الغذاء العالمي يعلق أنشطته بمناطق الحوثيين بعد اختطاف 29 من موظفيه
الرأي الثالث - وكالات
أكد برنامج الغذاء العالمي استمرا تعليق أنشطته للشهر الثاني على التوالي في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد تعرض نحو 30 موظفا للإختطاف بمناطق سيطرة الجماعة.
وقال الغذاء العالمي، في تحديث له عن "الوضع الانساني في اليمن"، إن جماعة الحوثي احتجزت 29 من موظفيه في شمال البلاد، حتى الآن هذا العام.
وأشار التقرير، إلى أن الوصول إلى مقر مكتب برنامج الغذاء العالمي في صنعاء لا يزال غير ممكناً في الوقت الراهن، بعد تعرض المكتب للإقتحام من قبل الحوثيين نهاية أغسطس الماضي.
وبحسب الغذاء العالمي، فإن جميع أنشطته "لا تزال مُعلقة" للشهر الثاني على التوالي، نتيجة استمرار جماعة الحوثي في الاحتجاز التعسفي لعشرات الموظفين العاملين في الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها.
وفي السياق اقتحم مسلحون تابعون لمليشيا الحوثي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) في صنعاء، صباح اليوم الثلاثاء، واحتجزوا ثلاثة من حراس المقر لساعات قبل الإفراج عنهم، وفقًا لمصادر محلية.
وبحسب الصحفي فارس الحميري فإن المسلحين اقتحموا المقر الواقع في شارع حدة، وبقوا داخله لفترة، حيث صادروا أجهزة إلكترونية وأصولاً أخرى قبل مغادرتهم.
وقال الحميري إن الحوثيين غادروا المقر بعد مصادرة عدد من المعدات والأجهزة المهمة.
ويعد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) أحد المكاتب الأممية الرئيسية في اليمن، حيث يتولى تنفيذ مشاريع حيوية تشمل تشغيل المستشفيات وتزويدها بالمعدات والمولدات الكهربائية، ودعم أقسام الطوارئ، بالإضافة إلى صيانة البنية التحتية مثل الطرق والجسور وخزانات المياه.
وخلال الأسابيع الماضية، شنت جماعة الحوثي حملة واسعة استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في الوقت الذي أكدت الأمم المتحدة يوم أمس ارتفاع موظفيها المختطفين لدى جماعة الحوثي إلى 59 موظفا.
وشهد شهر أكتوبر الجاري تصعيداً غير مسبوق ضد عمل المنظمات الأممية في مدينة صنعاء ومدن أخرى واقعة تحت سيطرة الحوثيين شمال وغرب اليمن، إذ شهدت مكاتب الأمم المتحدة سلسلة اقتحامات متكررة اتخذت طابعاً هستيرياً، ما يضع مستقبل استمرار هذه الوكالات الاغاثية في تلك المناطق على المحك.
وتحت ذريعة "ملاحقة خلايا تجسس"، استباح الحوثيون حياة عشرات الموظفين، واستولوا على مكاتب المنظمات، وصادروا أجهزة ومعدات من مقراتها، محوّلين حياة العاملين فيها — خلال نحو ستين يوماً، من أواخر أغسطس حتى السادس والعشرين من أكتوبر — إلى جحيم كما لم يحدث منذ اندلاع الصراع في اليمن قبل أحد عشر عاماً.
وكان عام 2025 الأكثر تصعيداً خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، إذ شهدت المنظمات موجة ممنهجة من عمليات الاختطاف والإحلال نفذها الحوثيون، الذين بدأوا هذه الممارسات في نوفمبر 2021. بلغ عدد المختطفين من العاملين في المنظمات الأممية حتى نهاية العام الماضي 17 شخصاً، وانضم إليهم نحو 60 آخرين جرى اعتقالهم خلال أشهر يناير ومايو وأغسطس وسبتمبر، وكان معظمهم في أكتوبر.
وقد تُوفي أحدهم في فبراير الماضي، بينما أُفرِج عن 20 منهم، بينهم 15 موظفاً دولياً، بعد احتجازٍ استمر ثلاثة أيام عقب اقتحام مساكنهم في صنعاء.