Logo

ترامب يحذّر إسرائيل من “التدخل” في سوريا وسط توغلات في القنيطرة

الرأي الثالث - وكالات 

 حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل الاثنين من زعزعة استقرار سوريا وقيادتها الجديدة، بعد أيام من عملية دموية نفّذتها القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد.

وقال ترامب على منصته “تروث سوشال” “من المهم جدا بأن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا وبأن لا يحدث أي أمر يتدخل في تطّور سوريا إلى دولة مزدهرة”.

وأعرب ترامب عن “رضاه البالغ” حيال أداء الرئيس السوري أحمد الشرع الذي قام بزيارة تاريخية إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال ترامب إن الشرع “يعمل بجد لضمان حدوث أمور جيدة ولتكون لسوريا وإسرائيل علاقة طويلة الأمد ومزدهرة معا”.

وأضاف بأن الولايات المتحدة “تبذل كل ما في وسعها لضمان مواصلة الحكومة السورية القيام بما يلزم” لإعادة بناء الدولة التي عانت من سنوات من الحرب.

وشدد على أن إقامة علاقات جيدة بين سوريا وإسرائيل سيدعم جهوده الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه لإيقاف حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر.

ويأتي ذلك فيما قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الرئيس أحمد الشرع بحث اليوم في دمشق مع المبعوث الأميركي توماس برّاك المستجدات الأخيرة في المنطقة و"القضايا ذات الاهتمام المشترك"، وذلك بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، من دون أن تفصح عن المزيد من التفاصيل.
 
تزامنت تصريحات ترامب، يوم الاثنين، مع تواصل انتهاكات الجيش الإسرائيلي لسيادة سوريا، من خلال توغلين نفذتهما قوات وآليات عسكرية، إضافة إلى إطلاق النار على منازل سكنية في ريف القنيطرة جنوب غربي البلاد.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): “توغّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم (الاثنين) باتجاه الجهة الغربية لقرية صيدا الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي”.

وأوضحت أن “قوة عسكرية للاحتلال مؤلفة من 3 سيارات تمركزت في القرية، إلى جانب طائرة مسيّرة حلقت فوق صيدا الحانوت لرصد المنطقة”.

ويأتي هذا التحرك “بالتزامن مع نقل قوات الاحتلال دبابتين من نقطة البرج في القنيطرة باتجاه نقطة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي”، بحسب الوكالة.

ولاحقا، قالت “سانا” إن “قوة للاحتلال برفقة عربتي همر وناقلتي جند، صعدت إلى أعلى تل أبو قبيس الواقع على أطراف قرية عين زيوان بريف القنيطرة الجنوبي”.

فيما أفادت قناة “الإخبارية السورية” أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق النار على منازل سكنية في قرية أبو قبيس بريف القنيطرة الجنوبي عقب تقدمها نحو تل البلدة”.
 
والأحد، قالت “سانا”، إن “قوات الاحتلال توغلت في ريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي، وأقامت حاجزين لتفتيش المارة”.

ولم يصدر تعليق رسمي من دمشق بشأن تلك التوغلات وما نتج عنها، إلا أنها تدين انتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادتها، وتؤكد التزامها باتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974، التي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.

ومؤخرا تصاعدت انتهاكات إسرائيل في القنيطرة، ويشتكي سوريون من التوغلات في أراضيهم الزراعية مصدر رزقهم الوحيد.

وخلال التوغلات دمرت إسرائيل مئات الدونمات من الغابات (الدونم يساوي ألف متر مربع)، واعتقلت سوريين وأقامت حواجز عسكرية لتفتيش المارة.

وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية – سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/ كانون الأول 2024.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعتبر، في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن تل أبيب ليست على مسار السلام مع سوريا.

ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.

ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل معظم هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة برئيس النظام بشار الأسد أواخر 2024 لتوسيع رقعة احتلالها.