Logo

قصف وآليات عسكرية مفخخة: الاحتلال يصعّد عدوانه على مدينة غزة

الرأي الثالث - وكالات

تصاعدت وتيرة العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة في ظل استمرار العملية الرامية لاحتلال المدينة، ضمن ما يعرف بعملية "عربات جدعون 2"، حيث كثف الاحتلال الإسرائيلي من عمليات القصف الجوي والمدفعي، إلى جانب عمليات النسف والتوغل.

 وشهدت الساعات الأخيرة قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتركيز على مناطق بعينها، لدفع الناس للنزوح نحو مناطق الجنوب ووسط القطاع، في ظل وجود مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لم يغادروا مدينة غزة حتى اللحظة.

وركز الاحتلال في قصفه على منطقة تل الهوا والأطراف الجنوبية من حي الصبرة، حيث شهدت هذه المنطقة أحزمة نارية مكثفة على مدار يوم كامل، 

فضلاً عن عمليات القصف المدفعي التي تقوم بها الدبابات الإسرائيلية. ووصلت إلى مستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني عشرات الإصابات جراء عمليات القصف والاستهداف التي طاولت حي تل الهوا والأطراف الجنوبية من حي الصبرة، إلى جانب تسجيل عدد من الشهداء.

أما الحدث الأبرز، فهو ما ذكرته مصادر محلية ، بشأن تقدم عدد من الآليات الإسرائيلية في منطقة تل الهوا، حيث قامت بوضع آليات عسكرية مفخخة، قبل أن تتراجع باتجاه الشرق قليلاً.

 وسبّب هذا التقدم حالة من القلق في صفوف الأهالي حيث لا يزال الآلاف في منطقة تل الهوا ولم يقوموا بالنزوح، إضافة إلى الخشية من تفجير الاحتلال لهذه الآليات في أي لحظة كما هو المعتاد خلال الفترة الأخيرة.

في المقابل، واصل الاحتلال قصفه على مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، وتحديداً ما يعرف بمنطقة "الشاطئ الشمالي"، حيث استهدف تجمعات سكنية عدة، إلى جانب عمارات. 

وبحسب مصادر محلية، فقد دمّر الاحتلال الإسرائيلي عمارتين في محيط جامعة القدس المفتوحة و"دوار" أبو يوسف القوقا، وهي منطقة تشهد تواجداً كبيراً للسكان، حيث يبدو الاحتلال معنياً بالضغط على الأهالي للنزوح.
 
وبالتوازي مع ذلك، تقوم المسيّرات الإسرائيلية المعروفة باسم "كواد كابتر" بملاحقة الأهالي، وإطلاق النار بشكل متفرق بين فترة وأخرى، وتفرض حصاراً بالنار، وسط استمرار الغارات بشكل مكثف سواء بشكل منفرد أو عبر أحزمة نارية. 

أما المناطق الغربية والشمالية الغربية للمدينة في منطقة الشيخ رضوان وحي الكرامة، فتشهد هي الأخرى عمليات تفخيخ وتدمير تقوم بها آليات الاحتلال العسكرية، إلى جانب التغطية النارية الكثيفة في تلك المنطقة. 

وبات من المستحيل الحركة أو الوصول إلى تلك المنطقة في ظل الواقع الميداني الصعب الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، سواء عبر القصف الجوي أو المدفعي، أو السيطرة النارية بالطائرات المسيّرة إلى جانب الدبابات المفخخة.
 
إلى ذلك، تشهد منطقة النفق شمالي مدينة غزة، ومحيط ما يعرف بـ "بركة الشيخ رضوان" استمراراً لعمليات التدمير للمربعات السكنية عبر الآليات العسكرية، حيث تقوم قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات تفخيخ مستمرة. 

وكان المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا عدنان أبو حسنة، قال في وقت سابق، إن 700 ألف فلسطيني داخل مدينة غزة لا يملكون تكلفة النزوح، وهم جائعون ومنهكون، 

علاوة عن أن 90% من سكان مدينة غزة لا يملكون مالاً للنزوح، وليست لديهم القدرة على التحرك حتى مشياً على الأقدام.

وتعاني مدينة غزة من حصار مشدد بدأ يمس القطاعات المختلفة، وعلى رأسها الغذائي، بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لما يعرف بـ"بوابة زيكيم"، 

حيث قام الاحتلال بإغلاقها تزامناً مع دعوته السكان للنزوح جنوباً، مع انطلاق عمليته العسكرية، وسط خشية من أن تشهد الأيام المقبلة انقطاعاً كاملاً للسلع والمواد الأساسية.