Logo

الاحتلال الإسرائيلي يشن عدواناً على لبنان

الرأي الثالث - وكالات

شهد الجنوب اللبناني، أمس (الخميس)، واحداً من أكثر أيامه سخونة منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات متزامنة.
 
وطالت الغارات الإسرائيلية بلدات طيردبا والطيبة وعيتا الجبل وزوطر الشرقية وكفردونين.
 
وفي وقت سابق ، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذاراً بالإخلاء لسكان مبانٍ في بلدتي الطيبة وطيردبا، وسكان مبنى في قرية عيتا الجبل جنوبي لبنان. 

كما تحدثت وسائل إعلام تابعة لحزب الله عن تمشيط كثيف بالأسلحة الرشاشة من قبل الاحتلال الإسرائيلي باتجاه وادي هونين لجهة بلدة مركبا. 

يأتي ذلك بعدما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق(الخميس) ، باستشهاد لبناني وإصابة ثمانية آخرين في حصيلة أولية لغارات إسرائيلية على بلدة طورا في قضاء صور، جنوبي لبنان. 

وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، غارات على منطقة الشرافيات عند أطراف العباسية في قضاء صور، جنوبي لبنان. 

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بأنّ سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان عقب الهجوم. 

عون: ما قامت به إسرائيل جريمة سياسية نكراء

وأدان الرئيس اللبناني جوزاف عون الهجمات الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان، معتبراً أنها "تشكل جريمة مكتملة الأركان، ليس فقط وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين وترويعهم وإجبارهم على النزوح من ديارهم، بل أيضاً جريمة سياسية نكراء". 

وقال عون في تصريح من قصر بعبدا: "كلما عبّر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، أمعنت الأخيرة في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتمادت في خرق التزاماتها بمقتضى تفاهم وقف الأعمال العدائية".

وأضاف: "مرّ قرابة عام منذ دخول وقف إطلاق النار حيز النفاذ، وخلال تلك الفترة لم تدخر إسرائيل جهداً لإظهار رفضها لأي تسوية تفاوضية بين البلدين"،

 مؤكداً أن "الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها وصلت بوضوح إلى لبنان والمجتمع الدولي، ومفادها أنها لا تريد سلاماً بل استمراراً للعدوان والتصعيد".

بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه شنّ هجوماً في منطقة صور في لبنان، بزعم استهداف عناصر من حزب الله عملوا داخل بنية تحتية عسكرية، تابعة لوحدة البناء في الحزب. 

وبحسب مزاعم الجيش التي أوردها في بيان، "استُخدمت البنية التحتية لإنتاج معدات لصالح إعادة تأهيل بنى تحتية" عسكرية، "تم استهدافها وتدميرها خلال الحرب". 

واعتبر الجيش ذلك "خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، متوعّداً بأنه "سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على الأراضي الإسرائيلية".
 
وتستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي لاحتمال شن عدوان جديد واسع على لبنان، بحجة سلاح حزب الله، فيما نقلت القناة 12 العبرية الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين، أن الخطط لذلك جاهزة. 

وكانت القناة نفسها قد ذكرت، الليلة الماضية، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال القيام بعملية عسكرية قريبة في لبنان تهدف إلى إضعاف تنظيم حزب الله ودفعه، هو والحكومة اللبنانية، إلى توقيع اتفاق مستقر مع إسرائيل. 

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، لم تسمّهم، قبل انعقاد المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في السادسة من مساء اليوم: "هناك بالفعل خطط جاهزة".
 
يأتي ذلك على وقع تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية على الأراضي اللبنانية، وتغييرها بعض المعادلات، خصوصاً منها تنفيذ غاراتها في أماكن سكنية ومكتظة بالسكان وقريبة من المدارس والمؤسسات والمحال التجارية، 

وقد أسفرت الاعتداءات التي طاولت البقاع والجنوب، في أقلّ من أسبوعين، عن استشهاد نحو 25 شخصاً وأكثر من عشرين جريحاً. 

وأفاد مصدر في حزب الله الخميس، بأنّ عدد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 تجاوز 6 آلاف خرق، وأسفر عن استشهاد أكثر من 320 شخصاً وجرح ما يزيد عن 630 آخرين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضباطٍ كبار قولهم إنّه «لا يوجد أي قرار بتوسيع العمليات أو التصعيد الشامل في لبنان»، موضحةً أن ما يجري «استمرار لسياسة منع (حزب الله) من إعادة بناء قدراته».

الجيش اللبناني: الغارات الإسرائيلية تهدف لضرب استقرار لبنان

قال الجيش اللبناني في بيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق موجة واسعة من الاعتداءات في الجنوب، وأن الغارات استهدفت عدة مناطق وبلدات. 

وأضاف أن "هذه الاعتداءات المدانة هي استمرار لنهج العدو التدميري الذي يهدف إلى ضرب استقرار لبنان وتوسيع الدمار في الجنوب، وإدامة الحرب وإبقاء التهديد قائمًا ضد اللبنانيين، 

إضافة إلى منع استكمال انتشار الجيش تنفيذًا لاتفاق وقف الأعمال العدائية". 

وأكد: "على صعيد متصل، تؤكد القيادة أن الجيش يتابع التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وأن الشراكة بين الجانبين تبقى على درجة عالية من الثقة والتعاون".

اليونيفيل: الغارات الإسرائيلية انتهاك واضح للقرار 1701

بدورها، قالت "اليونيفيل" في بيان، إن قوات حفظ السلام رصدت عدة غارات جوية إسرائيلية في طيردبا والطيبة وعيتا الجبل، ضمن منطقة عملياتها في جنوب لبنان. 

وأضافت: "تُشكّل هذه الغارات الجوية انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتأتي في الوقت الذي تُنفذ فيه القوات المسلحة اللبنانية عمليات للسيطرة على الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها في منطقة جنوب الليطاني. إن أي عمل عسكري، وخاصةً على هذا النطاق المدمّر، يُهدد سلامة المدنيين ويقوّض التقدّم المحرز نحو حلّ سياسي ودبلوماسي".

وتابعت: "تواصل قوات حفظ السلام دعم كلٍّ من لبنان وإسرائيل في تنفيذهما للقرار 1701، وهي موجودة على الأرض إلى جانب الجنود اللبنانيين، وتعمل على استعادة الاستقرار". 

ودعت إسرائيل إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701، كما حثّت الجهات الفاعلة اللبنانية على الامتناع عن أي ردٍّ من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع، 

مضيفة: "يجب على كلٍّ من لبنان وإسرائيل التقيّد بالتزاماتهما بموجب القرار 1701، وكذلك الالتزام بالتفاهم الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني، لتجنّب تعريض التقدّم الذي تحقق بشق الأنفس للخطر".

ودعت قوة حفظ السلام الأممية إسرائيل إلى «الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701»، كما حثت الأطراف اللبنانية على «الامتناع عن أي رد من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع»، 

مشددة على ضرورة التزام الطرفين بالقرار الأممي وباتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل عام «لتجنب تقويض التقدم المحقق بشق الأنفس».