشنه عبر طائرة مسيرة السبت الماضي على منطقة "كمو" الواقعة تحت سيطرتها، ما نتج عنه مقتل 46 شخصاً قالت إنهم مدنيون وطلاب.

 وتعتبر ولاية جنوب كردفان معقلاً للحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها عبد العزيز الحلو، وهي ولاية ذات بيئة جبلية وغابية ويربط مناطقها عدد من الطرق الوعرة،

 وتحدها من الشمال ولاية شمال كردفان ومن جهة الشمال الشرقي ولاية النيل الأبيض، ودولة جنوب السودان من جهة الجنوب، وعاصمتها مدينة كادوقلي التي يسيطر عليها الجيش السوداني، فيما تتخذ الحركة الشعبية من مدينة كاودا المحاطة بالجبال معقلاً رئيسياً لها.
 
وقالت الدعم السريع، في بيان اليوم الاثنين، إن قواتها في مدينة بابنوسة تعرضت لهجوم غادر من الجيش، فيما لم يكن أمام قواتها سوى ممارسة ما وصفته بـ"حقها المشروع في الدفاع عن نفسها وصد العدوان" 

وأضافت أنها "تجدد التزامها الثابت بالهدنة الإنسانية المعلنة من جانبها في 24 نوفمبر الماضي" 

 معتبرة أن الجيش استغل هذا الأمر لمواصلة هجماته المتكررة على عدد من المدن والقرى "متسبباً في مقتل وإصابة مئات المدنيين الأبرياء"، إلى جانب استمراره في التحشيد لمواصلة القتال "بما يعرض حياة المدنيين للخطر وينعكس سلباً على تدفق المساعدات الإنسانية".

ودعت الدعم السريع دول الرباعية والمنظمات الإقليمية والدولية إلى "إدانة اعتداءات الجيش المتكررة، وآخرها الهجوم على منطقة (كمو) في جنوب كردفان، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 46 طالباً وإصابة العشرات".

بدورها، قالت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة إنه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، قدّرت فرقها الميدانية أن 1,625 شخصاً نزحوا من قرية كرتالا في محلية (بلدية) هبيلا، جنوب كردفان، بسبب تفاقم انعدام الأمن. 

وأضافت أن الأفراد نزحوا إلى مواقع متفرقة في أنحاء محلية دلامي في جنوب كردفان. بينما لا يزال الوضع متوتراً ومتقلباً للغاية. 

وأسفرت الحرب المستمرة منذ إبريل/ نيسان 2023 في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ما أدى إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب الأمم المتحدة.
 
البرهان يقترح استرجاع علم السودان القديم

وقال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن "أي حل أو مبادرة لا تتضمن تفكيك الميليشيا المتمردة الإرهابية"، في إشارة الى "الدعم السريع"، وتجريدها من السلاح هي "أمر مرفوض تماماً، وهذه قناعة راسخة"، 

وأضاف البرهان، خلال حفل تأبين أقامته حركة جيش تحرير السودان المساندة للجيش في مدينة بورتسودان اليوم الاثنين، إن الخيارات والحلول باتت محدودة بسبب حجم الدماء والشهداء والمعاناة في مناطق واسعة من السودان، وخاصة في إقليم دارفور ومدينة الفاشر، 

متعهداً بـ"القصاص من المجرمين والقتلة والحاقدين الذين ارتكبوا كل أنواع الجرائم التي لا يستحقون بعدها أن يعيشوا معنا في السودان".

ووجه البرهان نداءً إلى "كل من يرغب في حمل السلاح لمحاربة المليشيا"، قائلاً: "مرحباً به للقضاء على المليشيا الإرهابية المتمردة". وقدم البرهان مقترحاً لاسترجاع علم السودان القديم - علم الاستقلال (غيره الرئيس الأسبق جعفر نميري في 1970)، داعياً إلى العودة إلى العلم ذي الألوان الثلاثة الذي رفعه "أجدادنا وآباؤنا في زمن الاستقلال، بجانب ضرورة إعادة صياغة الدولة السودانية من الأول وبناء سودان على أسس صحيحة".