Logo

بن سلمان في البيت الأبيض اليوم: اتفاقات دفاعية وبحث ملفات المنطقة

الرأي الثالث - وكالات

 يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى واشنطن، اليوم الثلاثاء، هي الأولى له إلى الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقات اقتصادية ودفاعية، إضافة إلى بحث ملفات المنطقة . 

وتكتسب الزيارة أهميتها لكونها تأتي بعد محادثات دفاعية بين البلدين، أعقبت مباحثات أجراها وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان قبل أقل من أسبوع في واشنطن مع مسؤولين أميركيين.

وكان بن سلمان قد زار الولايات المتحدة آخر مرة في مارس/ آذار 2018، والتقى حينها ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017–2021).

 ووفق وكالة بلومبيرغ، يُنتظر أن يحظى ولي العهد باستقبال رسمي واسع. 

وأشارت صحيفة عكاظ السعودية إلى أن اتصالات مكثفة سبقت الزيارة لإتمام الصيغ النهائية للاتفاقات المرتقبة، خصوصاً اتفاق دفاع مشترك، وآخر يتعلق بدعم البرنامج النووي السعودي السلمي.

 كما يُنتظر توقيع صفقة لبيع المملكة 48 مقاتلة "إف-35"، إلى جانب مناقشة التطورات في قطاع غزة ضمن خطة ترامب لوقف الحرب الدائرة هناك. 

وعشية الزيارة، أعلن ترامب أنه يعتزم الموافقة على بيع مقاتلات إف 35 الشبح للسعودية. 

وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض أمس الاثنين: "سنقوم بذلك، سنبيع مقاتلات إف 35. لقد كانوا (السعوديون) حليفاً عظيماً".

وستكون هذه أول مرة تبيع فيها الولايات المتحدة هذه المقاتلات للسعودية، ما يمثل تحولاً كبيراً في السياسة الأميركية. 

وقد يغير هذا الاتفاق التوازن العسكري في المنطقة، ويختبر المعنى الذي تقصده واشنطن من الحفاظ على ما سمّته "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك حتى الآن مقاتلات إف-35. 

وبخلاف المعدات العسكرية، يسعى ولي العهد السعودي إلى الحصول على ضمانات أمنية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإحراز تقدم في اتفاق على برنامج نووي مدني.

وذكرت "عكاظ" أن بن سلمان سيشارك، غداً الأربعاء، في مؤتمر الاستثمار السعودي-الأميركي في واشنطن.

 وفي السياق ذاته، قالت وكالة أسوشييتد برس إن استقبالاً رسمياً سيُنظم لولي العهد في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، يعقبه اجتماع في المكتب البيضاوي، ثم جلسة توقيع اتفاقات، على أن يقيم ترامب مأدبة غداء رسمية تكريماً له.

وتأتي الزيارة بعد نحو ستة أشهر من زيارة ترامب للمملكة في مايو/ أيار الماضي، والتي أعلنت خلالها السعودية عزمها على ضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال أربع سنوات. 

وكان الطرفان قد وقّعا حينها "وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية"، و12 اتفاقاً ثنائياً في عدة قطاعات، أبرزها الطاقة والدفاع.

 ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إنه من المتوقع إبرام اتفاقات أميركية سعودية في قطاعات التكنولوجيا، والصناعات التحويلية، والدفاع، وغيرها.

 وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"رويترز"، أمس الاثنين: "سينفق السعوديون أموالاً كثيرة غداً على الولايات المتحدة".
 
وفي السياق، أكد المفاوض الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، والذي يعمل حالياً في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دينيس روس، أن ترامب يتطلع لتطوير علاقة متعددة الجوانب، بما يُبقي السعودية بعيدة عن فلك الصين.

 وأضاف روس "يؤمن الرئيس ترامب بأن كل هذه الخطوات تزيد ارتباط السعوديين بنا في مجموعة من القضايا، بدءاً من الأمن، ووصولاً إلى العلاقة بين التمويل والذكاء الاصطناعي والطاقة. إنه يسعى إلى أن يكونوا مرتبطين بنا في هذه القضايا وليس بالصين".

 وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض "من المهم للغاية بالنسبة له أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات أبراهام خلال فترة ولايته، ولذلك يكثف الضغط في هذا الاتجاه". 

وذكر جوناثان بانيكوف، النائب السابق لمدير المخابرات الوطنية لشؤون الشرق الأوسط، من جهته، أنه بينما سيحث ترامب بن سلمان على المضي نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإن عدم إحراز تقدم في هذا الشأن من غير المرجح أن يعيق التوصل إلى اتفاقية أمنية أميركية سعودية جديدة.

وقال بانيكوف، الذي يعمل حالياً في مركز أبحاث المجلس الأطلسي في واشنطن: "رغبة ترامب في الاستثمار في الولايات المتحدة، والذي تعهد به ولي العهد سابقاً، يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق لتوسيع العلاقات الدفاعية حتى مع إصرار الرئيس على المضي نحو التطبيع الإسرائيلي السعودي".

وفي إطار تغطية للزيارة، تحدّث خبراء من البلدَين ومسؤولون سابقون عن أهمية تعميق العلاقات بين البلدَين وعن النقاشات المزمع طرحها بخصوص فرص الحلول السياسية لقضايا المنطقة ورفع التعاون الاقتصادي.

وتقول مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابقة لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، إن العلاقات بين البلدَين «حاسمة للغاية في رسم جهد مشترك لتحقيق الاستقرار، ومن ثم مساعدة المنطقة على الانطلاق بالطريقة الممكنة»،

 فيما قال السفير الأميركي السابق لدى السعودية، مايكل راتني، إن «التحول الذي شهدته السعودية تقدم بسرعة كبيرة، وطبيعة المجتمع والاقتصاد تغيّرت بشكل لافت، وبدأ الأميركيون تدريجياً، وربما ببطء، ملاحظة هذه التغييرات».