الرئيس عون: نجدد تأكيد انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي
الرأي الثالث - وكالات
جدد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون التأكيد على انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي، مشدداً على أن الدولة التي تُحاسب مسؤوليها وتحمي مواردها هي الدولة القادرة على حماية المستثمر والمواطن معاً.
وأتت مواقف عون خلال حضوره، قبل ظهر الثلاثاء، افتتاح مؤتمر «بيروت واحد»، بمشاركة وحضور عدد من الوزراء والنواب والسفراء ورؤساء الهيئات الاقتصادية والنقابية وكبار المستثمرين ورواد من مختلف القطاعات؛ للمساهمة في رسم مستقبل لبنان وبناء مرحلة جديدة من النهوض والتنمية، وذلك في واجهة بيروت البحرية.
وأشار عون إلى أن «لبنان يجب أن يستعيد دوره الطبيعي لاعباً اقتصادياً وثقافياً في المنطقة، وجسراً بين الشرق والغرب، ومنصةً للتعامل والتعاون بين الشركات والمستثمرين والمؤسسات الإنمائية»،
مؤكداً أن «انفتاح لبنان ليس شعاراً، بل هو توجه فعلي نحو شراكات جديدة، نحو الأسواق المحيطة، ونحو تعزيز مكانته في خارطة الأعمال الإقليمية والدولية».
ورحّب الرئيس اللبناني في كلمته بالوفود المشاركة بالمؤتمر، معتبراً وجودهم في هذا الحدث «موضع تقديرٍ كبيرٍ من كل لبناني»،
مقدراً بشكل خاص مشاركة «الأشقاء السعوديين، المشاركين للمرة الأولى في مناسبة لبنانية على هذا المستوى، منذ مدة كانت كافية لتشتاق بيروت إليهم، ويشتاقون إليها».
كما رحّب بـ«الوافد الدبلوماسي الجديد، السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى»، وخاطبه قائلاً: «إن اختيارَك في هذا المركز، ووجودَك معنا اليوم، هما لفتة معبّرة جداً من الرئيس دونالد ترمب حيال لبنان. ونحن نقدّرُ ذلك ونثمّنه. ونجدد شكرنا لإدارته على كل الدعم. ونتطلع إلى مزيد من التعاون على كافة المستويات».
الإصلاحات ليست سهلة
وتحدث عون عن الإصلاحات التي أنجزت منذ بداية عهده وما يتم العمل عليه، قائلاً: «لقد بدأنا بالفعل مسار إصلاحات حقيقية.
أقررنا قوانين أساسية تعزّز الشفافية والمساءلة، وأطلقنا خطوات جدّية لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس صلبة، تتقدم فيها الكفاءة على المحسوبيات، ويعلو فيها القانون على الاستنساب. نعمل على تفعيل هيئات الرقابة والمحاسبة؛
لأن الدولة التي تُحاسب مسؤوليها وتحمي مواردها هي الدولة القادرة على حماية المستثمر والمواطن معاً».
وأضاف عون: «أود هنا أن أكون واضحاً وصريحاً: الإصلاحات التي نقوم بها ليست سهلة، وتواجه مقاومة داخل النظام نفسه، لأن التغيير الحقيقي يَمسّ مصالح مترسخة. لكنّنا مستمرون»
مضيفاً: «الرؤية التي نحملها اليوم واضحة: النمو الحقيقي لا يصنعه القطاع العام وحده، ولا القطاع الخاص وحده، بل الشراكة بينهما.
دور الدولة أن تُمكّن، أن تضع الإطار، أن تضمن النزاهة والمنافسة، وأن تفسح المجال للقطاع الخاص كي يقود التنفيذ، وكي يعيد خلق فرص العمل، ويدفع بالابتكار، ويعيد الحركية للاقتصاد».
وتابع عون: «في موازاة ذلك، عملنا ويستمر عملنا على تثبيت الأمن الداخلي. فالمستثمر الذي يأتي إلى لبنان يجب أن يكون مطمئناً أن حمايته ليست خاضعة لمزاج السياسة، بل راسخة بثبات القانون. الأمن الذي نريده ليس أمن تهدئة مؤقتة، بل أمن استقرار مستدام».
ووجه عون نداءً «إلى كل صديق للبنان، إلى كل مستثمر، إلى كل شريك محتمل»، قائلاً: «لبنان لا يطلب تعاطفاً، بل ثقة. لا ينتظر صدقة، بل يقدّم فرصة. وجودكم هنا اليوم هو استثمار في الاستقرار، في الطاقات الشابة، في مستقبلٍ سيكون أفضل إذا سرنا فيه معاً».