إسرائيل تواصل اعتداءاتها في لبنان مع استمرار للتصعيد منذ أكثر من أسبوع
الرأي الثالث - وكالات
استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، سيارة على الأوتوستراد الساحلي قرب بلدة البيسارية في قضاء صيدا ـ جنوبي لبنان، ما أسفر عن استشهاد مواطن.
كما فجّر جيش الاحتلال مباني في الحي الشرقي لبلدة حولا، جنوبي البلاد، وذلك في استمرار للتصعيد الإسرائيلي المتمادي منذ أكثر من أسبوع.
في غضون ذلك، غادر رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، صباح اليوم الاثنين، بيروت متوجهاً إلى صوفيا برفقة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس البلغاري رومين راديف.
وأفادت الرئاسة اللبنانية في بيانٍ بأن عون سيجري خلال زيارته، التي تستمر يومين، محادثات مع نظيره البلغاري تتناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة،
وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين البلغاريين، في مقدّمهم رئيس مجلس الوزراء روزين جيليازكوف، ورئيسة مجلس النواب رايا نازاريان.
مخاوف من توسع العدوان على لبنان
وأشارت مصادر رسمية لبنانية، إلى أن "عون سيحمل معه خلال الزيارة مطلبه بضرورة ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، وهو ما شدّد عليه أمس الأحد خلال لقائه الوفد الأميركي المشترك من البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي، برئاسة نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا".
ولفتت المصادر إلى أن "الاتصالات الدولية والعربية لا تزال مستمرة للمطالبة بالضغط من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع انزلاق الوضع إلى حرب، وهناك آمال معقودة على نجاح الحراك، خصوصاً أن هناك تأكيدات بمساع جدية لإيجاد حل بعيداً من الخيار العسكري، لكن المخاوف تبقى قائمة، والاحتمالات كلها لا تزال على الطاولة، ولا سيما أن لا ضمانات أعطِيت للبنان حتى الساعة بأن إسرائيل ستوقف اعتداءاتها".
وشدّدت المصادر على أن "لبنان متمسك بخيار التفاوض، فهو الحل الوحيد والذي أثبت أيضاً جدواه، لكن لا يمكن السير بهذا المسار في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ولا يمكن استكمال انتشار الجيش جنوباً وتنفيذ خطته لحصر السلاح بالكامل في ظل استمرار الخروقات وبقاء إسرائيل في النقاط التي تحتلها، وهو موقف يحظى بتأييد خارجي كبير، عربي ودولي، وهو ما نعوّل عليه أيضاً من أجل إمكانية نجاح المساعي الخارجية".
وأشارت المصادر إلى أن "الوفد الأميركي لم يحمل أمس تهديدات إلى المسؤولين اللبنانيين، لكنه شدد على ضرورة الإسراع في إيجاد الحل الأمني، وضرورة الإسراع أيضاً في القيام بالإصلاحات المطلوبة لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.
كما أكد مواصلة الحراك ضد أنشطة حزب الله المالية، في حين توقف عون أمامه عند العديد من الإصلاحات التي نفّذت خلال فترة قصيرة، وتلك التي يسعى لتنفيذها، كما أكد على مضي الدولة بحصرية السلاح، وعلى الدور الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في هذا الإطار".
أكدت المصادر نفسها أن "الحراك المصري لا يزال قائماً، والتواصل لم يتوقف، وهناك تعويل عليه وعلى الحراك الدولي، والدور الذي يمكن أن تلعبه أميركا وفرنسا أيضاً من أجل الحل،
ولبنان أكد للجانب المصري أن هناك اتفاقاً قائماً مع إسرائيل عليها أن تطبقه وتوقف خروقاتها له
كما طبقه لبنان منذ دخوله حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ويجب الضغط على إسرائيل بهذا الإطار، كما أنه يقف إلى جانب التفاوض لإنهاء الاحتلال عند وقف الاعتداءات".
وأبلغ عون الوفد الأميركي المشترك أمس الأحد بأن "لبنان يطبق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها"،
وأشار إلى أنه "يندرج في إطار هذه الإجراءات إقرار مجلس النواب قانون تعديل قانون السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن".
وأكد عون للوفد الأميركي أن "الحكومة في صدد إنجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية الذي من شأنه أيضاً أن يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد"،
لافتاً إلى أنه "في موازاة الإجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الأمنية على ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي إحباط أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة".
من جهته، أكد الوفد الأميركي استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملاً.
وقبيل هذه الزيارة، فرضت الخزانة الأميركية، الخميس الماضي، عقوبات على عدد من عملاء حزب الله الماليين، وذلك في محاولة لقطع طريق التمويل عنه ومنعه من إعادة بنيته التحتية وقواه العسكرية، رافعة الصوت بأن فرصة لبنان ليكون آمناً ومزدهراً لن تكون إلا بنزع سلاح حزب الله بالكامل.
حزب الله "لن يخضع"
وضمن مواقف حزب الله اليوم الاثنين، قال النائب عن كتلة كتلة حزب الله النيابية ، حسين جشي إن "اتساع دائرة العدوان الصهيوني واستهدافه للمقاومين والمدنيين والمهندسين الذين يقومون بأعمال مسح الأضرار، وصولاً إلى استهداف مبنى بلدية بليدا، وهي مؤسسة رسمية، وحتى المواقع القريبة من ثكنة الجيش اللبناني في كفردونين،
كلّها شواهد واضحة على أن العدو لا يفرّق بين مدني وعسكري، وأنه يستهدف كل لبنان ومؤسساته الرسمية في إطار سياسة تدمير شامل، تهدف إلى منع الحياة الطبيعية في القرى والبلدات المحاذية لفلسطين المحتلة".
وأشار جشي خلال مناسبة لحزب الله في كفررمان، مساء أمس الأحد، إلى أن "العدو يريد من خلال هذه الاعتداءات جرّ لبنان إلى مفاوضات جديدة تبدأ بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، بما يتيح له التنصّل من جرائمه خلال العام الماضي، وصولاً إلى إخضاع لبنان لشروطه الأمنية والسياسية، وفتح الطريق أمام تنفيذ المشروع الأميركي - الإسرائيلي الهادف إلى السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها".
وأكد جشي أن " حزب الله لن تخضع للتهديدات الأميركية أو الإسرائيلية"، مشيراً إلى أننا "لسنا بوارد الخوف من الأميركي وأتباعه في المنطقة، وسنبقى أوفياء للشهداء والقادة الشهداء، نسير على نهجهم وهديهم في مواجهة مشاريع المستكبرين، وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل وسنبقى مرفوعي الرؤوس، ولن ننحني للطغاة".