Logo

إدانات دولية بعد قرصنة إسرائيل أسطول الصمود المتوجه إلى غزة

الرأي الثالث - وكالات 

 أثار اعتراض الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأربعاء، أسطول الصمود العالمي الذي كان متوجهاً إلى غزة، محمّلاً بالمساعدات الإنسانية، ردات فعل واسعة، لم تقتصر على الإدانات، بل تعدتها إلى اتخاذ عدد من الدول إجراءات بحق إسرائيل، 

حيث طردت كولومبيا كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد، وألغت اتفاقية التجارة الحرّة مع إسرائيل، فيما استدعت كلّ من بلجيكا وإسبانيا السفيرين الإسرائيليين لديهما.

وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، اليوم الخميس، أنه استدعى سفيرة إسرائيل على خلفية توقيف سبعة مواطنين بلجيكيين كانوا على متن سفن أسطول الصمود المتوجه إلى غزة. 

وأوضح أمام البرلمان البلجيكي قائلاً "إن الطريقة التي اعترضوا فيها (..) ومكان الاعتراض في المياه الدولية أمر غير مقبول، لذا استدعيت السفيرة".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن إسبانيا استدعت القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد، اليوم الخميس، بعدما اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية أسطول المساعدات. 

وقال ألباريس لمحطة "تي في إي" التلفزيونية، "استدعيت اليوم القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد"، مضيفاً أن 65 إسبانياً كانوا على متن الأسطول. يذكر أن إسرائيل سحبت سفيرها من مدريد العام الماضي، بعد اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية.
 
كما دانت سلطنة عُمان بشدة الهجوم الإسرائيلي على قافلة "الصمود"، معتبرة ذلك انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية.

وقالت الخارجية العُمانية، في بيان، إن الاعتداء يمثل دليلاً جديداً على مواصلة سلطات الاحتلال ارتكاب "أفعال لا إنسانية"، مؤكدة أن هذه الممارسات تكشف عن سياسة ممنهجة تستخدم التجويع كأداة من أدوات الحرب.

وشدد البيان على ضرورة التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الانتهاكات وحماية القوافل الإنسانية المتجهة إلى القطاع، مشيراً إلى أن استهداف المساعدات يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية اليوم عن وزير الخارجية عبد الله اليحيا قوله إن الكويت تتابع عن كثب وباهتمام بالغ تطورات احتجاز عدد من المواطنين المشاركين في «أسطول الصمود».

وأضاف وزير الخارجية الكويتي أن بلاده تبذل جميع الجهود الممكنة لضمان سلامة المواطنين المحتجزين والإفراج عنهم في أقرب وقت.

وقال رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، إن فريقه يعمل مع أصحاب المصالح، بما في ذلك قنوات دبلوماسية؛ لضمان إطلاق سراح النشطاء على متن «أسطول الصمود العالمي» لكسر الحصار عن غزة، بحسب منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
 
وأدانت وزارة الخارجية، في منشور آخر على «فيسبوك»، تلك «الأفعال العدوانية من جانب القوات الإسرائيلية» ضد الأسطول، وفق ما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء. 

ودعت الوزارة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الطاقم، بمن في ذلك 12 ماليزياً، وكذلك توصيل المساعدات الإنسانية لغزة دون عوائق.

ووصف رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا، اعتراض إسرائيل «أسطول الصمود العالمي» المتجه لغزة بأنه «جريمة خطيرة بحق التضامن والمشاعر العالمية الهادفة إلى تخفيف المعاناة» في القطاع. 

وفي بيان، دعا رامابوسا إسرائيل إلى الإفراج الفوري عن مواطني جنوب أفريقيا وغيرهم ممن كانوا على متن الأسطول، بمَن فيهم نكوسي زويليفيليل مانديلا، حفيد بطل التحرير نيلسون مانديلا.
 
ومن جانبها، عبَّرت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم، عن «قلقها البالغ» إزاء اعتراض إسرائيل أسطول مساعدات دولياً متجهاً إلى غزة، مضيفةً أنها أوضحت لإسرائيل ضرورة حل الوضع بشكل آمن.

وقالت الوزارة في بيان: «نشعر بقلق بالغ إزاء وضع (أسطول الصمود)، ونحن على اتصال بعائلات عدد من المواطنين البريطانيين المشاركين فيه».

 وأضافت: «يجب تسليم المساعدات التي يحملها الأسطول إلى المنظمات الإنسانية على الأرض؛ لإيصالها بأمان إلى غزة».

وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع «إكس» أن سفناً عدة «أُوقفت بأمان»، وأن ركابها «نُقلوا» إلى ميناء إسرائيلي.
 
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بشدة، الهجوم على «أسطول الصمود العالمي»، واصفاً إياه بالعمل «الخسيس»، بحسب ما أوردته قناة «جيو» الإخبارية الباكستانية.

وكتب رئيس الوزراء، اليوم (الخميس)، على حسابه على منصة «إكس»: «تدين باكستان بشدة الهجوم الخسيس الذي شنَّته القوات الإسرائيلية على أسطول (صمود غزة) المكوّن من 40 سفينة، والذي كان يحمل على متنه أكثر من 450 عاملاً إنسانياً من 44 دولة».
 
وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن قلقه بشأن المعتقلين؛ إذ قال: «نأمل، وندعو من أجل، سلامة جميع الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية بصورة غير قانونية، وندعو إلى إطلاق سراحهم فوراً»، مضيفاً: «لقد كانت جريمتهم هي نقل مساعدات للشعب الفلسطيني البائس».

