لبنان: إسرائيل تمعن في خروقها على وقع غياب مؤشرات قريبة للحلّ
الرأي الثالث - وكالات
تواصل إسرائيل الإمعان في خروقها لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، بحيث نفذ جيش الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء تفجيرين كبيرين في منطقة الخانوق في بلدة عيترون، فيما ألقت محلّقة إسرائيلية قنبلة على بلدة الضهيرة، جنوبي البلاد.
وعمد جيش الاحتلال إلى بناء جدار إسمنتي عند الحدود مع فلسطين المحتلة خلف الخط الأزرق، بين مستوطنة أفيفيم ونقطة جلّ الدير، مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون، كما حلق طيران الاحتلال الإسرائيلي على علو منخفض فوق عدد من القرى جنوبي لبنان،
في حين ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله، أن محلقة إسرائيلية ألقت قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في بلدة الطيبة جنوبي البلاد.
ويأتي ذلك في وقت صعّدت إسرائيل، أمس الاثنين، عملياتها جنوباً وبقاعاً، وقد أسفرت اعتداءاتها عن سقوط شهيد إلى جانب ثلاثة جرحى.
ودانت بلدية عيترون الاعتداء الإسرائيلي على مجموعة من منازل المواطنين في الطرف الجنوبي من البلدة، معتبرة أنه اعتداء صارخ على أمن وسلامة الأهالي وممتلكاتهم، مُدينة أيضاً كل أشكال الاختراقات والتعديات التي تحصل من حين إلى آخر، والتي تستهدف أمن البلدة وأهلها الآمنين.
ودعت البلدية الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية المختصة إلى اتخاذ المواقف والإجراءات الحاسمة والرادعة، الكفيلة بحماية المواطنين وضمان استقرار حياتهم اليومية وصون كرامتهم.
وتأتي هذه الخروق في وقتٍ لا تزال الأجواء السياسية والدبلوماسية بعيدة من أي حلّ قريب، رغم الحراك المصري والأميركي بالدرجة الأولى، خصوصاً في ظلّ تمسّك إسرائيل بمواصلة اعتداءاتها بزعم منع حزب الله من إعادة بناء قوته،
علماً بأن الأنظار تبقى شاخصة إلى ما بعد نهاية العام الجاري، باعتبار أنها المهلة التي أعطاها الجيش اللبناني لأن يكون جنوب الليطاني خالياً تماماً من أي سلاح.
ولا يزال الجيش اللبناني، بحسب ما تؤكده مصادره ، متمسّكاً بتنفيذ خطته لحصر السلاح، أولاً في جنوب الليطاني بحلول نهاية العام،
لكنه يشدد على أنّ العراقيل التي تحول دون إتمام المهمة بالكامل واستكمال انتشاره جنوباً، ترتبط باستمرار احتلال إسرائيل لأجزاء لبنانية كما ومواصلة اعتداءاتها، ومن هنا تأتي ضرورة انسحابها ووقف خروقها حتى يتمكن الجيش من إنجاز خطته.
وتلفت المصادر إلى أن "الجيش أحرز تقدماً كبيراً وهو ما عرضه في تقريره الثاني أمام مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، سواء على صعيد إقفال الأنفاق ومصادرة الذخائر والأسلحة وتفكيك منصّات الصواريخ وغيرها من المهام،
وتكثيف انتشاره على الأرض وإقامة الحواجز، وهو ماضٍ بذلك، لكن على إسرائيل أن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار كما يفعل لبنان"،
مشيرة إلى أن "الجيش يقوم بمهامه في إطار تطبيق الاتفاق والقرار 1701 منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ولم يسجّل أي إشكال، وهو حريص كل الحرص على الاستقرار والسلم الأهلي، وحريص على تنفيذ خطته بشكل دقيق ومدروس،
من هنا لا يمكن أن يفرَض عليه أي شيء يمكنه أن يزعزع الأمن الداخلي أو يجعله في مواجهة مباشرة مع أبناء وسكان القرى الجنوبية".
عون يواصل لقاءاته الرسمية في بلغاريا
على الصعيد السياسي، واصل الرئيس جوزاف عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف.
وخلال لقائه رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف، تطرق عون إلى استمرار إسرائيل في انتهاك الاتفاق الذي أعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الأعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وإبقاء احتلالها لأراضٍ لبنانية وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين.
وقال إن لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على إسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نتيجة إيجابية.
وشرح عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض الواقع الأمني في البلاد وهو أفضل مما كان عليه في السابق.
وجرى خلال اللقاء، التداول في سبل تطوير العلاقات بين الجانبين اللبناني والبلغاري، فأكد رئيس الحكومة رغبة بلاده في العمل على إقامة أفضل العلاقات بين لبنان وبلغاريا،
مقترحاً تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة، ولجان أخرى تُعنى بالنقل والتربية والثقافة والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى عقد لقاءات مع رجال الأعمال بين البلدين.
كذلك، عقد عون لقاء مع رئيسة المجلس النيابي رايا نازاريان، التي أكدت تأييد مجلس النواب البلغاري للجهود التي يبذلها من أجل إعادة الاستقرار إلى لبنان والإسهام في إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط،
لافتة إلى أن بلغاريا سوف تظل تسهم، من خلال عضويتها بالاتحاد الأوروبي، في دعم السلطات اللبنانية والشراكة معها في مجالات عدة، لا سيما مجالات التكنولوجيا والابتكارات والذكاء الاصطناعي.
وجرى خلال اللقاء، التداول في الأوضاع العامة في لبنان وسورية والمنطقة، وأشارت رئيسة المجلس إلى دعمها لإعادة الخط الجوي بين بيروت وصوفيا، معربة عن ترحيبها بالتعاون في مجال التحقيق مع مالك السفينة التي نقلت حمولة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت والتي سببت الانفجار في 4 أغسطس/آب 2020،
وقالت إنه في إمكان السلطات القضائية اللبنانية الاشتراك افتراضياً في التحقيق الجاري للحصول على المعلومات التي ترغب بها، وصولاً إلى معرفة الحقيقة كاملة، وستتم تلبية طلبات القضاء اللبناني في هذا الصدد.
وشكر عون رئيسة المجلس على ما أبدته حيال قضية مالك الباخرة إيغور غريتشوشكين،
مشيراً إلى أن القضاء اللبناني راغب في استجوابه في محاولة لإجلاء الحقيقة حول هذه الجريمة التي هزت لبنان والعالم، وذلك بهدف معرفة المزيد من التفاصيل التي من شأنها أن توضح ملابسات نقل حمولة الباخرة إلى بيروت، وسبب بقائها في المرفأ.