توافق فلسطيني على تسليم إدارة غزة للجنة مؤقتة من أبناء القطاع
الرأي الثالث - وكالات
أعلنت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة، اليوم الجمعة، الموافقة على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع، تتشكل من المستقلين (التكنوقرا)"، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية "بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية،
وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع، مع تأكيد وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل".
وعقدت عدد من الفصائل الفلسطينية يومي الخميس والجمعة، اجتماعاً في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، ومناقشة المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على قطاع غزة،
وذلك في إطار التمهيد لعقد حوار وطني شامل لحماية المشروع الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.
وأكد المجتمعون، وفق بيان نشرته حركة حماس عبر صفحتها الرسمية على "تليغرام"، دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، وإدخال كل الاحتياجات الإنسانية والصحية، وبدء عملية إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية للقطاع وتنهي معاناة المواطنين.
واتفق المجتمعون وفق البيان، على "اتخاد جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في كل أرجاء القطاع"، مؤكدين أهمية "استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية المؤقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار".
كما اتفقوا على الدعوة إلى إنهاء كل أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وضرورة إلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن "قضية الأسرى ستبقى على رأس أولوياتهم، حتى نيل حريتهم".
وأكدت الفصائل الفلسطينية مواصلة العمل المشترك لتوحيد الرؤى والمواقف لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكل القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية، و"تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بحيث تضم مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية كافة".
واختتم المجتمعون حوارهم بالتأكيد أن "الوقت من دم، واللحظة الراهنة مصيرية، وتأكيدهم أمام الشعب الفلسطيني بجعل هذا الاجتماع نقطة تحول حقيقية نحو وحدة وطنية دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة والكرامة والحرية، وصون أمانة القضية الفلسطينية، وحقوق الأجيال القادمة، وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين".
وجددت الفصائل الفلسطينية في بيانها، تقديرها لـ"الجهود العربية والإسلامية والدولية، بما فيها جهود ترامب، بشأن وقف الحرب على غزة".
وأكدت القوى الفلسطينية أن "المرحلة الراهنة تتطلب موقفاً وطنياً موحداً، ورؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة والمصير، ورفض كل أشكال الضم والتهجير في قطاع غزة والضفة والقدس".
وأدان البيان مصادقة برلمان الاحتلال بالقراءة التمهيدية على قانون "تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية"، واعتباره "عدواناً خطيراً على الهوية والوجود الفلسطيني، مثمناً قرار ترامب بوقف هذا التحرك، ووعده بعدم تكراره".
وشددت الفصائل الفلسطينية على أن "الوحدة الوطنية هي الرد الحاسم على هذه السياسات، وضرورة العمل على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك".
وجاء لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة ضمن مساعٍ مصرية متواصلة لإعادة تفعيل الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، وضمان أن يكون أي اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار منسجماً مع رؤية موحّدة بين السلطة والفصائل، بما يضمن إدارة متوازنة وشاملة للمرحلة المقبلة في القطاع.
وأفادت مصادر ، أمس الخميس، بأن جهاز المخابرات العامة المصري يسعى إلى تحقيق "اختراق" داخل البيت الفلسطيني يمهّد لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، ويشمل ذلك الدفع نحو تشكيل لجنة تكنوقراط متفق عليها لإدارة شؤون قطاع غزة مؤقتاً، وتنظيم مشاركة فلسطينية رسمية في تشغيل معبر رفح،
بالإضافة إلى فتح قنوات تفاهم حول ملف السلاح الفلسطيني وسبل ضبطه ضمن آليات الأمن المحلية. وأضافت المصادر أن القاهرة تضع على رأس أولوياتها جهود توحيد الموقف الفلسطيني لضمان إدارة منسقة للمرحلة الثانية بعد التهدئة،
معتبرة أن نجاح هذه الخطوات يُعد شرطاً أساسياً لتثبيت الهدوء وبدء عملية إعادة الإعمار.