Logo

"الموج الأحمر 8"... مناورات بحرية واسعة لتأمين الممرات الاستراتيجية

الرأي الثالث - وكالات

 أعلن المتحدث العسكري المصري، اليوم الثلاثاء، عن انطلاق فعاليات التدريب البحري المشترك "الموج الأحمر 8"، والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية ويستمر لعدة أيام، 

بمشاركة عناصر من القوات البحرية لكل من مصر والسعودية والأردن والسودان واليمن وجيبوتي، الدول المطلة على البحر الأحمر، "في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة المصرية مع نظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة"، وفق ما جاء في بيان له.

وأوضح بيان المتحدث المصري أن التدريب يتضمن محاضرات نظرية وتدريبات عملية مكثفة لتوحيد مفاهيم العمل المشترك، والتخطيط لإدارة أعمال بحرية متعددة الأطراف، والتدريب على مواجهة التهديدات البحرية غير النمطية، بما يسهم في صقل مهارات القوات المشاركة وتبادل الخبرات وتعزيز القدرة على تنفيذ عمليات مشتركة لحماية الأمن البحري في المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع السعودية، قد أعلنت في بيان لها، أول أمس الأحد، عن انطلاق التمرين في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي، بمشاركة القوات البرية والجوية السعودية ووحدات من حرس الحدود، إلى جانب مراقبين من باكستان وموريتانيا. 

وأكد قائد الأسطول الغربي اللواء البحري الركن منصور بن سعود الجعيد أن التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي والتكامل الأمني بين الدول المشاركة، وتوحيد الجهود لحماية الممرات البحرية الاستراتيجية وخطوط الإمداد العالمية، بما يسهم في ضمان أمن الطاقة والتجارة الدولية.

وأوضح أن "الموج الأحمر 8" يشمل عمليات بحرية متقدمة في الحروب السطحية وتحت السطحية والجوية، والحرب الإلكترونية، ومكافحة التهريب والإرهاب والقرصنة، والتصدي للزوارق السريعة، وحماية خطوط الملاحة.
 
كما أشار مدير التمرين العميد البحري الركن عبد الله بن العنزي إلى أن النسخة الحالية من التمرين تمثل "تطوراً نوعياً" في أساليب التخطيط والتنفيذ العملياتي منذ انطلاق تدريبات "الموج الأحمر" عام 2019، 

إذ توظف أحدث الأنظمة والمنصات القتالية وتنفذ رمايات حية وفرضيات ميدانية تشمل القتال في المناطق المبنية، وعمليات الإغارة والكمائن، ومكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن.

ويأتي انطلاق "الموج الأحمر 8" بعد أسابيع من زيارة الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، إلى المملكة العربية السعودية، التي شهدت انعقاد الاجتماع الحادي عشر للجنة التعاون العسكري المصري السعودي، والتوافق على تعزيز التنسيق الدفاعي وتطوير القدرات البحرية المشتركة. 

كما تزامنت المناورات مع اتفاق التعاون البحري الذي وُقع بين القاهرة والرياض مطلع سبتمبر/ أيلول 2025 لدعم الأمن البحري وتبادل الخبرات في منطقة البحر الأحمر.

ويرى خبراء استراتيجيون أن هذه المناورات تمثل تجسيداً عملياً لاتفاق التعاون البحري بين مصر والسعودية، وتمهيداً لتوسيع التحالفات العربية في البحر الأحمر لمواجهة التهديدات الإقليمية، خصوصاً الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي على السفن التجارية.

 ويؤكد هؤلاء أن القاهرة والرياض تسعيان إلى بناء منظومة دفاعية عربية مستقلة عن التحالفات الدولية، تركز على تأمين الممرات الملاحية الحيوية ومراقبة تدفقات السلاح إلى مناطق النزاع في اليمن والسودان.

وتشير التقديرات إلى أن هذا التعاون العسكري المتصاعد يعكس حرص البلدين على صياغة مقاربة إقليمية جديدة للأمن في البحر الأحمر، تستند إلى العمل العربي المشترك والتكامل البحري، في مواجهة تحولات إقليمية متسارعة تهدد استقرار أحد أهم الممرات البحرية في العالم.