Logo

إسرائيل تستهدف الرجل الثاني في «حزب الله» وسط ضاحية بيروت الجنوبية

الرأي الثالث - وكالات

أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، أنها نفذت عملية في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت عنصرا قيادياً في حزب الله.

 وفي وقت لاحق، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تمكن من اغتيال من وصفه بـ"رئيس أركان" حزب الله هيثم علي طباطبائي، المعروف باسم (أبو علي الطبطبائي). وبحسب تقارير، يشكل الطبطبائي "الرجل الثاني" في الحزب بعد أمينه العام نعيم قاسم.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي استهدف رئيس أركان حزب الله، والذي كان يقود جهودا لتعزيز الحزب وإعادة تسليحه. 

وحسب البيان، فقد أمر نتنياهو بتنفيذ الهجوم بناء على توصية وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زامير.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن غارة الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وإصابة واحد وعشرين آخرين بجروح.

عون يدعو إلى التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية

اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية من بيروت وتزامنه مع ذكرى الاستقلال "دليلاً آخر على أن إسرائيل لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان، بل إلى المنطقة كلها".

 وأضاف عون أن "لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعاً لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى".

سلام لتوحيد الجهود

من جهته، قال رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها»، 

مؤكداً أنّ «حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هما أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة؛ فهي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح، وبما يضمن وقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من أرضنا، وعودة أسرانا».
 
وأضاف: «لقد أثبتت التجارب أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه».
 
محمود قماطي: الغارة استهدفت شخصية جهادية

قال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، إن الاحتلال "استهدف شخصية جهادية في بيروت، ونتحقّق من الأمر". 

وأضاف: "لا نعلق على ما يقوله العدو بشأن الرد، وقيادة المقاومة تدرس الأمر وستتخذ القرار". وشدد على أنه "لا خيار إلا التمسك بالمقاومة، ولا يمكن قبول الاستمرار بهذه الاستباحة الإسرائيلية. ننسق مع الدولة اللبنانية لوضع حد لهذا". 

واعتبر أن العدوان على الضاحية "يخرق خطاً أحمر جديداً"، مشيراً إلى أنه جاء بضوء أخضر أميركي للتصعيد.

في المقابل، ذكر مراسل لموقع «أكسيوس» في منشور على منصة «إكس»، نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، أن «إسرائيل لم تخطر الولايات المتحدة مسبقاً بالغارة التي استهدفت مقاتلاً من حزب الله في إحدى ضواحي بيروت»، بحسب ما أفادت وكالة «رويترز».

 ولفت المنشور نقلاً عن المسؤول، إلى «أنه تم إبلاغ الإدارة الأميركية مباشرة بعد الضربة، بينما قال مسؤول كبير ثانٍ إن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تخطط لتصعيد».

من قيادة قوة الرضوان إلى رئاسة أركان الحزب

وُلِد أبو علي الطبطبائي عام 1968 في بيروت، وتدرّج داخل البنية العسكرية لحزب الله حتى أصبح من أعمدتها الرئيسية. 

وشغل سابقًا قيادة قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة التي يعتمد عليها الحزب في العمليات المعقّدة، كما تولى قيادة الوحدة 3800 المسؤولة عن نشاطات حزب الله خارج لبنان، خاصة في سورية واليمن، قبل أن يصبح رئيس أركان الحزب، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

وبحسب مراكز بحثية إسرائيلية، وبينها مركز"ألما"، تولّى الطبطبائي لاحقًا قيادة الجبهة الجنوبية في الحزب خلفًا لعلي كركي الذي اغتالته إسرائيل عام 2024، وهي الجبهة التي تشرف على وحدات نصر وعزيز وبدر الممتدة من صيدا وصولًا إلى الحدود مع فلسطين المحتلة. 

كما لعب الطبطبائي دورا أساسيا في إدارة حرب الإسناد التي دخلها حزب الله لدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السنة الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية وعربية.

الطبطبائي.. عقوبات أميركية وملاحقة دولية

يعد الطبطبائي من أكثر الشخصيات التي أثارت اهتمام الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، صنّفته وزارة الخارجية الأميركية "إرهابيًا عالميًا مُحددًا بشكل خاص" بموجب الأمر التنفيذي 13224، 

ورصد برنامج "مكافآت من أجل العدالة" مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.

 واعتبرت الولايات المتحدة أنّ الطبطبائي من القادة الذين لعبوا أدوارًا محورية في تعزيز قدرات حزب الله العسكرية داخل لبنان وخارجه.
 
محاولات اغتيال متكررة

وفقا لوسائل إعلام عبرية، لاحقت إسرائيل الطبطبائي في أكثر من مناسبة محاولة اغتياله، وكانت أبرز تلك المحاولات:

- يناير/كانون الثاني 2015: نجا من عملية اغتيال في القنيطرة جنوبي سورية، في هجوم قُتل فيه ضابط رفيع في الحرس الثوري الإيراني، وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية.
- يناير 2022: تحدّثت تقارير عن اغتياله في صنعاء، قبل أن يتبيّن لاحقًا عدم صحتها.
- نوفمبر/تشرين الثاني 2024: استهدف قصف إسرائيلي منطقة السيدة زينب قرب دمشق، ورُجّح حينها أن يكون الهدف هو الطبطبائي.

غموض وظهور شبه معدوم

لأعوام طويلة بقي الطبطبائي شخصية ظلّ داخل حزب الله، وكان ظهوره الإعلامي شبه معدوم، والصورة الأولى المنسوبة إليه كانت رسوماً تقريبية نشرتها وزارة الخارجية الأميركية.

 ومع ذلك، تقول تقديرات إسرائيلية إنه أصبح خلال السنوات الأخيرة "القائد العام الفعلي" للقوة العسكرية في حزب الله، خاصة مع تصاعد دوره في إعادة تأهيل البنية العسكرية للحزب إلى جانب القيادي محمد حيدر.