 وأكد شريف: «يجب أن تنتهي هذه الوحشية. يجب أن يتم منح فرصة للسلام، ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين».
 
وعلى صعيد متصل، وصف نائب رئيس الوزراء الباكستاني إسحاق دار، اعتراض «أسطول الصمود العالمي»، واحتجاز الناشطين الدوليين، بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي».

وفي السياق، قالت أستراليا اليوم إنها على علم بتقارير عن «اعتقالات» نفَّذتها القوات الإسرائيلية على متن «أسطول الصمود العالمي» الذي يحمل ناشطين أجانب ومساعدات متجهة إلى غزة، وإنها على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة القنصلية لمواطنيها الذين كانوا على متنه.

وقالت وزارة الخارجية في بيان لـ«رويترز»: «تدعو أستراليا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي، وضمان سلامة الأشخاص المشاركين، ومعاملتهم معاملة إنسانية».
 
في حين أدان إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة خارجية إيران: «تجدد هجوم الكيان الإسرائيلي على (أسطول الصمود) البحري، واعتقال مناصري الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة»، بحسب وكالة «تسنيم» الدولية الإيرانية للأنباء.

وأشاد المتحدث بقائي، في بيان، بالعمل الإنساني الذي يقوم به النشطاء والمجموعات الشعبية من مختلف الدول لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.

 ووصف هجوم «الكيان» الإسرائيلي على الأسطول بأنه «انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وعمل إرهابي».
 
الأمم المتحدة

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الخميس، إن اعتراض إسرائيل سبيل قوارب مساعدات إنسانية متجهة لقطاع غزة في المياه الدولية «يوسع نطاق حصارها غير القانوني للقطاع».

وقال ثمين الخيطان المتحدث باسم المفوضية، في بريد إلكتروني لوكالة «رويترز»: «بصفتها قوة احتلال، يتعين على إسرائيل ضمان وصول إمدادات الأدوية والأغذية للسكان إلى الحد الكامل للوسائل المتاحة، أو ضمان وتسهيل برامج إغاثة إنسانية محايدة لإيصال المساعدات بسرعة ودون قيود».

وأضاف أنه دعا إسرائيل إلى احترام حقوق من احتجزتهم، ومنها الحق في الطعن على قانونية احتجازهم.

الأردن

قالت وزارة الخارجية الأردنية، الخميس، إنها تتابع أوضاع مواطنيها الذين كانوا على متن «أسطول الصمود العالمي» المتجه إلى قطاع غزة، والذي اعترضته البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، وحمّلت إسرائيل مسؤولية سلامتهم، محذرة من تعريضهم لأي أذى.

وذكر المتحدث باسم الوزارة فؤاد المجالي، في بيان، أن مديرية العمليات والشؤون القنصلية على تواصل مباشر مع عدد من الأردنيين للاطمئنان على أوضاعهم، مضيفاً أن الوزارة تجري اتصالات لتأمين عودتهم إلى الأردن.
 
وأشار المجالي إلى أن الأردن على استعداد لتقديم المساعدة الممكنة لإجلاء مواطني الدول الصديقة إذا طُلب منه ذلك. وأدان المتحدث اعتراض الأسطول، معتبراً أنه يمثل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهديداً لحرية الملاحة، وتعريضاً لحياة المدنيين للخطر».

  وقال منظمو أسطول الصمود العالمي، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعترضت قوارب وسفناً على متنها نشطاء أجانب ومساعدات متجهة إلى غزة. 

وأشار الأسطول في منشورات منفصلة على "تليغرام" إلى أن قوات الاحتلال اعتلت القوارب "سبكتر" و"ألما" و"سيريوس" وغيرها في المياه الدولية، وإن وضع من هم على متنها غير مؤكد. 

وأكد المتحدث باسم الأسطول، سيف أبو كشك، أن البحرية الإسرائيلية اعتلت بشكل غير قانوني عدداً من القوارب في المياه الدولية، من بينها سفينة "أوتاريا"، مشدداً على أن الهدف من التحرك هو كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.

وكان منظمو «أسطول الصمود العالمي» قد أعلنوا، اليوم، أن القوات الإسرائيلية اعترضت 13 قارباً، على متنها نشطاء أجانب ومساعدات متجهة إلى غزة، لكن 30 قارباً تواصل الإبحار باتجاه القطاع الفلسطيني الذي دمَّرته الحرب.

وكانت القوارب على بعد حوالي 70 ميلاً بحرياً عند اعتراضها قبالة القطاع المدمر، داخل منطقة تراقبها إسرائيل لمنع أي قوارب تقترب من غزة.

وفجر الخميس، قال الأسطول إن 30 من سفنه تواصل الإبحار على بعد نحو 46 ميلاً من غزة، رغم هجمات إسرائيلية مستمرة، بينها رش بمياه مضغوطة وتعمد اصطدام بسفن، ما يمثل "جريمة ضد الإنسانية". 

يذكر أن الأسطول يضم 532 مشاركاً من أكثر من 45 دولة، على متن قرابة 50 سفينة انطلقت من إسبانيا وإيطاليا وتونس.

ويُعد هذا الأسطول الأكبر منذ محاولة "مافي مرمرة" عام 2010، التي أسفرت عن مقتل 10 نشطاء، فيما تظل الأنظار متجهة نحو ردود الفعل الدولية مع اقتراب الأسطول من المنطقة المحظورة.