Logo

الأوروبيون يدعون إلى إشراكهم في محادثات أي خطة سلام بشأن أوكرانيا

الرأي الثالث - وكالات

 تطغى آخر تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، في بروكسل ولا سيما بعدما أبلغت واشنطن، بحسب ما أوردته وكالة رويترز، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضرورة قبول إطار عمل صاغته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، يقترح تنازل كييف عن بعض الأراضي والأسلحة.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الخميس، إنّ أي خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تحتاج إلى دعم الأوكرانيين والأوروبيين لكي تنجح. 

وأضافت كالاس، في تصريحات للصحافيين لدى وصولها لحضور اجتماع بروكسل "ما ندعمه دائماً نحن الأوروبيين هو السلام الدائم والعادل، ونرحّب بأي جهود لتحقيق ذلك. وبالطبع، لكي تنجح أي خطة، تحتاج إلى دعم الأوكرانيين والأوروبيين".

ومن المتوقع أن يبدأ الوزراء اجتماعهم بمناقشة مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها حول الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لكييف. 

وتجري جهود في الاتحاد الأوروبي لتوفير دعم مالي طويل الأجل إضافي، بما في ذلك احتمال استخدام الأصول الروسية المجمدة التابعة للدولة لدعم أوكرانيا. 

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول قبيل الاجتماع إنّ أي مبادرات للدخول في مفاوضات بشأن السلام في أوكرانيا مرحّب بها، لكنه أكد ضرورة إشراك كييف وأوروبا فيها. 

وأضاف "لا يمكن مناقشة أي مفاوضات متعلقة بوقف إطلاق النار، بل أي تطور سلمي آخر في أوكرانيا، إلا مع أوكرانيا". وتابع قائلاً "ويجب أن تشارك أوروبا في ذلك".

كذلك انتقد رئيس ديوان المستشارية في برلين، تورستن فراي، خطة السلام بشأن أوكرانيا. وقال فراي في تصريحات لمحطة "آر تي إل/إن تي في": "يبدو أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قد يحقق عبر ذلك أهدافاً حربية لم يتمكن من تحقيقها في ساحة المعركة، وهذا سيكون بالتأكيد نتيجة غير مقبولة".

 وكانت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية قد نقلت عن مصادر مشاركة في عملية المفاوضات أنّ القيادة الأميركية وروسيا ناقشتا خطة سلام تقضي بأن تُخلي أوكرانيا منطقتي دونيتسك ولوغانسك المتنازع عليهما بالكامل، وأن تُخفض عدد قواتها إلى النصف. 

وتشمل الخطة أيضاً مناطق لم تتمكن روسيا من السيطرة عليها عسكرياً حتى الآن، كما تنص على تجميد خط الجبهة في الجنوب إلى حد كبير.
 
وقال مسؤول أميركي إنّ الرئيس دونالد ترامب وافق على خطة السلام بين روسيا وأوكرانيا التي جرى تطويرها خلال الأسابيع الماضية. 

ونقلت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية عن المسؤول قوله إن الخطة أعدها بشكل غير معلن عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، بالتشاور مع المبعوث الروسي كيريل دميترييف ومسؤولين أوكرانيين،

 مشيراً إلى أنّ نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوثين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف شاركوا في صياغتها. وأوضح أن الخطة تركز على توفير ضمانات أمنية للطرفين بما يمهد للوصول إلى سلام دائم.
 
من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنّ عدداً من العناصر الأساسية في خطة إنهاء الحرب بأوكرانيا ما تزال قيد التعديل، وأن الكشف عنها أثار مفاجأة لدى مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين. 

وفي العواصم الأوروبية، لم تكن هناك معلومات تُذكر عن هذه الخطة. 

وقالت مصادر من الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنّ هناك بالفعل محادثات بين الولايات المتحدة والطرفين المتحاربين، لكن لم يتم الاطلاع بعد على الخطة الجديدة. 

وأكد فراي أيضاً أنه شخصياً ليس لديه علم بهذه الخطة. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن بوتين هو من يقف في طريق السلام في أوكرانيا. 

وأضاف في تصريحات للصحافيين لدى وصوله إلى بروكسل أن "الأوكرانيين... لا يريدون أي شكل من أشكال الاستسلام".

في المقابل، أعرب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، اليوم الخميس، عن معارضته لخطة السلام الجديدة بشأن أوكرانيا. 

وقبل لقائه مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي في بروكسل، انتقد سيكورسكي الخطة، قائلاً إنه "يجب عدم إضعاف قدرة الضحية على الدفاع عن نفسها، ولكن قدرة المعتدي على الهجوم". 

وأوضح أنه على الرغم من أن بولندا "تؤيد أي جهود لإنهاء القتال في أوكرانيا، فإن الأمن الأوروبي يعتمد بقوة على نتائج أي اتفاق سلام". وأضاف أنه لذلك تطالب وارسو بمشاركة أوروبية في عملية السلام.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن على الاتحاد الأوروبي أن يوقف إرسال الأموال إلى الحكومة الأوكرانية بعد ما تردد عن وجود فساد. 

وأضاف لصحافيين في بروكسل: "هناك مافيا حرب.. منظومة فاسدة تعمل في أوكرانيا.. وفي ظل وجود ذلك، تريد رئيسة المفوضية الأوروبية إرسال 100 مليار أخرى إلى أوكرانيا بدلاً من وقف المدفوعات والمطالبة بتصفية جميع المسائل المالية فوراً.. هذا جنون".
 
وأقال البرلمان الأوكراني أمس الأربعاء وزيرين أوكرانيين على خلفية تحقيق فساد كبير مع الدعوة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الشاملة لاستعادة الثقة في قيادة البلاد. 

وقال سيارتو إن المجر ستدعم مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام.

روسيا تدعو لإنهاء الأسباب الجذرية للصراع مع أوكرانيا

من جانبه، قال الكرملين اليوم إن أي خطة لإحلال السلام في أوكرانيا "يجب أن تقضي على الأسباب الجذرية للصراع". 

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه على الرغم من وجود اتصالات مع الولايات المتحدة، "لا توجد حالياً مفاوضات معها بشأن خطة كهذه". 

وأحجم بيسكوف عن التعليق على ما إذا كان بوتين اطلع على تفاصيل خطة السلام في أوكرانيا التي وردت تقارير بشأنها.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)