Logo

مقتل قيادي في تنظيم القاعدة في اليمن بغارة أميركية في مأرب

الرأي الثالث - متابعات

قُتِل قيادي كبير في تنظيم «القاعدة» في اليمن، بغارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، استهدفت موقعاً تابعاً للتنظيم في محافظة مأرب، شرق البلاد، وفقاً لما أعلنه مصدر أمني محلي، الثلاثاء، بالتزامن مع محاكمة عدد من عناصر التنظيم.

وذكر المصدر أن القيادي المعروف بـ«أبو محمد الصنعاني»، توفي متأثراً بإصابته بعد الغارة الأميركية التي استهدفت منطقة الشبوان في وادي عبيدة شرق مأرب، 

مبيناً أن الصنعاني نُقل إلى مخابئ سرية للتنظيم لتلقي العلاج، إلا أن مساعديه فشلوا في إنقاذ حياته بسبب خطورة إصاباته.

ويعدّ الصنعاني أحد أبرز مسؤولي التنظيم في اليمن، ويصفه الخبراء في التنظيمات المسلحة بأهم القيادات المسؤولة عن التواصل والتنسيق بين التنظيم والجماعة الحوثية، وباستثناء أنه يعاني من إعاقة تسببت له بعرج دائم، لا تتوفر أي معلومات عنه أو صور له أو معلومات دقيقة عن هويته.

ويتوقع أن العرج الذي يعاني منه كان نتيجة إصابة في مواجهات مسلحة.
 
وبيّن المصدر الأمني أن الغارة وقعت بعد أعمال رصد وتتبع دقيقة لتحركات القيادي، الذي نجا من استهداف سابق في محافظة أبين، منوهاً إلى أن الضربة تمت أثناء اجتماع محدود لعناصر التنظيم، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والمصابين.

استهداف متكرر

استهدفت طائرة أميركية من دون طيار، في مايو (أيار) الماضي اجتماعاً لقيادات «القاعدة» في مديرية مودية بمحافظة أبين، ما أدى إلى مقتل خمسة من قادته البارزين.

وتحدثت المصادر الرسمية حينها عن مقتل عدد من القادة البارزين في التنظيم بينهم أبو محمد الصنعاني إلى جانب أبو العطا الصنعاني وحسن الصنعاني، وكان أيضا أبو محمد البيضاني أحد القادة الذين تداولت أوساط يمنية مقتلهم قبل أن يتضح لاحقاً نجاته من ذلك الاستهداف.
 
وتعدّ هذه العملية أحدث سلسلة من الضربات الجوية الأميركية التي تستهدف تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، في إطار جهود مكافحة الإرهاب في اليمن، حيث تصنّف واشنطن هذا التنظيم من أكثر الفروع خطورة على الأمن الإقليمي والدولي.

وتشير عملية استهداف الصنعاني بطائرة أميركية من دون طيار إلى الأهمية التي يحظى بها داخل التنظيم، وحجم الدور الذي يشغله في عملياته الأمنية، إلا أنها تشير في الوقت ذاته إلى أن حجم الاختراق الذي مكّن الجيش الأميركي من استهدافه ليس بالهين، وفقاً لخبراء أمنيين.

وتفيد المعلومات القليلة التي أمكن الحصول عليها عن الصنعاني بأن التنظيم كان يحيطه بقدر كبير من الحماية والسرية، وأنه لم يكن يشارك في الاجتماعات بشكل مباشر، ولا تعرف الوسيلة التي كان يتواصل بها مع باقي القيادات.
 
ومن المرجح، وفقاً لخبراء، أن يكون التنظيم قد لجأ إلى استخدام حسابات وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنقل رسائل ومعلومات مشفرة ومموهة بين قياداته وعناصره، بعد تشديد الرقابة على تحركاتهم وأنشطتهم، وتطور وسائل التجسس التكنولوجية، وسهولة انكشاف شبكات الاتصالات المشفرة التابعة للتنظيمات المسلحة في الآونة الأخيرة.

محاكمة في حضرموت

في غضون ذلك بدأت محكمة الجنايات في حضرموت، الاثنين، محاكمة 57 شخصاً بالانتماء إلى تنظيم «القاعدة»، ووجهت إليهم تهم ارتكاب جرائم تشمل القتل العمد مع سبق الإصرار، واستهداف قوات الأمن، وزرع العبوات الناسفة، واستهداف المنشآت الاقتصادية في محافظتي شبوة وأبين، بهدف زعزعة الأمن والتسبب في انهيار الاقتصاد الوطني.
 
وأفادت مصادر محلية بأن محاكمة المتهمين في تنظيم «القاعدة» تجري غيابياً لـ49 شخصاً، بينما يحاكم 6 منهم حضورياً، وتم عرض تسجيلات فيديو توضح مشاركة بعض المتهمين في هذه العمليات، كما استمعت المحكمة إلى شهادات عدد من الجرحى وأقارب الضحايا.

يذكر أن الاستهداف الأميركي وقع الاثنين الماضي، وتأخر الإعلان عنه من مصادر رسمية حتى التأكد من نجاح العملية.

وتزامن استهداف الصنعاني، وهو أحد مسؤولي التواصل بين التنظيم والجماعة الحوثية، مع صدور تقرير لفريق الخبراء المعني باليمن إلى مجلس الأمن، كشف عن وجود تنسيق بين الحوثيين وبعض الجماعات المسلحة في المنطقة، من بينها «حركة الشباب» الصومالية، وكيانات متورطة في تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية.